يرحل المفكرون والمبدعون، وتبقى أفكارهم خالدة كشموعٍ تضئ الطرق حينما تتشعب، ومنذ اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة، كان جيل الثورة يستنير بآراء كبار المبدعين والمفكرين، إلا أن الموت لم يمهلهم المزيد من الوقت، ليشهدوا مصر وهى تختار الرئيس الأول فى تاريخها، فرحل شيخ الحكائين، وكاتب الفقراء والمهمشين خيرى شلبى، ولحق به صديق عمره الكاتب الكبير إبراهيم أصلان، ولم تمر أيام إلا ورحل خلفهما أمير الساخرين الكاتب الكبير جلال عامر، والذى لم يتحمل أن يرى المصريين وهم يتقاتلون فى مظاهرة فى الإسكندرية.
ولأن الأبناء هم الأقرب دائمًا من مفكرى ومبدعى مصر العظيمة، "اليوم السابع" استطلع رأى أبناء العم "شلبى" و"أصلان" و"عامر" حول توقعاتهم إذا ما كان القدر قد أمهلهم بعضا من الوقت ليختاروا معنا رئيسًا لمصر.
حيث قالت إيمان خيرى شلبى، إن والدها - رحمه الله - كان يتمنى قبل قيام الثورة أن يكون حمدين صباحى، رئيسًا للجمهورية، وأشارت إلى أنه فى ظل حيرة مؤيدى الدكتور محمد البرادعى، فى اختيار مرشح للرئاسة، بعد خروجه ورفضه المشاركة فى هذه الانتخابات، أنها حينما سألت والدتها عن رأيها، كانت إجابتها سريعة ومحسومة فأكدت على أنها ستختار "حمدين صباحى".
وفى نفس السياق، يقول الكاتب زين العابدين خيرى، فى مقال له عن "حمدين صباحى": هذا المرشح له تاريخ حقيقى ولم يتذكّر النضال والمعارضة فجأة حين قامت ثورة الخامس والعشرين من يناير، وربما يكفينى لاختياره أن روائيًا كبيرًا مثل "خيرى شلبى" كاتب الفقراء والمهمشين -رحمه الله- الذى أفخر أنه والدى، وبعد قيام الثورة مباشرة، كان يتمنّى "حمدين صباحى" رئيساً للجمهورية، رغم أننى نفسى كنت من أشد المؤيدين للدكتور محمد البرادعى، أما الآن وقد غاب البرادعى عن مشهد الانتخابات الحالية، فلم أجد أكثر مناسبة من "حمدين صباحى" رئيسًا لمصر فى هذه المرحلة، دون تقديس أو تأليه، أو نفى للوطنية عن المرشحين الآخرين، ولكنها فى النهاية آرائى أنا فقط، فلك أن تحترمها وتوافق عليها، أو تحترمها وترفضها.
ويقول الزميل الصحفى هشام أصلان، أعتقد أن والدى كان من الممكن أن يمتنع عن التصويت فى الانتخابات بعد غياب "البرادعى" عنها، ولو اتخذ قراراً بالتصويت فمن المؤكد أن صوته كان سيذهب لمن يمثل الثورة بكل صدق، مثل حمدين صباحى أو خالد على، أما عن اختياره، فيقول "هشام" سأصوت لخالد على، لاقتناعى به، وبمواقفه الشخصية الواضحة فى ظل محاولة المرشحين الإدلاء بتصريحات تكسبهم تأييد العديد من التيارات المختلفة، مشيرًا إلى أنه عندما سئل "خالد على" عن انتمائه لليبراليين، أكد على أنه يسارى، ولم يحاول الالتفاف، على حسب رأيه.
أما الكاتب رامى جلال عامر، فسبق وأكد عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعى، على أن والده أمير الساخرين، لو كان بيننا الآن، فمن المؤكد أنه لم يكن من المتوقع أن يختار أحد المرشحين من فلول النظام السابق، أو المحسوبين على التيار الإسلامى، وأنه كان سيختار "حمدين صباحى".