نعلم جميعا أن الإنجاز لا يتحقق بدون طاقة داخلية تدفع الإنسان إلى العمل، وتتنوع طاقة الإنسان ما بين طاقة جسدية وعقلية وروحانية أو نطلق عليها العاطفية، ويأتى التساؤل الذى يفرض نفسه هل يمكن أن نرفع من طاقاتنا وأن نتجنب أسباب هبوطها؟ والإجابة سنكتشفها معا بقراءة هذه المقالة.
تمر علينا لحظات نشعر بها بتدفق الطاقة والحيوية فى جميع كياننا، فدعونا نتذكر هذه اللحظات وحالة الحماسة التى تدفعنا إلى هذا الشعور، فعندما يكون لدينا دافع داخلى نجد أنفسنا فى حالة حماسة ملتهبة، وبالتالى لدينا من الطاقة المتأججة لأننا نعمل شيئا نحبه، فلنعترف جميعا أن الدوافع من أقوى منشطات الطاقة وهناك وسائل أخرى تساعد على تنشيط الطاقات الجسدية والعقلية والعاطفية.
ودعونا نبدأ بالطاقة الجسدية والتى تعتبر أقل طاقة محفزة لدى الإنسان بالنسبة للثلاثة طاقات الأخرى فكثيرا ما نسمع مقولة العقل السليم فى الجسم السليم وكى نعيش حياه صحية وسليمة، يجب أن نرفع مستوى كل منهما، ونستطيع فعل ذلك فى الطاقة الجسدية من خلال تغذية الجسد والعقل بالأوكسجين عن طريق التنفس وبالطعام السليم عن طريق نظام تغذية متوازن والعمل على تقوية البنية الجسدية عن طريق التمارين الرياضية.
فالتنفس هو أول وأهم خطوات توليد الطاقة الجسدية، والجدير بالذكر والتذكير أن الهواء متاح للجميع وكل ما علينا هو تعلم الطرق المختلفة من التنفس التى تساعدنا على توليد الطاقة الداخلية فى الجسد، لأن الأوكسجين ضرورى لتكوين خلايا صحية سليمة، وأن نوعية الحياة التى يعيشها الإنسان تحددها نوعية خلايا جسمه فيجب أن نحرص على التنفس بطريقة سليمة لنعيش حياه صحية ولتوليد كمية كبيرة من الطاقة.
وسنتناول نوعين من التنفس:
الأول: التنفس التفريغى وهذه الطريقة تكون مسئولة عن تنقية خلايا الدم من أى شوائب تتسبب فى انسدادها، ويكون عن طريق استنشاق الهواء من الأنف فى أربع عدات وتملأ الرئتين بالهواء حتى ترى منطقة الصدر ارتفعت إلى أعلى، ثم الاحتفاظ بالهواء حتى العد إلى 10، ثم تفرغ الهواء ببطء من الفم فى خمسة عدات ويجب أن تفرغ الهواء فى نصف مدة الاحتفاظ ويمكن أن تزيد الوقت بالتدريج وببطء.
والثانى: تنفس توليد الطاقة عن طريق الاستنشاق من الأنف فى 4 عدات، ثم تفريغ الهواء من الفم فى 4 عدات بقوة كأنك تطفأ شمعة، وهناك طريقة أخرى التنفس من البطن عن طريق الإستنشاق من الأنف فى خمسة عدات، وتملأ البطن حتى ترتفع، ثم الاحتفاظ بالهواء لمدة 4 عدات، ثم تفريع الهواء من الأنف فى 5 عدات.
ويمكن تكرار كل تمرين بداية من عشرة مرات والحدود مفتوحة حسب قدرة كل شخص ورغبته ومن الأفضل ممارسة عملية التنفس ثلاثة مرات يوميا فى الصباح وفى منتصف النهار وفى المساء ولأنك تتنفس فى جميع الأحوال، فلماذا لا تتمتع بالطريقة السليمة للتنفس، وكمية هائلة من الطاقة فى نفس الوقت.
وثانى خطوة فى توليد الطاقة الإيجابية هى نظام التغذية المتوازن ولا أقصد بنظام غذائى ذلك الذى نتبعه لانقاص الوزن ولكن هى الطريقة الصحية للأكل المناسبة لك، والتى تحتوى على جميع أنواع الطعام بتوازن، ويجب أن تعرف أن أهم بند من بنود التغذية هو المياه لأن أكثر من 80% من جسم الإنسان عبارة عن ماء، والخضار والفاكهة من الأطعمة التى تحتوى على نسبة عالية من الماء، ولذلك من الأفضل الإكثار منهم بتناول الكثير من الفاكهة والخضار بين الوجبات لسد الجوع وإضافة السلطة مع كل وجبة، ومن أهم خطوات التوازن الغذائى عدم المغالاة فى الأكل والوصول إلى مرحلة الإشباع والامتلاء.
وثالث خطوة فى توليد الطاقة الجسدية هى التمارين الرياضية، فالجميع يعلم أن الرياضة مفيدة لصحة الإنسان ولكن نبعد عنها لأننا دائما ما نربط الرياضة بالألم مع إن من المفترض أن تكون الرياضة سببا للمتعة والسعادة، خاصة أنها سبب الحصول على الجسم المثالى، فاجعل للرياضة نصيبا من نظام حياتك اليومى واختر الرياضة التى تناسبك والمحببة إليك حتى تقضى هذا الوقت وأنت مستمتع، فابدأ واهتم بصحتك، وستلاحظ تجددا وارتفاع طاقتك وإقبالك على الحياة.
أما عن الطاقة العقلية فهى الطاقة المحفزة على التفكير الخلاق والإبداع وكيف يتسنى لأى شخص أن يصل إلى هذه الطاقة إذا كانت أفكاره مشوشة من أحداث الحياه اليومية، فكما أن للجسد رياضات فإن للعقل رياضات متعددة يمكن أن تساعد على التركيز والتذكر والإبداع ومن هذه الرياضات الشطرنج والسودوكو وألعاب التذكر بأشكالها المختلفة، والشىء المؤكد أنه عندما يكون لدينا هدف محدد فإن الحماسة تشتعل بداخلنا وبالتالى تتولد الطاقة من الدافع، فتحديد الأهداف والعزم على تحقيقها هما المصدر الأساسى للطاقة العقلية. فابدأ بكتابة أهدافك وتحت كل هدف أكتب أكثر من سبب يدفعك لتحقيقه، وبذلك تكون ربطت الهدف بالدافع، وبهذه الطريقة سترفع من طاقتك العقلية، فتخيلك للهدف وأنت تحققه يجعلك تشعر بالسعادة ومن أقوى أنواع الدوافع الدافع الداخلى الذى يشعرك بالسعادة وبالتالى تتدفق الأفكار فى نفس اتجاه الهدف وتزيد الطاقة العقلية وينهمر التفكير الخلاق.
وأخيرا الطاقة العاطفية أو الروحانية والتى تعتبر الأقوى فى تأثيرها على نجاح الإنسان وهناك الكثير من الرياضات الروحانية مثل اليوجا والتأمل والتاى تشى والهدف من هذه الرياضات هو التركيز على النفس الداخلية للإنسان والسمو بها وفصلها عن كل ما يشوش عليها من أحداث مليئة بالعنف الحياتى والدخول فى حالة من السلام الداخلى والتصالح مع النفس والتسامى فوق كل ضعف. وما أعظم أن نستمد هذه الطاقة بالصلاة بخشوع سابحين مع عظمة الرحمن وسنشعر بالهدوء والسكينة وبالطاقة الروحانية فى زيادة.
فأنت الذى يجب أن تحافظ على صحتك وإلا فمن الذى سيفعل، فعليك أن تتجنب العادات السلبية الضارة بالصحة مثل التدخين وإدمان المنبهات ومصاحبة الأشخاص السلبيين، وأجعل محيطك دائما من الأشخاص الإيجابيين ذوى الطاقة العالية وبالحصول على الطاقة والمحافظة عليها ستستمر فى الطريق إلى النجاح بنجاح.
خبيرة التنمية البشرية رانيا المريا تكتب: توازن الطاقة من أسرار النجاح
الإثنين، 14 مايو 2012 10:14 م
خبيرة التنمية البشرية رانيا المريا
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مستر / رأفت عماد على
نحن بحاجة الى مثل هذا الدفع الذاتى يوميا...ولكم الشكر...!
عدد الردود 0
بواسطة:
عيد
شكرا
جزاكم الله خيرا مقال جميل
عدد الردود 0
بواسطة:
اميمة
احبك