الفكرة عبارة عن حوض زجاجى صغير يخرج من جانبيه أنبوب أيمن وآخر أيسر، وصله "محمد" بصنبور المياه الذى يملأ الحوض بمقدار معين، يضيف إليه أنبوبة تحمل تركيبة كيميائية توصل لها "محمد" من مركبات بسيطة جداً متوفرة فى المنزل، تختلط التركيبة بالمياه التى انقسمت داخل الحوض بفعل العامود الذى قسم الحوض إلى جزئين كلاهما موصل بأنبوب، يغذيهما "صندوق الطاقة" الذى ينظم وصول الكهرباء بنسب معينة قام بضبطها، بجانب ضبط نسب المياه مع التركيبة بحيث يخرج الجزء الأيمن من الحوض غاز الأكسجين، أما الجزء الأيسر فيخرج منه غاز "الهيدروجين" القابل للاشتعال الذى وصله "محمد" بأنبوب متصل بمفتاح لغلق المياه والسماح للغاز فقط بالخروج، يصل إلى فتحة "الموقد" المنزلى بدلاً من الأنبوبة العادية، وبمجرد توصيله بلهب الكبريت، تخرج النار قوية من الموقد، دون الحاجة إلى أنبوبة البوتاجاز.
"بقالى كتير بجرب، وبعمل التركيبة وصندوق الطاقة، لحد ما وصلت لشعلة نار قوية جداً من خلال غاز الهيدروجين الذى استخلصته من التركيبة، بتحكم فى قوتها من خلال مفتاح يشبه مفتاح "البوتاجاز"، هكذا يشرح "محمد" اختراعه.
ويقول" أسكن فوق مستودع للأنابيب، وشجعتنى الطوابير الطويلة و المشاجرات للفوز بأنبوبة بوتاجاز طوال الأشهر الماضية على استكمال المشروع، حتى تمكنت من الوصول إلى نتيجة دون تكاليف أو نسبة خطر تذكر، وقمت بتجربة المشروع على "بوتاجاز بيتنا وشغال 100%".
"محمد" الذى كانت فكرة "أنبوبة من الميه" هى فكرة اختراعه الأول بجانب مجموعة أخرى من الأفكار العبقرية، توجه بصندوقه الزجاجى إلى أكاديمية البحث العلمى للحصول على براءة اختراع، وبالفعل حصل على أوراق التقديم ولكن دون براءة!، وعندما استفسر عن الأمر جاءه الرد كالآتى" أنت كده سجلت، البراءة بعد 5 سنين تيجى تاخدها!".
انصرف "محمد" من الأكاديمية حاملاً صندوقه الزجاجي، وبين يديه أوراق التسجيل التى وجد نفسه مضطراً لتركها بجانب صندوقه لسنوات "لحد ما ييجى الفرج"، الأمر الذى أشعره بالتحدى بنفس القدر الذى أدخل الإحباط إلى قلبه، لينطلق "محمد" إلى أفكار أخرى واختراعات أخرى، على أمل أن يصل أحدها إلى النور.





