شريط السينما أظهر الحياة الخاصة بسكان العوامات النهرية من فئة العوالم والمطربات وليالى للأنس والفرفشة، أو بكوات وتجار زمن الثلاثينيات والأربعينات والتى تقف متراصة فى "الكيت كات" المقابل لحى الزمالك من الجهة الأخرى، وفى الخمسينيات ارتبط مشهد العوامة برومانسية "عبد الحليم حافظ" وهو الشاب الذى يستقل مركب نيلى ويغنى لفتاته التى تطل من شرفة العوامة، ومع زمن النهب والفساد شهدت العوامة هذه التغييرات من خلال فيلم العوامة 70 لخيرى بشارة.
"كلب" الحراسة هو العلامة المميزة للعوامة الرابض على بوابتها لمنع وجود الدخلاء والمتلصصين، خصوصا وأن العوامة تقف فى مكان ليس ببعيد عن الشارع، واختلفت حياة سكان العوامات حاليا، فبدت متهالكة بفعل مرور الزمن والسنين والتأثر بالمياة وتركها سكانها الأصليين، فلم يعد السكن فى العوامة أو" الدهبية" هو الحلم، لأنها لم تعد تتمتع بالمكانة التى كانت عليها فى الماضى.
وإن كانت بعض الفئات "تسترزق" من خلال حراسة تلك العوامات ورعايتها فى غياب مالكيها، وخاصة مع حالة الانفلات الأمنى التى تعانى منها البلاد، وهناك من قام بتأجير العوامة كى تصبح "كافية" نيلى من دون تغيير معالمها حتى لا يقع تحت طائلة القانون.
وكما يروى سعيد عوض حارس إحدى العوامات بمنطقة حى الكيت كات قائلا: سكان هذه العوامات ينحصرون فى طبقة معينة، فمعظمهم من رجال الأعمال وميسورى الحال، وفى الوقت ذاته هناك بعض أصحاب العوامات امتلكوها نتيجة إرث من الأجداد لأن العوامة الواحدة قد تتجاوز قيمتها ملايين الجنيهات، وبعض أصحاب العوامات يستغلها أيضا فى التأجير للسائحين العرب والأجانب أو لتصوير بعض الأعمال السينمائية، لكن بعض المالكين الآخرين يحرصون على تهذيب العوامة وتجميلها من أجل الإقامة بها والاستمتاع بالإجازات والموسم الصيفى للابتعاد عن الأجواء الحارة والرطوبة، بدلا من الذهاب للقرى السياحية والمصايف التى تحتاج لمبالغ طائلة.
كما يستخدمها أصحابها – أحيانا – فى إنهاء بعض الأعمال ومقابلة العملاء، لأنها مكان هادئ ويتسم بالرقى والهدوء، ويصلح للعمل والراحة فى الوقت ذاته.
عوامه
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة