شباب الجامعة الفرنسية يضيئون حياة 37 أسرة فقيرة بـ"زجاجة فاضية"

"زجاجة شفافة مملوءة بالمياه، تستقر داخل قطعة من الحديد المفرغ المثبتة بعناية فى سقف غرفة صغيرة، انقشع ظلامها الحالك بمجرد انعكاس أشعة الشمس على الزجاجة التى حولت الغرفة من ظلام دامس إلى غرفة يملأها الضوء بزجاجة فارغة، لم تستهلك تكلفة تذكر، وسط ابتسامات الأطفال الذين وقفوا فرحين بوصول نور الشمس لبيتهم الصغير، ليهتف أحدهم فى دهشة "ماما دى نورت بجد"، ويقف 7 من شباب "الجامعة الفرنسية" فخورين بما نجحوا فى تحقيقه لأسرة فقيرة بأبسط التكاليف.

"لتر كهربا" هو عنوان الفكرة البسيطة التى نجحت فى إضاءة 37 غرفة مظلمة فى أكثر من ثلاث مناطق عشوائية، هى الدويقة وبطن البقرة والسيدة البحرية، عن طريق "زجاجة فارغة" استخدمها 7 من شباب الجامعة الفرنسية الذين فكروا فى مشروع مبتكر لإضاءة حياة مئات الأسر الذين لا يصل نور الشمس إلى منازلهم الصغيرة، فجمعوا الزجاجات وبدأوا تثبيها فى أسقف المنازل الذين نجحوا فى إضاءتها بـ"لتر كهربا".

"فاطمة خالد"، واحدة من الشباب المشاركين فى المشروع، تحدثت لـ"اليوم السابع" عن الفكرة قائلة، بدأت الفكرة عندما حاولنا التوصل إلى مشروع يخدم المجتمع لتقديمه كمشروع تخرج للسنة الثالثة بالجامعة، كجزء من دراستنا الميدانية، وكانت فكرة الإضاءة بالزجاجات الفارغة هى ما توصلنا إليه، خاصة مع حاجة الكثير من البيوت فى المناطق العشوائية التى لا يدخلها نور الشمس إلى الإضاءة، فقمنا على الفور بالبحث فى إمكانية التنفيذ، وبدأنا رصد المناطق العشوائية بمساعدة جمعية "رسالة"، التى قامت بإمدادنا ببيانات للكثير من الأسر التى تقضى معظم ساعات يومها فى الظلام.

وعن خطوات تنفيذ فكرة "لتر كهربا" تقول "فاطمة"، بالرغم من نجاح الفكرة فى تغيير حياة أكثر من 37 أسرة حتى الآن، إلا أنها تتكون من مجموعة من الخطوات البسيطة، تبدأ بجمع الزجاجات الشفافة الفارغة بدلاً من التخلص منها، ثم تثبيتها بقطعة من الحديد وتركيبها فى السقف، على أن يكون نصفها موجهاً للخارج والنصف الآخر موجهاً للغرفة، لتكتسب نور الشمس طوال فترة النهار، وهو ما نجح بالفعل بالتجربة، وأهم مميزات الفكرة هو عدم الحاجة إلى تغيير المياه داخل الزجاجة أو خلعها فهى صالحة للاستخدام لمدة ثلاث سنوات أو أكثر.

وتضيف "فاطمة"، قمنا بزيارة عدد كبير من البيوت لتنفيذ المشروع، وكان هدفنا إضاءة 100 غرفة مظلمة، حققنا منها 37 غرفة حتى الآن، وكان رد فعل أهالى هذه الغرف هو ما شجعنا على استكمال المشروع، بعد أن غيرت زجاجة فارغة حياتهم، خاصة أن معظمهم يعيش فى الظلام، ويلجأ البعض الآخر لتوصيل الكهرباء بشكل غير قانونى، مما يتسبب فى احتراق معظم الغرف بالماس الكهربائى.

وعن استكمال المشروع فى المستقبل تقول "فاطمة"، نجاح الفكرة شجعنا على تجاوز فكرة مشروع التخرج إلى استكماله فى المستقبل لخدمة هذه الأسر التى غيرت فكرة "لتر كهربا" حياتهم بالكامل، خاصة أن الفكرة بسيطة ويمكن تحقيقها بأبسط التكاليف.