من قلب القاهرة حتى حلوان، نظم الإخوان اليوم ما يطلقون عليه سلسة بشرية، ترفع صور مرشح الإخوان رئيس حزب العدالة الدكتور محمد مرسى، لا يهمنا الإخوان ولا السلسلة، ولا حتى السيرة الذاتية للدكتور مرسى التى لا تحتوى على أى إنجاز سوى أنه كتب 17 بحثا لوكالة الفضاء الأمريكية، ما يهمنا هنا هو تلك السلسلة البشرية التى تعيدنا لعصور العبودية واستغلال الأطفال فى السخرة.
درجة حرارة القاهرة تقترب اليوم من أربعين درجة مئوية، وشمس حارقة، مع رياح وأتربة، لكن سلاسل مرسى لم تتأثر بالجو غير الأدمى وظلت ثابتة فى الشارع، هم أحرار، لكن من يتأمل المشهد جيدا يجد أن نصف من يشاركون فى هذه السلاسل البشرية أطفال تقل أعمارهم عن عشر سنوات، وهذه جريمة لو وقعت فى أى مكان محترم فى العالم لتم تحويل المرشح مرسى ناسا وكل أركان حملته الانتخابية وحتى حزبه وكل من شارك فى هذه الجريمة إلى محاكمة عاجلة وسجنوا حتى يكونوا عبرة.
الأطفال لهم حصانة خاصة فى المواثيق الدولية، وهناك إعلان عالمى لحقوق الطفل والمرأة، وحتى قانون العمل المصرى يمنع تشغيل الأطفال ويضع قيودا صارمة على تشغيلهم، لكن مرشحا رئاسيا هو الدكتور مرسى ناسا بتاع الإخوان، الذين يدعون أنهم يملكون الحقيقة ويعرفون فى الدين أكثر من غيرهم، لا يعرفون ماذا يقول الإسلام عن التعامل مع الأطفال.
إننى أدعو كل منظمات حقوق الإنسان فى مصر والمجلس القومى للأمومة والطفولة، إلى إجراء تحقيق عاجل وإصدار بيانات سريعة جدا فى هذه المأساة الإنسانية التى يتعرض لها أطفال مصر فى حملة الدكتور محمد مرسى مرشح الإخوان.
من حقنا أن نتوقف كثيرا أمام مرشح يستغل الأطفال ويجعلهم يقفون تحت الشمس الحارقة بالساعات من أجل عدة أصوات.. فهذه المرشح الذى يهين ويسخر أطفال شعبه، لن يتردد بعد ذلك هو وحزبه وجماعته فى تسخيرنا جميعا لمصالحهم وباسم الدين الذى هو منهم براء.