½ ثورة.. فيلم وثائقى مختلف من نوعه، سجله المخرجان عمر شرقاوى وكريم محسن بكاميراتهما من وسط أحداث الثورة العام الماضى وأصدراه مؤخراً ليوثق الثورة المصرية، حيث يعد أول فيلم يتنبأ بأن ثورة 25 يناير لم تكن ثورة كاملة، وهو ما أثبتته الأحداث الأخيرة.
½ ثورة يمثل تجربة عاطفية وشخصية للمخرجين، حيث يحكى قصة مجموعة من الأصدقاء من سكان وسط المدينة على مدار اليوم الأول من أيام الفوضى العارمة التى حلت بمصر مع بدء الثورة، فبمجرد أن بدأت حشود المتظاهرين فى الزحف على وسط المدينة بالقرب من الحى الذى تقطن به هذه المجموعة متجهةً صوب ميدان التحرير، نزل المخرجان عمر شرقاوى وكريم الحكيم ليسجلا بكاميراتهما تلك اللحظات التى يسطرها التاريخ فى سجله أمام أعينهما.
ولكن بعد ساعات قليلة، بدأ العنف والريبة فى طرق الأبواب بعنف لتتحول شقة كريم وعائلته الصغيرة إلى خلية نحل يملؤها النشاط والحركة، بسبب توافد المزيد من الأصدقاء إليها للصمود أمام القبضة المضادة للثورة التى كانت تضرب بعنف من خلال ذراعيها القويين الشرطة والعصابات المسلحة من بلطجية نظام مبارك الذين سيطروا على الشارع الذى تطل عليه شرفة الشقة التى يقيم بها كريم.
أوضح عمر شرقاوى، أحد مخرجى ½ ثورة، لـ"اليوم السابع"، أن اسم الفيلم جاء ليعبر عما حدث للثورة المصرية، التى ما زالت مستمرة حتى الآن، مشيراً إلى أنهم يرون أن الثورة منذ أن قامت ليست مكتملة.
وقال شرقاوى، "الفيلم تجربة شخصية غنية للغاية نجحت فى تغييرى إلى حدٍ بعيدٍ على المستوى الإنسانى، الشخصى والمهنى، فعندما أقدمنا على تصوير ½ ثورة، قمنا بتسجيل ما كان يحدث على أرض الواقع، رغم ما انطوى عليه ذلك من مخاطر واجهناها يومياً أثناء التصوير".
وأضاف "أن مصر هى بلادى التى يعرفنى بها الجميع، لذلك قررت تأسيس شركة إنتاج فنى فيها، وأخطط لإخراج فيلم آخر فى القاهرة".
ومن ناحيته، قال المخرج كريم الحكيم، إن "الفيلم يعد جزءاً من واجبى تجاه مصر، فقد حصلت على تعليم جيد وأستطيع أن أتعامل مع الكاميرا بتمكن، كما أتحدث عدة لغات، لقد أصبح الأمر منذ بدايته واجباً لا يمكن إهماله، رغم الأخطار المحيطة به، ولكنها حمية الغضب التى أطلقها الأدرنالين فى الجسم بسبب التواجد وسط هذا الاحتجاج والفوران.
½ ثورة إنتاج مشترك ما بين دانيش جلوباس فيلم وبروفيسى فيلم التى أسسها عمر وكريم عام 2010، كما أطلق صناع الفيلم موقع إنترنت يعد الأول من نوعه لفيلم وثائقى عن الثورة.
وأخرج عمر شرقاوى أول أفلامه عام 2008، وهو "ارقد فى سلام يا جميل" الذى نال العديد من الجوائز على رأسها جائزة النمر للأفلام القصيرة من مهرجان روتردام السينمائى الدولى فى 2008، كما حقق هذا الفيلم نجاحاً كبيراً فى دور العرض الدنماركية، حيث يُعد أحد أهم الأفلام وأكثرها إبداعاً فى تاريخ السينما الدنماركية المعاصرة، وفى 2009، أخرج شرقاوى فيلمه الثانى "أبى من حيفا" الذى فاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة بمسابقة المهر العربى للأفلام الوثائقية قبل أن يبدأ الفيلم رحلته متنقلاً بين عددٍ من المهرجانات الدولية.
أما كريم الحكيم، فهو مخرج التصوير الفوتوغرافى والمخرج السينمائى المعروف على المستويين العربى والعالمى، شارك فى صنع العديد من الأفلام الوثائقية السياسية التى تناولت الشرق الأوسط من بينها رحلة إلى القاعدة، جيران، مصر نحن نراقبك، كما ساهم فى مونتاج فيلم غرفة التحكم، إلى جانب الأفلام الوثائقية، وحصل على جائزة الدولة التقديرية فى التصوير السينمائى فى 2006.
"½ ثورة".. أول فيلم وثائقى يتنبأ بعدم اكتمال الثورة
السبت، 21 أبريل 2012 12:02 م
أفيش الفيلم
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
aya
الثورة
الثورة كاملة بدمائنا