تعرف معادن البشر تحت ظروف الضغط النفسى، ونختبر قيمهم فى أجواء الإغواء بارتكاب الخطايا، ونمتحن الإرادات حين تختلط المعانى وتشتبك المصالح بأصول الأخلاق ومنابع الضمير.
وحين نطالع خطاب مرشحى الرئاسة يفاجئك الواقع بكل خشونته وزيفه، ومع اقتراب لحظة مواجهة الحقيقة تنضح الأوانى بما قبع تحت سطحها البراق.. مرشحون تحت راية الدين لا يتوقفون عن الكذب المتواصل بلا كلل أو خجل أو شعور بالعار.. من ألقى فى روعهم أن السياسة تبرر الكذب والنفاق والتدليس؟! هل فهموا أنهم يخوضون حربًا وأن الحرب خدعة وبالتالى فالكذب ليس كذبًا، وذلك كله من فِطن المؤمن القوى الذى يباح له أى شىء لكسب معركته ضد الباطل؟ «الذى حدده بنفسه ووضع مواصفاته» هل تكفى ركعتان قبل النوم تكفيرا عما ارتكب من ذنوب طوال يومه الانتخابى لأنه أوهم نفسه أنه لا يفعل ذلك سوى ابتغاء مرضاة الله ونصرة شريعته وإقامة دعائم عدله مهما كان الثمن؟ هل يراهنون على مشاعر البسطاء وضعف ذاكرتهم وقلة حيلتهم فى غفران هذا الانهيار الشامل فى منظومة الخلق القويم، الذى اعتبرته كل الرسائل السماوية عمودا فقريا لجوهر دعوتها؟!
كنا مراقبين يقظين لمعظم المرشحين، بل أصدقاء لبعضهم، ونعلم الكثير عن تارخهم المعلن والخفى، ولا أستطيع أن أتصور فيهم كل هذه القدرة على الكذب، والعين فى العين لا يرمش لهم طرف وهم يتلون الأكاذيب لسبب أو بلا ضرورة، المهم هو كسب المواجهات التى اختلطت فيها الحقائق بالتدليس بشكل صادم لشعب تعود أن يصدق «الكبار» فإذا بهم قد فقدوا بقايا حمرة الخجل وأصبح الكذب كالتنفس لا يحتاج إلى جهد أو اصطناع.
كيف يمكن أن تبرر القتل، قتل البسطاء لكى «يبعثوا على نياتهم» واستحلال دماء الأقباط ونسائهم وأموالهم ردحًا منذ الزمن دون أن تتكلف حتى مشقة الاعتذار والتوبة، انظروا كيف يتحدث المرشح «الذى كنت أحترمه كثيرا» باستهانة شديدة عن دماء المصريين التى سالت كتطبيق لأفكار روج لها وانتظم فى كيانها وخطط لترسيخها فى أذهان العامة؟! كيف يتحدث عن القتلة بأنهم «زملاء كرام» أخطأوا وعادوا وكفى الله «المؤمنين» شر القتال بأن هداهم إلى وسيلة أخرى للتمكن وتطبيق شرعه؟ هى الديمقراطية كما يفهمونها وبالقواعد «اللولبية» التى صاغوها لكى تتوقف عندما لا تلائمهم نتائجها وقد بدأوا من الآن فى الحديث عن تزوير الانتخابات لصالح المرشحين «الذين يخشون فوزهم»، بحيث يصبح ذلك مبرراً للانقضاض على الديمقراطية التى لم تطاوع أحلامهم ولم تخضع لابتزازهم كل من قضى أيامًا فى السجن «يتجبى» على الناس ويعايرهم بها وكأنه ينتظر ثمنا «لكفاحه».. ولا يشرح لنا أحد أسباب سجنه هل كان عن غسيل الأموال أم عن إنشاء منظمات إرهابية تقتل المصريين أم عن تلقى أموال مشبوهة بصرف النظر عن فساد النظام وتلفيق التهم للمعارضين.. لم نسمع أبداً «مانديلا» يعاير أحدا بسجنه الطويل ولا طلب أن يبرر اعتقاله باحتكاره للسلطة التى تنازل عنها بسرعة للأكفأ والأقدر على فهم روح العصر وخدمة الوطن.
هل تصدق مرشحا «احتياطيا» ليحكم مصر مندوبا عن جماعة قال أحد منتسبيها أنهم لو رشحوا «كلبًا» لانتخبه الناس فى احتقار هائل لنفسه وللشعب وخلق الله أجمعين؟
هل نصدق مرشحا واتته الجرأة فى أيام الثورة، أن يدعونا إلى قبول خروج آمن «وكريم» لمبارك وانتظاره ستة أشهر لكى يستف أوراق ثورته المضادة، وهو الآن شاب ثورى يراهن على التواطؤ وعلى ضعف الذاكرة وعلى تسامح المصريين الذين لم يتخلصوا بعد من آثار هزيمة 67 الخالدة الذكر.
لك الله يا ثورة مصر.. وعلى رأى التونسى العظيم «لقد هرمنا.. لقد هرمنا جميعا»
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
تحيز واضح جدا وكانه لايوجد شفيق الذى قتل الثوار
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود حميد
الشعب كله ملائكة والاخوان هم الشياطين !!!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
OSAMA2012
مقال رائع .وتعليق 1.2
عدد الردود 0
بواسطة:
منتصر الزين
أصبت كبد الحقيقة !!
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالحميد إسماعيل
مجرد ملاحظة!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
عداوة واضحة
عدد الردود 0
بواسطة:
من مصر
صدقت يا استاذ مجدى..
مقال رائع بارك الله فيك.