أصدرت حركة"نحن هنا" الأدبية مساء اليوم، بيانا ترفض فيه قرار وزير العدل بتحويل قصر ثقافة الإسماعيلية لقاعة لمحاكمة المتهمين فى أحداث مجزرة الأهلى ببورسعيد.
قال البيان الذى كتبه مقرر الحركة الأديب قاسم مسعد عليوة: إلا قصور الثقافة يا وزارة العدل".
وأضاف" إحساس بالصدمة والتفاجؤ أصاب الحركة الثقافية المصرية، بحدوث ما لم يكن أحد من المثقفين أو من سائر المواطنين يتوقعه من وزير العدل، فقد أختار الوزير صرحاً ثقافياً هو قصر ثقافة الإسماعيلية، ليكون مكاناً لعقد محاكمة المتهمين بالضلوع فى مجزرة ستاد بورسعيد، فبعدما تم التلويح بعقدها فى أكاديمية الشرطة بالمجمع الخامس بالقاهرة؛ بسبب الاحتجاج بالاختصاص المكانى، الذى يوجب المحاكمة فى مكان وقوع الجريمة أو المكان الذى يقيم فيه المتهمون أو المكان الذى يقبض عليهم فيه، تحدد لهذه المحاكمة المجمع التعليمى بالإسماعيلية، ثم إذا بوزير العدل يقرر اختيار مسرح قصر ثقافة الإسماعيلية، ذلك الصرح الثقافى الوحيد بمحافظة الإسماعيلية ليكون مسرحاً لهذه المحاكمة.
إن هذا القصر بمسرحه، هو أهم وأكبر مركز إشعاع ثقافى بمصر كلها، ولا يخدم الحركة الثقافية بمدينة أو محافظة الإسماعيلية وحدهما، وإنما يمتد نشاطه ليشمل جميع الفعاليات الثقافية من مهرجانات ومسابقات وعروض مسرحية وسينمائية وملتقيات وندوات أدبية وفنية ودينية وسياسية، وكل ما يتعلق بالشأن الثقافى محلياً وإقليمياً وقوميا ًودولياً.
وقد حدث أمس، الأربعاء، أن أرادت وزارة الداخلية تمكين وزارة العدل من المسرح، فاصطحبت قوات من الشرطة عمالاً تابعين للمقاولين العرب، واقتحموا المسرح ونزعوا حوالى 140 مقعدا،ً بنية إعادة تجهيز المسرح بما يتناسب وإجراءات المحاكمة، كأن المسرح ليس له مدير مسئول عنه، وليس تابعاً لهيئة ذات سيادة على ممتلكاتها، هى الهيئة العامة لقصور الثقافة، وكأنما ليس هناك وزير مسئول عنه هو وزير الثقافة.
لقد دافع مثقفو الإسماعيلية ومعهم مثقفو إقليم القناة وسيناء الثقافى عن صرحهم وعرينهم، باعتبار القصر مؤسسة شعبية قبل أن تكون مؤسسة رسمية، والحركة تقف معهم تدعمهم وتؤازرهم، وتثق فى أن كل المثقفين المصريين سيقفون ذات الموقف.
إن الاستحواذ على هذا المسرح، هو تخريب غير مسئول للعمل الثقافى الذى هو فى أمس الحاجة إلى زيادة أعداد المسارح لا تقليلها، ولا تقبل الحركة بأى حال من الأحوال السكوت على هذا الإجراء المنافى لكل منطق، حتى لو قيل إنه مؤقت بتوقيت المحاكمة.
إن الاستيلاء على هذا المسرح له أضراره الثقافية والاجتماعية الوخيمة، وسوف يبدل نظرة الجمهور العام إلى الثقافة ومؤسساتها، فضلاً عن أنه يعرض هذه المؤسسات للخطر فى واقع شديد الاضطراب، لذا تطالب الحركة وبكل حسم إيقاف هذا الإجراء، لأن المثقفين سيصنعون دروعاً بأجسادهم لحماية قصر ثقافة الإسماعيلية ومسرحه، ولن يسمحوا بتحويله إلى ساحة للمحاكمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة