بالصور.. شارع 26 يوليو "للباعة" والمول تسكنه الأشباح

فى المسافة ما بين شارع الجلاء بميدان الإسعاف وشارع النيل بامتداد 26 يوليو يختفى الأسفلت إلا من طريق لمرور سيارة واحدة فقط، لتحل مكانه "استاند" بائعى الملابس بوكالة البلح، ننظر لهم متمنين أن يجدوا مكان يجمعهم أو سوق لينظمهم ويسعهم مثلما هو الحال فى الدول المتقدمة، هؤلاء الباعة الجائلون وصل بهم الأمر إلى احتلال الشارع بالكامل منذ مسلسل الفراغ الأمنى ببضاعتهم البالية ـ نسبة إلى الملابس البالة التى تباع هناك ـ ولكن الغريب أن رصيف نفس الشارع الذى احتله الباعة الحل الذى تبحث عنه أى منطقة تعانى من مشكلة الباعة الجائلين حيث صمم مول مرشح الحزب الوطنى السابق "أيمن طه" مولا كبيرا يمكنه استيعاب هذا الكم من الباعة قبل أن يصبح "بيت أشباح" على حد وصف أهل المنطقة ودعاية انتخابية مستمرة لمرشح الحزب المنحل.

باعة شارع 26 يوليو الذين جاء معظمهم كامتداد من وكالة البلح وانضم لهم البعض من شباب الأماكن الشعبية الذين يعانون من بطالة أصبحوا يشكلون أمرا واقعا بالنسبة لهذا الشارع لا يمكن حلة إلا بمواجهة مع أجهزة الأمن، وعلى الرغم من أن وجودهم كباعة مخالفين فى الشارع، مثل هذا الوضع بالنسبة لهم حساسية خاصة فى التحدث مع الصحافة بشكل عام إلا أن بعضهم تحدث لـ"اليوم السابع" دون ذكر اسمه قائلا: "نحن لا ننتظر الكثير من الرئيس القادم، فمثل غيره لن ينظر لنا على أننا شباب يعانى من البطالة ويبحث عن عمل حلال وسيقوم بالدخول معنا فى مواجهة لإخلاء المنطقة لإثبات أنه جاء بالأمن والنظام للجميع".

"نحن لا نحتاج للبحث عن حل فالحل موجود أمامنا بالإضافة إلى المول الذى أقامة مرشح الحزب الوطنى السابق ووعدنا أنه سيجمعنا فيه قبل أن يرفع السعر إلى درجة غير معقولة جعلتنا نفضل البقاء فى الشارع، وهناك أيضا ثلاثة مواقف تابعين للحى، أحدهم على ناصية الشارع الموازى للنيل والآخرين بجانب سينما على بابا وإذا أراد مسئولو الحى حل المشكلة لوضعنا بضائعنا مقابل أجور رمزية"، هكذا تحدث الشباب الذين أكدوا أنهم يعرفون أنهم يقومون بعمل مخالف للقانون، ولكنهم قالوا لمن يهاجمهم "هاتوا لنا حل وإحنا نقوم بتنفيذه أو على الأقل نفذوا حل من الحلول الموجودة أمامكم".

كان اللواء سيف الإسلام عبد البارى نائب محافظ القاهرة قد صرح مؤخرا أن المحافظة تتأهب لإزالة المول التجارى الذى أقامة المرشح لعدم وجود تراخيص له، وأن أعمال الإنشاءات به تعتبر مخالفة، ويقول الباعة عن ذلك "سنرى إذا كانت هذه الإزالة لصالحنا أم لصالح مصالح أخرى كالعادة فالحى يملك بالفعل أماكن فارغة مثل أماكن المواقف غير المستغلة والتى يمكن أن يسكننا فيها قبل حتى اللجوء للهدم أو غيره ولكننا سنبقى وننتظر".