هل فكر أحد من المسئولين أو مرشحى الرئاسة.. كيف سينتخب المكفوف؟ وكيف سيتعرفون على برامج المرشحين الرئاسية؟ هل يكفى الاستماع إلى برامج التلفزيون واستقاء المعلومات منها؟ أم من حقهم أن قراءة البرامج بأنفسهم بالطريقة التى اعتادوا عليها، للمقارنة بينها ليتم الاختيار وفقا لرؤيتهم ومتطلباتهم الخاصة؟
"إذا كان لم يفكر أحد من المرشحين الذين ننتظر أن يصبح أحدهم رئيسا للجمهورية، فى أن يصدر برنامجه بطريقة برايل، فهل ستتوقع أن يفكر أدهم فى كل هذا"، هكذا أجاب بأسى محمد حسن الزياتى مدرس اللغة العربية الكفيف، الذى قرر أن يحمل على عاتقه مع مجموعة من طلبته المكفوفين مسئولية إعداد أول دليل انتخابى بطريقة برايل، بعد أن وصلنا إلى ميعاد الانتخابات دون أن ينتبه لهم أحد أو يضعهم فى حسابه.
محمد 35 عاما، اشترك مع عشرين طالبا من المكفوفين بمساعدة بعض الأصحاء فى مواجهة هذا التجاهل، وقاموا بإعداد أول دليل انتخابى بطريقة برايل للمكفوفين، حيث عملوا لمدة عشرين يوما فى الإعداد لمائة ورقة هى حجم الكتاب.
ويقول محمد لـ"اليوم السابع" "بنينا الكتاب على ثلاثة خطوط عريضة، الأول من ستنتخب، والثانى ملامح برنامجه، والثالث هو كيفية الإدلاء بالصوت للمكفوفين، ونبهنا على أهميه اصطحاب مرافق حتى لا يتم التلاعب فى الصوت أو طلب المساعدة من رئيس اللجنة فقط".
وعلى الرغم من المحاولات المتعددة التى يقوم بها محمد مع الشباب فى مكتبهم المتواضع بجمعية مزايا لذوى الاحتياجات الخاصة فى منطقة المطرية، والتى تبعث على الأمل والتحدى إلا أنهم بداخلهم مازالوا يشعرون بالتهميش والإحباط الشديدين من جميع الرؤساء المحتملين، فجميع البرامج لم تحمل لهم أو لمستقبلهم أية إشارات أو الحديث عن قوانين للتعامل مع المعاقين فى الشوارع أو عن خطط تأهيلية متكاملة، أو حديث عن تجهيزات فى الأماكن العامة لتتماشى مع متطلباتهم.
شباب المكفوفين أتموا مشروعهم وقاموا بتوزيعه على المكفوفين مجانا مع حملة ملصقات "اتقى الله فى أبناء مصر من المعاقين والمكفوفين".
وتابع محمد "نحن نطالب من الرئيس القادم أن يتقى الله فينا، على الرغم من أن الدولة لم تضعنا فى حساباتها كأصوات انتخابية فلا توجد أوراق انتخابية بطريقة برايل للمكفوفين ولا تسهيلات فى اللجان الانتخابية لدخولهم ونحن نوجه نداء من خلال "اليوم السابع" الآن للمسئولين أن يراعوا هذا فى اللجان إذا كان ينظرون لنا على أننا مواطنين ومن حقنا الانتخاب".
محمد تحدث بلهفة أمل ليرد عليه أحد الطبلة بجانبه فى إحباط ويقول "إذا كان لا يوجد دستور بطريقة برايل ونحن لا نستطيع أن نقرأ أو نتعرف على دستور بلدنا أو على المبادئ التى وضعها المجلس العسكرى على الأقل حتى الآن، فهل ننتظر أن يكلفوا أنفسهم ويقوموا بطبع أوراق الانتخابات على طريقة برايل حتى ندلى بأصواتنا".
المعلم والشباب قاموا بما استطاعوا أن يتحملوه ولكنهم وجهوا دعوة للرئيس القادم أن يرى بعيونهم ما لن يستطيع أن يراه بعينه، فكل من نظر للمكفوفين من قبل لم يستطع أن يرى سوى القشور، آن الأوان أن نترك القشور ليرى المسئولين مشاكلنا الحقيقية ولن يستطيعوا أن يروها سوى من خلالنا، وبعد أن يجلسوا معنا ويتعرفوا عليها من المكفوفين أنفسهم".
ويطالب المسئولين توفير أوراق انتخابية بطريقة المكفوفين..
مدرس كفيف يقدم أول دليل انتخابى بطريقة برايل
الإثنين، 21 مايو 2012 09:57 م
دليل انتخابى بطريقة برايل
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
منى فوزى عطية
مرشحين بلا حواس