د. رضا عبد السلام

ما هذه المراهقة السياسية التى تحياها مصر؟!!

السبت، 07 أبريل 2012 09:40 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من حقى ومن حق كل مواطن مصرى بسيط، ينشد الاستقرار والتقدم لهذا البلد المنكوب، أن يطرح عدداً من الأسئلة الوجيهة والمنطقية: ما هذا الغباء والجهل السياسى الذى تحياه مصر؟! لماذا وإلى متى نتحاور حوار الطرشان؟! لماذا يفترض كل طرف الغباء فى الطرف الآخر؟! ألسنا بهذا المنطق المشين نكرر الماضى البغيض؟! وأين مصر من هذا اللغو والسفه السياسى؟!

لمصلحة من تواصل هذا الحوار العبثى بشأن الجمعية التأسيسية لإعداد دستور مصر؟! هل نحن بصدد وضع قرآن جديد؟! أم أننا بصدد وضع دستور عصرى لدولة عصرية نتمناها؟! إذا كنا بصدد وضع دستور حضارى، فأمامنا عشرات الدساتير العالمية التى يمكننا أن نقتبسها اقتباساً، ولنأخذ الدستور الماليزى أو التركى كمثال. ولكن أن نغرق فى هذا السفه وهذا اللغو وتلك المراهقة فنحن بحق لا نريد الخير لهذا البلد.

لقد بدا واضحاً للعيان أن مصر لا يراد لها الخير، وإلا لراعى كل طرف فى العملية السياسية مستقبل واستقرار هذا البلد. فهاهم الإخوان، اعتقدوا أنهم بأغلبيتهم البرلمانية أصحاب الحق الكامل فى توجيه مسار البلاد لعقود قادمة، وتناسوا أن الدستور باقٍ سواء بقى الإخوان فى السلطة أم عادوا إلى أدراجهم، فضلا عن كون الدستور هو سيد القوانين، وهو من يحدد اختصاصات المؤسسات وعلى رأسها المؤسسة التشريعية. تصرف الإخوان هذا التصرف وهم يفترضون فينا الغباء والجهل، تماما كما كان يفعل بنا ترزية النظام البائد.

وحتى عندما فتح باب الترشح لانتخابات الرئاسة، لم توضع أية ضوابط أولية تحمى هذا المنصب الرفيع، مما أصابه من سفه وانحطاط، حتى تقدم كل من هب ودب للحط من قدر رأس الدولة المصرية، فما بين صاحب سوابق وراقص ومغن، وما بين باحثين عن شهرة فى زمن تتبارى فيه الفضائيات لاكتشاف المواهب الجبارة!! وكان الحصاد المزيد والمزيد من الانحطاط والتردى والإهدار للموارد، وقبل كل هذا الدفع بمصر وبثورتها نحو المجهول.

وعلى صعيد متصل، ولتعزيز حالة اللغو والسفه، وبعد أن أعلنت جماعة الإخوان عن بقائها خارج حلبة السباق على منصب الرئاسة، فإذا بها تدفع بالسيد الشاطر بحجة أن الثورة على وشك أن تسرق.

وفى حقيقة الأمر أخشى ما أخشاه أن تكون الثورة قد سُرِقت فعلاً، بعد أن دخلنا بالبلاد فى تلك الدوامة والصراع السياسى، حتى نفيق فى صباح - ليس عنا ببعيد - على إعلان قادة الجيش سيطرتهم على البلاد، بحجة حماية لمكتسبات الثورة، وحماية لمصر من هذا التشرذم والمراهقة السياسية!!

فى مثل تلك الأجواء الغائمة، وعندما يفقد من أوكلهم الشعب إدارة شئون البلاد بوصلتهم ومسارهم، وعندما تتصاعد المشكلات الاقتصادية والاجتماعية، ستكون الفرصة مهيأة تماماً لأن يقبل الشعب بعودة العسكريين لحكم البلاد. فهل هذا أمر مخطط ومرتب له أن يحدث فى مصر؟! هل مقصود أن تغرق القوى السياسية فى هذا السفه وتلك المراهقة، حتى يدرك الشعب المطحون أنه أخطأ عندما وثق فى المدنيين، وفى قدرتهم على إدارة شئون البلاد.

أتمنى أن نفيق من غفلتنا، وأتمنى أن يحترم كل منا عقل الآخر. أتمنى أن يدرك الإخوان وباقى التيارات الدينية أن رصيدهم يوشك على النفاذ!! وأن عليهم التحرك السريع للم الشمل وتحكيم العقل والمنطق. أتمنى من التيارات الليبرالية ألا تزيد الحريق اشتعالاً، وأن تحاور التيارات الدينية حوار الأسرة الواحدة. دستور مصر – شأن دستور بلاد الواق الواق – لابد وأن يتولى إعداده ووضعه والمشاركة فيه كافة طوائف شعب مصر، ولا شأن للمنتخبين فى هذا الأمر، نحن لسنا بصدد اختراع سفينة فضاء أو سيارة تطير فى الهواء!! وإذا كان هناك خطأ فى الإعلان الدستورى، وكلنا ندرك هذا الخطأ، فعلينا تجاوزه من أجل مصر، هذا إذا كنا بحق أوفياء ونريد الخير لهذا البلد. اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة