ردود فعل غاضبة ضد فتوى "المحلاوى.." البحوث الإسلامية": الفتوى بتحريم التصويت لغير "مرسى" سخرية واستهزاء بالمسلمين.. و"كريمة": نرجو من الشيخ وأمثاله ألا يلصقون دعايتهم الدنيوية بالإسلام كذبا وزورا

أثارت فتوى الشيخ أحمد المحلاوى، إمام مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية، بأن التصويت للدكتور محمد مرسى مرشح جماعة الإخوان المسلمين فى انتخابات رئاسة الجمهورية "وأجب شرعى ومن يخالفه فهو آثم"، ردود فعل غاضبة من علماء الأزهر وأعضاء مجمع البحوث الإسلامية، معتبرين فتواه استهزاء بالمسلمين وسخرية من عقولهم، وأنها لا علاقة لها بالإسلام، إنما تمثل رأيا شخصيا للشيخ المحلاوى.

وقال الدكتور حامد أبو طالب، عضو مجمع البحوث الإسلامية: "إن كان قد صدر من أحد العلماء كلاما يشير إلى من لا ينتخب شخصا بعينه فهو آثم، فهذه لا تعتبر فتوى، ولكن رأيا شخصيا"، وهذا كلام بعيد كل البعد عن الإسلام وإقحام للإسلام والدين "ظلما" .

وتابع عضو مجمع البحوث الإسلامية: "أن يقوم إمام مسجد أو داعية كان من كان ويدعوا لشخص معين باسم الإسلام فهو استغلال للدين وللإسلام، وسخرية من عقول المسلمين واستهزاء بهم"، محذرا المسلمين من أن هؤلاء الأدعياء الذين يدخلون فى الدين ما ليس منه.

وأضاف الدكتور عبد المعطى بيومى ،عضو مجمع البحوث الإسلامية: مع حبى واحترامى للشيخ المحلاوى ومحمد مرسى فلا تجوز هذه الفتوى، كما أنها ليست فتوى بل رأيا سياسيا لا علاقة له بالدين، وعلى كل إنسان أن يختار الأكفأ، فليس انتخاب إنسان معين فريضة إسلامية وليس تجاوزه إثما، وهذا توظيف للدين لتحقيق مصالح سياسية أو حزبية ولا يجوز إصدار آراء باسم الدين".

وأكد بيومى، أن حديث الشيخ المحلاوى عن أن التصويت لمحمد مرسى فى الانتخابات الرئاسية واجب شرعى كلام لا يصح أن يكون فتوى فى الأصل، وإنما لا يزيد عن كونه رأياً شخصياً فالفتوى لابد أن تكون مستندة إلى أصل فى الشريعة؛ لأن الإسلام يوجب على المسلم أن ينتخب الكفء بقطع النظر عن انتمائه لأى حزب سياسى.

وأضاف بيومى، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن الرسول صلى الله عليه وسلم استعان بعبد الله بن أريقط، المشرك، ليكون دليله فى الطريق فى أحد المهمات لأنه الأكثر كفاءة لها، ومع خالص تقديرى واحترامى للدكتور محمد مرسى، وهو يعلم ذلك والشيخ المحلاوى، فهذا كلام غير صحيح، وليست فتوى، وإنما رأى شخصى.

وأوضح الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن هذا الرأى المنسوب لأحد الدعاة رأى يخصه أولا، وكان أولى به ألا يتعدى نفسه إلى غيره ويصف الرأى بحكم تكليفى ليس من مؤهلاته ولا سلطاته، وذلك لقوله تعالى "ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون"، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم" أجرئكم على الفتى أجرئكم على النار"، فالتأثير على إرادة الناخبين شىء محرم ومجرم فى الشريعة الإسلامية لأنه كان الواجب على الدعاة، وإن كان معظمهم لا يرتقى إلى هذا أن يبلغوا الناس قول سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم "أنتم أدرى بشئون دنياكم".

واستكمل أستاذ الفقه المقارن: "لو أن المجندين الداعين لأشخاص فى العملية الانتخابية قرأوا القرآن بتدبر فيما يخص الولاية لعرفوا أن المعايير "الكفاءة"، وقال تعالى "وقال لهم نبيهم أن الله قد بعث لكم طالوت ملكا..."، والشاهد فى الآية أن هذا عطاء من الله "إن الله أصطفاه عليكم"، ومؤهلاته "زاده بسطة فى العلم والجسم"، فطالوت كان على علم حربى وسياسى وأيضا فى سورة القصص "اجعلنى على خزائن الأرض إننى حفيظا عليم".

وأكد أستاذ الفقه:"لم يُذكر فى المؤهلات الداعمة له النبوة أو الرسالة لكنه ذكر الحفظ والعلم والشاهد فى "يأبت استأجره إن خير من استأجرت القوى الأمين"، فذكرت المؤهلات من القوة والأمانة، فمن مجموع الآيات الكفاءة ولا عطى الولاية لمن طلبها فالإخوان يتهالكون عليها ليس للإسلام ولكن لمصالحهم الخاصة، وكذلك حصل على مرشح مستبعد فكان يسعى أن يكون بطلا على أشلاء المصريين ونرجو من الشيخ الفاضل وأمثاله أن يكونوا على الحياد، لأن هذا اللائق مع أهل العلم، أما إذا كانوا مجندين فى حملات دعائية فلا يلصقوا دعايتهم الدنيوية بالإسلام كذبا وزورا.