"اتبرع بوقف بدل من جنيه اتبرع بالوقف اللى تقدر عليه".. هذا هو الشعار الجديد الذى سوف ترفعه المؤسسات الخيرية خلال الفترة القادمة كجزء من مشروع إحياء الوقف الخيرى فى مصر، والذى تم إطلاقه فى مؤتمر "مصر ومسارات النهضة، إحياء الوقف الخيرى بمفهوم عصرى"، الذى انعقد بمستشفى 57357 ونظمته المستشفى بالتعاون مع مؤسسة محترفى تنمية الموارد المالية والجمعية المصرية للتمويل الإسلامى.
وتحدث السفير التركى بالقاهرة حسين عونى بوتسالى، عن تجربة بلاده فى الأعمال الخيرية، حيث أكد أن هناك علاقة وطيدة بين مصر وتركيا فى مجال الأوقاف، كما يجمعهما التاريخ والتراث الثقافى العريق، مشيراً إلى أن الأوقاف هى جزء من التراث الإسلامى فى تركيا ولها أهمية اقتصادية كبيرة للبلاد.
وأوضح بوتسالى أن الجانب التركى يتعاون بشكل دائم مع وزارة الأوقاف المصرية، وآخر جوانب هذا التعاون كانت اتفاقية لترميم المساجد التاريخية المصرية وذلك بالتنسيق مع وزارة الثقافة والمجلس الأعلى للآثار.
وعبر عن فخره وسعادته بمستشفى 57357 كنموذج للوقف الخيرى، معتبراً أنها من أفضل المشروعات فى مصر والشرق الأوسط.
ومن ناحيته، قال ديفيد جازى بينلى، مدير العلاقات الدولية بمؤسسة الأوقاف التركية، إن التجربة التركية فى الأوقاف تعتبر نموذج لدول العالم الإسلامى، لأننا يمكن أن نسمى تركيا بالدولة الوقفية، مشيراً إلى أن مهمة مؤسسة الأوقاف التركية هى إدارة الأوقاف العثمانية والتى يبلغ عددها 41 ألف و720 ألف وقفاً.
وأشار إلى أن المديرية العامة للأوقاف التركية تابعة لرئاسة الوزراء مباشرة، وذلك لأهميتها البالغة، مضيفاً أنها تنقل آلاف من الآثار التى تعود لهذه الأوقاف، كما أنها تقوم بمراقبة الأوقاف الحديثة التى تأسست وفقاً للقانون المدنى، والتى يبلغ عددها 4 آلاف وقفاً.
وأكد أن الأوقاف التركية تؤسس مطاعم تقدم خدمات خاصة للفقراء، حيث بلغ عدد المطاعم التى تقدم الطعام للفقراء بالمجان فى عام 2010 إلى 108 مطعم تقدم خدماتها لـ78 ألف شخص.
ومن ناحية أخرى، استعرض منصور عامر، مؤسس مجموعة عامر ، مشروع "الوقف المصرى" الذى تنفذه مؤسسة عامر الخيرية، مشيرا إلى أنه قرر التبرع بثلث أملاكه عامة ورأسماله بمجموعة عامر لينشئ وقفا خيريا أطلقه من المملكة المتحدة، وسمى الوقف "بالوقف المصرى" ليكون وقفا لكل المصريين دون تفرقة فجميع الأعمال التى يقوم بها الوقف لا تعرف الفرق بين مسلم ومسيحى أو أى نوع من أنواع التمييز بين أبناء الوطن، لافتا إلى أن القائمين على الوقف المصرى يؤمنون بأن هذه حقوق عليهم للوطن.
وطالب منصور عامر بإعادة النظر فى القوانين المصرية المتعلقة بنظام الأوقاف، حيث إن وزارة الأوقاف تقبل التبرعات النقدية فقط وليس أسهم الشركات أو الأراضى أو العقارات، لأن القانون المصرى لا يسمح بذلك، مشيرا إلى أن هناك مادتين فى قانون البنوك إذا تم تعديلهما يمكن أن يتغير مفهوم الوقف فى مصر.
وأوضح محمد أبو حطب، وكيل أول وزارة الأوقاف لشئون الوقف الخيرى، أن الوزارة تقوم بعمل أبحاث اجتماعية ومعونات للأرامل والأيتام ، علاوة على أنشطة اجتماعية متعددة.
وأشار إلى أن وزارة الأوقاف تستثمر أموال من يريد أن يعمل وقفا خيريا وفقاً لشروط صاحب الوقف، لأن هذا ما توصى به الشريعة الإسلامية.
اتبرع بوقف بدل من جنيه..شعار المؤسسات الخيرية فى الفترة المقبلة
السبت، 28 أبريل 2012 08:06 م