"عبد الله شحاته" 73 عاماً، يعمل فى لف ماكينته الحديدة العتيقة لصناعة "عصير القصب" منذ ما يزيد عن 25 عاماً ربى من معصرته المتنقلة 7 "عيال" أخرجها للحياة وأدخلها الجامعات، غير مبالٍ بحقيقة انقراض هذه الماكينة وظهور محلات العصير الفاخرة وأجهزتها الحديثة، وكل ما يتمناه عم عبد الله من الحياة هو "كشك" صغير يستطيع الجلوس بداخله لالتقاط أنفاسه من لف الماكينة.
"بحلم بكشك" هكذا وصف "عم عبد الله" حلمه البسيط لليوم السابع بعد سنوات من الشقاء قضاها أمام ماكينته القديمة، ويقول: "أنا بقالى هنا 25 سنة بلف المكنة دى، ربيت العيال وعلمتهم وجوزتهم، ونفسى فى كشك".
"المكنة دى وش الخير عليا، قضيت قدامها عمرى، ومنها عشت 25 سنة بحمد ربنا" بابتسامة صابرة أضاف "عم عبد الله" من أمام ماكينته التى تجمع حولها عدد من الناس وقفوا لالتقاط أكواب العصير من عم عبد الله، بعد أن شهدوا جميعاً أن "قصب عم عبد الله ملوش مثيل".


