ربما يتابع كل المصريين البرامج الحوارية لمرشحى الرئاسة المصرية بحثًا عن مستقبل مصر من خلال برامجهم وتصريحاتهم. رغم أهمية ذلك فإننى أرى فى جوانب الحياة الشخصية للمرشحين بعدًا إنسانيًّا يستحق منا التوقف أمامه. أكثر ما لمس قلبى هو تصريحات أصغر مرشح للرئاسة - نصير غير القادرين - خالد على، حين سئل عن دور زوجته وهل تكون سيدة أولى إذا انتخب رئيسًا فقال وبقوة: لن تكون هناك سيدة أولى على أى مصرى، و"زوجتى هى سيدة قلبى الأولى".
أعجبنى أيضًا فى تصريحات خالد أنه يركب التوك توك ثم الميكروباص للذهاب إلى المحاكم، وأن أصدقاءه أعدوا له سيارة حتى لا يبدو بدون سيارة وهو من مرشحى الرئاسة. جميل أن يكون من بين مرشحى الرئاسة من يركب التوك توك ويعرف معاناة الناس.
ثم أنتقل من أصغر مرشح إلى فريق العمر، ما بين نهايات الخمسين وبدايات الستين، فقد تحدث الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح فى السياق نفسه بأن زوجته الدكتورة علياء لن يكون لها دور رسمى، وإنما أجلَّها بدورها فى حياته وحياة أولادهما. كما أعجبنى بشدة إعلانه عن ذمته المالية والصحية، وفى هذا السياق تحدث عن مؤازرة أبنائه له ماديًّا فى نفقات الحملة الانتخابية.
كما أعجبنى قول الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح بأنه لن يكون هناك سيد أو سيدة أولى بل الشعب هو سيد الجميع والرئيس خادم لهذا الشعب.
أعجبنى فى حمدين صباحى إذاعته فيديو مخصصًا للحديث عن ذمته المالية الخاصة به وبزوجته. فى سلوكياته أعجبنى أنه يجلس على الرصيف بين الناس ويركب مترو الأنفاق لأنه واحد من الناس.
أكثر ما شدنى فى تصريحات صباحى قبل انتخابات الرئاسة بـ 11 يومًا قوله إنه إذا فاز بمنصب الرئيس فإنه سيدخل القصر الجمهورى وفى يديه أسر شهداء ثورة 25 يناير.
وفى سياق أحد أحاديثه قال الفريق أحمد شفيق إنه يفتقد الراحلة الفاضلة زوجته أكثر مما يمكن أن يتصور، وإنها كانت ضد أن يترشح ولكنه يظن الآن أنها تدعمه بكل قوة.
شعرت أن روحاهما معًا وتأثرت مرة أخرى بشدة، رحم الله السيدة الفاضلة.
أعجبنى أيضًا اهتمامه ببناته وأنه أوقف الحديث العام حين وصلته رسالة نصية من أصغر بناته تراجعه بأنه لم يعطها حقها، فقام بالحديث عن قدراتها وأنها تتحدث وتجيد عدة لغات بطلاقة.
الدكتور محمد مرسى تحدث بطريقة جميلة عن زوجته حين قال إنها تراجعه وتقول له رأيها، واستند إلى ما قالته له بعد برنامج حوارى، فشعرت أنه يحترم المرأة وأنه فى حياته الشخصية ديمقراطى.
بهرنى الدكتور سليم العوا بعمق علمه للإسلام وحديثه إلى الناس من خلال البرامج الحوارية، وأملى أن ينتقل التنوير إليهم، وربما يكون وجود الدكتور العوا فى سباق الرئاسة تطورًا إيجابيًّا للغاية حتى يمكن تأصيل الإسلام الجميل فى مصر.
دخل المستشار هشام البسطويسى أحد البرامج الحوارية وملامحه تتحدث عن نفسها، لقد مر بحدث جلل منذ ساعات.. قال البسطويسى قبل أن تبدأ الأسئلة وهو سعيد ومشاعره تسبقه إلى الشعب: لقد رزقت بأول حفيد لى اليوم، وكأنه بهذا الخبر الجميل يتوج مشواره مع سيدته الأولى ويطلع أسرته الأكبر على أهم أحداث حياته الخاصة.
إذا اعتبرنا أن مصر هى السيدة الأولى فى قلوبنا جميعًا فأنتقل إلى تصريح للسيد عمرو موسى عمَّا يريد أن يحقق لسيدته الأولى: مصر.
وأعتبر تصريحًا له – لم يركز عليه الإعلام كثيرًا – بيت القصيد. قال عمرو موسى: إن مهمتى هى راحة الناس. هو يريد أن يرتاح الناس من مشقة الوصول إلى رغيف العيش ومشاكل طوابير الوقود والشوارع التى لا تطاق والخدمات الطبية المتدنية فى المستشفيات وحل القضايا فى المحاكم حتى يرتاح المصرى والمصرية.
ظنى أن هذه التصريحات هى مربط الفرس، لأنه لو استطاع عمرو موسى فى المائة يوم الأولى من توليه الرئاسة حل كل هذه الأمور التى تنغص حياتنا جميعًا فقراء وميسورى الحال فإنه يكون – فى حال فوزه – يستحق وسام الشعب المصرى وهو مسئولية الرئاسة لأن راحة الناس هى التحدى.
هذه ميزة إيجابية فى توجه عمرو موسى، خاصة أننا كلنا نعلم أن دائرة عمله كانت خارجية لكنه يشعر وبقوة بحاجة الناس.
أن يحكى أمام جمع "أن غير القادرين يمسكون ببدلته بنوع من الغضب، الغضب من أحوالهم وأحوال مصر ويسألونه ماذا ستفعل لنا"؟ مؤشر قوى على أن المصرى يؤمن به ويحبه ويتبسط معه ويلجأ إليه، وموسى بدوره يتحدث بصدق عن هذه الحادثة ويتعاطف فيها مع الرجال والنساء المطحونين، وشعرت بأنها تكررت خلال جولاته الانتخابية وتؤثر فيه كثيرًا.
محصلة هذه الملاحظات عن مرشحى الرئاسة هى أن مصر بلا شك رغم السنوات الستين الصعبة منذ 23 يوليو 1952 قد أنجبت وسط الصعاب رجالاً لديهم شخصيات فذة وجميلة وجاذبة عرفت بعضهم مثل موسى وشفيق وصباحى، وقدمت إلى انتخابات الرئاسة شخصيات أخرى تستحق الاحترام: أبو الفتوح ومرسى والعوا وخالد على وبقية مرشحى الرئاسة.
أما المناظرة الكبرى يوم 10 مايو بين موسى وأبو الفتوح فقد غابت طبقًا للقواعد التى تم التعامل بها الفرصة للرد مما أعطى صبغة غير حقيقية للطرف الآخر على أنه الضعيف حين يهاجم، ربما تتم معالجة هذا القصور إذا نظمت مناظرات أخرى.
حملات مرشحى انتخابات الرئاسة أدخلت بهجة وحيوية فى كل البيوت المصرية وأكملت زينة الشوارع المصرية بلافتات المرشحين كما أعطت فكرة عن القدرات المالية وراء كل مرشح، وأعطت شعورًا بالتفاؤل بأننا نتجه إلى عصر جديد.
ظنى أن التاريخ سوف يسطر أن أعلامًا من مصر تقدموا لخوض انتخابات الرئاسة فى 2012 وأن مصر تعرفت من خلالهم على شريحة من أفضل الرجال وخرجت من الانتخابات منتصرة لأنها تأكدت أنها ولدت رجالاً ولا كل الرجال وأنها بهم استعادت قوتها الناعمة.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
واحد من المسلمين
لن أنتخب شفشق لانه شخصيه مش ولابد
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى بالخارج
المقال جميل