"اتبرع بساعة من وقتك" هذا هو الشعار الجديد للحملات الشبابية، بديلا عن إعلانات الدعاية والتسول مثل اتبرع بجنيه. والتى لاقت انتقادا من الكثير من الشباب. فرفعوا شعار اتبرع بوقتك لخدمة بلدك، ويلا بينا نشارك بساعة فى حب بلدنا، وبجد يا جماعة خليكم أبطال واتطوعوا فى الكشافة.. وهى شعارات بدأت تظهر فى شوارع القاهرة.
صدفة وأنا فى إحدى محطات مترو الأنفاق وجدت مجموعة من الطالبات يقمن بتنظيم دخول الركاب من باب الصعود.. ورغم استياء البعض منهن إلا أن غادة الطالبة بإعلام القاهرة تقول: مايهمناش.. واجبنا نحافظ على مترو آمن لكل الناس".
حملة تعالوا نلتزم بقواعد المترو وغيرها من الحملات الشبابية لم تلق الاهتمام اللازم من الإعلام، والغريب أن الإعلام لو اتكلم عن عن الحملات والفرق الشبابية التى يتطوع فيها كثير من الشباب ويقومون بالمساهمة فى تنمية المجتمع أو مساعدة الأسر الفقيرة وغيرها من الخدمات الاجتماعية، ولكن لا أحد يتحدث عن الشباب القائمين على هذا المجهود ووجهات نظرهم، وما الذى دفعهم إلى العمل التطوعى، وهل يؤثر على دراستهم أو عملهم؟
فهناك بعض الشباب ينظرون إلى العمل التطوعى على أنه مضيعة للوقت، ومنهم من ينظر إليه على أنه لا يفيد أو يضيف إلى الشاب شيئا جديدا، وأن عليه فقط الاهتمام بالكورسات والدراسة بالجامعة فقط، ولكن هناك شباب آخرون اختلفوا معهم فى هذه الأفكار وقرروا الانضمام والعمل فى الحملات والفرق الشبابية لأنهم وجدوا فيه الكثير من أوجه الاستفادة.
يقول محمود عبد الوهاب يعمل مهندسا، ومؤسس فريق الشباب المصرى لإدارة الأزمات والكوارث الفريق بشكل عام هو مجموعة من الأفراد يتميزون بوجود مهارات متكاملة فيما بينهم ويجمعهم أهداف مشتركة، بالإضافة إلى وجود مدخل مشترك للعمل فيما بينهم، ولابد أن يتوفر الانسجام بينهم لوجود صفات مشتركة فى الخلفية الثقافية أو التعليمية أو الحالة الوظيفية، وكذلك التفاعل والمشاركة.
ويضيف بدأ الفريق منذ 2009 وبفضل الروح والعمل الجماعى كفريق سوف يتم تحويل الفريق إلى جمعية أهلية فى نفس المجال على مستوى الجمهورية، وذلك لأن العمل الجماعى يصنع الرجال والقيادات، وهذا بالتأكيد يضيف للفرد الكثير من الخبرات التى تعطيه تطورا كبيرا فى شخصيته بالإضافة إلى ذلك روح الفريق يشجع على المناقشة الصريحة، التعبير الصريح عن الآراء والأفكار، معرفة واضحة بجوانب القوة والضعف لدى الإنسان، توفر نظام تحفيز على أساس جماعى وليس فرديا، التحضر فى التعامل مع الخلافات وتسويتها عن طريق التعاون، يتيح للأفراد الاستمتاع والمرافقة والمشاركة الجماعية فى اتخاذ القرارات وتكون بالإجماع وليس بالأغلبية.
والدليل على ذلك أن كثيرا من الاختراعات الحديثة والإبداعات والمبتكرات فى العالم ناتجة عن عمل جماعى، وتعود أهمية العمل الاجتماعى التطوعى للشباب بتعزيز انتماء ومشاركة الشباب فى مجتمعهم، تنمية قدرات الشباب ومهاراتهم الشخصية والعلمية والعملية، يتيح للشباب التعرف على الثغرات التى تشوب نظام الخدمات فى المجتمع، وكذلك الفرصة للتعبير عن آرائهم وأفكارهم فى القضايا العامة التى تهم المجتمع، يوفر للشباب فرصة تأدية الخدمات بأنفسهم وحل المشاكل بجهدهم الشخصى يوفر للشباب فرصة المشاركة فى تحديد الأولويات التى يحتاجها المجتمع.
والجدير بالذكر فريق الشباب المصرى لإدارة الأزمات والكوارث يتكون من مجموعة من شباب مصر المتطوعين من مختلف التخصصات من المهتمين بالعمل المجتمعى ومن لديهم القدرة على تحمل المسئولية ويهدف الفريق إلى إعداد مجموعة من القيادات الشبابية حتى تكون قادرة على التعامل مع الأزمات والكوارث بشكل عام.
أما محمد صلاح (35 سنة) وهو أحد مؤسسى حملة مصر للأفضل ينفى مضيعة الوقت التى يمكن أن تحدث فى حالة الانضمام إلى أحد الحملات الاجتماعية قائلا فى حالة إيجاد ساعة واحدة فقط فى اليوم والقيام بتخصيصها للعمل التطوعى، نكون بذلك قد قمنا بالاستفادة من هذا الوقت باستغلاله فى أعمال مفيدة ضمن مجموعة تكسبه العديد من المهارات.
ويضيف بكل تأكيد العمل التطوعى بعد الثورة يختلف قبلها، ولكن علينا تقسيم الفترات الزمنية إلى ثلاث أقسام قبل الثورة وبعد الثورة والآن، فقبل الثورة كان يعم على الشباب روح الإحباط وفقدان الأمل فى التغيير، ولكن بعد الثورة تحول الأمر للنقيض وتعتبر فترة رواج العمل التطوعى وذلك لبناء الوطن وشاهدنا العديد من الحملات والفرق من مختلف الأماكن تعود إلى الشارع لنشر الوعى بين أفرادها ومساعدة من يحتاج والقيام بعملية تنظيف الشوارع، ولكن حاليا بما فيها من أحداث بدأت تعود بنا إلى فترة ما قبل الثورة، وذلك لعودة شعور الشباب بالإحباط واليأس.
والجدير بالذكر أن حملة مصر للأفضل قام بها مجموعة من الشباب بعد ثورة 25 يناير، وذلك بهدف زيادة وعى المجتمع ومعرفة ما لديهم من واجبات وما عليهم من حقوق والقيام بعدة حملات توعية فى جميع المجالات.
وتقول غادة على، طالبة ثالثة إعلام جامعة القاهرة، قام النظام بهدم عقول الشباب والمجتمع حتى يمنعهم من البناء والتطوير وخلق إنسان سلبى، لذلك قبل الثورة كانت الاتجاهات لعمل الفرق والحملات الشبابية عددها محدود وكانت اغلب الفرق الشبابية تتجه إلى جانب تنمية الذات، ولكن بعد الثورة زادت كمية التوعية، فأصبح إقبال الشباب على العمل التطوعى، ولكن التطوع فى الحملات والفرق السياسية أكثر بكثير من التطوع فى العمل الاجتماعى التى تشمل مساعدة الأسر الفقيرة والنهوض بالمناطق العشوائية وغيرها من الخدمات.
والجدير بالذكر أن هذا الفريق بدأ بعد الثورة كحلم لمجموعة من الشباب الراغب فى نمو بلاده وتقدمها، وهو يعتبر أول فريق طلابى تحت رعاية اتحاد طلاب جامعة القاهرة، ويكمن هدف الفريق فى النهوض بالمجتمع المصرى ثقافيا وإبداعيا ومجتمعيا.
أما أحمد حافظ، الطالب فى الفرقة الرابعة كلية حقوق جامعة القاهرة، ومن مؤسسى حملة التعليم من أجل مصر يرى أن ترتيب وتنظيم الوقت بجدول يومى وأسبوعى هو العامل الأساسى للمشاركة فى أكثر من عمل سواء تطوعيا أو عمل بجانب الدراسة، فأنا طالب فى الجامعة وفى نفس الوقت أعمل فى إحدى الشركات، بالإضافة إلى الحملة، فكل ما تحتاجه الحملة من وقتى هو بمقدار يوم أو اثنين فى الأسبوع، وهذا ليس بكثير فكم من الأوقات نضيعها بدون فائدة.
ويضيف لا يمكن القول أن الجدول الزمنى الذى يمكن أن يقوم به كل فرد لتنظيم أوقاته يجب أن يسير عليه بنسبة 100% ولكن لا يقل فى الالتزام به عن نسبة 70% حتى يشعر الشاب بقيمة الوقت وقيمة تنظيمه له ، فمن المؤكد أن يطرأ على حياتنا بعض الأشياء الخارجة عن الإرادة تأخذ منا بعض الوقت ولكن سرعان ما يجب أن نتماسك، وذلك لأهمية العمل التطوعى الذى يفيد فى العديد من الأشياء منها كثرة الخبرات الحياتية التى لا يمكن أن يكتسبها الفرد دون التعامل والعمل على أرض الواقع، وعمل الكثير من العلاقات.
والجدير بالذكر أن هذه الحملة قام بها مجموعة من شباب الجامعة بعد أحداث ثورة 25 يناير بهدف تغيير مفاهيم التعليم والنهوض بمستوى المصرى كبداية للتغير وبداية لمصر الجديدة.
وتقول نهلة مطاوع، المتحدثة الإعلامية لمشروع إنسان، فرع الإسكندرية، التابع لمؤسسة صناع الحياة، قبل انضمامى إلى العمل التطوعى سمعت كثيرا عن الشباب المتطوعين فى الخدمات الاجتماعية ومدى السعادة والاستفادة التى تعود على المتطوع من هذا العمل، لذلك قمت بالتطوع داخل إحدى المشروعات التطوعية وشعرت بحياة أفضل، وكان هذا التطوع بجانب عملى الأساسى ولم أشعر بمضيعة الوقت بدل الاستفادة من أوقات الفراغ، فالأمر لا يحتاج سوى ساعة واحدة فى اليوم، يمكن بهذه الساعة تقديم المساعدة لبعض الأفراد وإدخال السعادة الحقيقية عليهم.
وتضيف العمل التطوعى يعلمنا القيادة والعمل وإدخال السعادة على الآخرين وتحمل المسئولية، وحتى يمكننا أن نتعامل معهم نقوم بتدريب أنفسنا أولا على السلوكيات الصحيحة، بالإضافة إلى عمل التدريبات التى نقوم بأخذها فى التعرف على فنون التعامل والحديث مع من يحتاج إلى مساعدتك.
ويقول محمد حشيش، أحد مؤسسى فريق بداية وطالب فى الفرقة الثانية ميكانيكا كلية هندسة جامعة الإسكندرية، أنا مشارك فى العديد من الفرق والحملات الطلابية ولا يوجد ما يتعارض مع دراستى أو يقف عائقا أمام دراستى بالعكس الانضمام مع الفرق والحملات الطلابية تعطى لنا الحافز والعامل المساعد للنجاح حتى نصبح قدوة لغيرك ومساعدتهم فى التوعية، سواء ثقافية، سياسية أو مجتمعية، والعمل داخل الفرق يكون فى أوقات الفراغ، ولكن الحملات التى تأخذ بعض الوقت الزائد نقوم بعملها فى أيام الإجازات.
ويضيف العمل قبل الثورة فى الفرق والحملات كان صعبا جدا نظرا للظروف الأمنية، ولكن بعد الثورة بدأ الشباب فى المشاركة فى الأعمال التنموية التى تساهم فى بناء المستقبل، ولكن ليست بنسبة كبيرة ولكنها مبشرة.
واختلف أحمد صلاح، أحد أعضاء فريق رؤية، والطالب فى قسم كهرباء كلية هندسة جامعة حلوان، مع الكثير من مؤسسى الحملات والفرق الشبابية فى الإطلاق على أنفسهم اسم متطوعين، مبررا ذلك أن العمل المجتمعى هو واجب أساسى على كل فرد عاقل واعى مهتم بشئون بلاده.
شباب الحملات التطوعية: زمن التبرع بجنيه تسول
الثلاثاء، 03 أبريل 2012 02:24 ص