التربية لها دور كبير فى تشكيل مبادئ وأفكار وسلوك الإنسان، كما أن الفروق الفطرية فى التنشئة لها تأثير على استجابة الإنسان للتربية، إضافة إلى ذلك فإن الاختلاف بين الذكور والإناث وما يتعرض له كل منهما فى الصغر يؤثر فى قناعاتهم عندما يصيرون رجالا ونساء بالغين لهم آرائهم المحددة فى المواقف والمشكلات التى تمر بهم، حيث الذكور الذين عانوا من الظلم والقهر فى الصغر يتبنون فكرة فرض السيطرة على الآخرين عند الكبر، وإن اختلف هذا الأمر بالنسبة للإناث اللاتى تعرضن للقسوة فى الصغر حيث يتبنين مبادئ الحرية والعدل فى الكبر.
وقد قام مايكل ميلبورن الخبير النفسى الأمريكى بدراسة هامة على مجموعتين من الشباب، تتضمن كل مجموعة أفرادا من الذكور والإناث، واشتملت المجموعة الأولى على الشباب الذين تمت تربيتهم بأسلوب معتدل أى بدون زجر شديد أو عقاب بدنى مؤذ من الوالدين، وعندما شب هؤلاء الأفراد رجالا ونساء كانوا من المعتدلين سياسيا كما كانوا معتدلين إداريا عندما تولوا مناصب قيادية، أما المجموعة الأخرى فقد ضمت رجالا ونساء من الذين تعرضوا فى صغرهم لعقوبات بدنية شديدة، وذلك بالضرب بالقبضات وبالأحزمة وأحيانا بالسياط عند أقل خطأ، وقد أظهر هؤلاء تباينا فى أفكارهم وبسلوكهم عندما صاروا رجالا ونساء، حيث إن الرجال كانوا من المؤمنين بالتدخل العسكرى عند الضرورة السياسية، وكذلك بفرض عقوبات شديدة على الدول والأفراد وربما التعذيب البدنى إذا اقتضى الأمر، أما النساء فكن من أشد الدعاة إلى الحرية وحقوق الإنسان .
الذكور المقهورون فى الصغر يميلون إلى التدخل العسكرى فى الكبر
الخميس، 17 مايو 2012 08:31 ص
العقاب البدنى يؤثر فى التفكير والمبادئ