حكايات من العشق يرويها كوبرى قصر النيل

الجمعة، 20 أبريل 2012 02:28 م
حكايات من العشق يرويها كوبرى قصر النيل كوبرى قصر النيل
كتبت شرويت ماهر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الهواء والطبيعة والوجه الحسن ثلاثة أشياء لا يمكننا الاستغناء عنها، وكثيرا ما نتمنى أن نحظى ولو بدقائق للاستمتاع بها، وعلى الرغم من مشاغل الحياة ومشاكلها، إلا أن الكثير منا فى حالة بحث دائمة عن المكان الذى يسمح لنا بالانفصال عن الواقع ومشاكله، والذى يمكن لنا اللجوء إليه بسهولة دون أى تكلفة، المكان كوبرى قصر النيل ملتقى الأحبة والعشاق وهو واحد من أجمل كبارى القاهرة التى تطل على النيل من الجهتين.

ومنذ تاريخ إنشائه وعلى مر هذه السنين لم يكن كوبرى قصر النيل جسرا للعبور فقط، إلا أنه أصبح واحدا من أهم المزارات السياحية الموجودة بالقاهرة حيث لا تكتمل زيارة القاهرة، من دون زيارة كوبرى قصر النيل والتنزه على جانبيه.

ولا يخلو المشهد من على الكوبرى من وجود العشاق والذى يعتبر المقصد الأول لهم والمتزوجين الذين يستعيدون الذكريات مع نسمات الربيع، أو دفء ليالى الشتاء، ووجود بائعى الورود الذين يصطفون على جانبى الكوبرى وهوما أكده الشاب "عبد الله طنطاوى" وزوجته حيث قال "أنا متزوج منذ شهر وجئت أنا وزوجتى للتمتع بمنظر النيل الرائع كما أن المكان يعتبر مناسبا من حيث الإمكانيات المادية لكل الأشخاص وأهم شئ أنه قريب من ميدان التحرير، وزوجتى لم تأت إلى ميدان التحرير وقت الثورة ولا أحد يستطيع أن يرى المنظر الرائع للنيل ويتركه دون الوقوف أمامه".

وعلى جانبى الكوبرى توجد مراكب التنزه النيلية التى يمكن استقلالها لعمل نزهة نيلية قد تكون هى الأروع على الإطلاق على الرغم من بساطة تكلفتها وكذلك وجود عربات الحنطور الذى يقول أحد مالكها ويدعى "جمال محمد أحمد" أن أكثر زبائنه من العشاق والمخطوبين والأصحاب والسائحين العرب والأجانب ولكن هذا الوضع قد تأثر قليلا بالأحداث التى تحدث فى مصر بعد الثورة وقال: اتصل بى أحد أصدقائى من الكويت ليسألونى عن الأحوال فى مصر وقلت لهم أن يأتوا لزيارة مصر السنة القادمة كما أوضح أن عربة الحنطور يكون لها محطات وخط سير معروف يبدأ من عند فندق هيلتون ، إلا أن الأحداث التى تمر بها مصر من مظاهرات قد جعل الأقبال على عربات الحنطور ضعيفا نوعا ما.

ومن الحياة الواقعية إلى السينما المصرية حيث لعب كوبرى قصر النيل دورا هاما فى كثير من الأفلام المصرية الرومانسية يعد من أهمها فيلم موعد غرام لفاتن حمامة وعبد الحليم حافظ، وذلك المشهد الذى ظل فيه عبد الحليم منتظرا لقاء فاتن حمامة بعد أن أعطته ميعادا للقائها على الكوبرى وقت الظهيرة.

وبينما يعتبر كوبرى قصر النيل، هو ملتقى للعشاق لكنه فى أحيانا أخرى كان سببا فى فراقهم حيث شهد حادثة انتحار، قد تكون هى الأشهر والأقرب حدثت فى 2-6-2010 وكانت لعاشق فشل فى الارتباط بحبيبته نظرا لظروفه الاجتماعية بعد أن ترك رسالة قائلا لها إنه يستطيع أن يترك الحياة ولكنه لايستطيع أن يعيش بدونها.

ولم يبتعد كوبرى قصر النيل عن الأحداث السياسية كثيرا، حيث كان هو مسرح أهم معركة ساهمت فى تغيير المشهد السياسى بمصر وهى المعركة التى حدثت بين المتظاهرين وقوات الأمن المركزى يوم 28 يناير جمعة الغضب، والتى لعبت دورا كبيرا فى أسقاط النظام المصرى. وبين السياسة والعشق نجد كوبرى قصر النيل ملمحا أساسيا تزينت وتتزين به مصر المحروسة حتى عامنا هذا.


قصر النيل من أقدم المعالم المصرية وأقدم الكبارى التى أنشئت للعبور على النيل ويميزه أربعة أسود قابعة على مدخله مصنوعة من البرونز وتم إنشاؤه فى عهد الخديو إسماعيل عام 1896 ليصل بين الجزيرة والقاهرة وتكلف الإنشاء 113 ألفا و850 جنيها مصريا واكتمل بناؤه عام 1871 وتقرر فرض رسوم عبور حسب نوع المار بالجسر فالرجال والنساء ربع قرش، وأعفى من رسوم العبور الأطفال والغزلان، والعربات المحملة بالبضائع قرشين والفارغة قرش وسمى بهذا الاسم نظرا لوجود قصر كبير وهو قصر النيل الذى أنشأه محمد على لابنته زينب والذى هدم بعد ذلك ليحل محله فندق الهيلتون وجامعة الدول العربية.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة