بعد أن انتهت المراسم «الرسمية» للمرحلة التى صاحبت فيها عمرو موسى لغزة، بمناسبة افتتاح أول جلسة للمجلس الوطنى الفلسطينى فى غزة، تلقيت دعوة من صديق نائب فلسطينى أظنه– إن لم تخنى الذاكرة– حمادة الفراعنة، لحضور جلسة بالنادى الاجتماعى فى غزة.
تعرفت فى هذه الجلسة على جيل آخر من القيادات الفلسطينية التى تنتمى للانتفاضة من فتح وحماس، أمثال مروان البرغوثى «فتح»، وعبدالخالق النتشه «حماس»، والقيادات المستقلة من ذات الجيل.
فى هذا اللقاء شعرت أننى أمام فلسطين مختلفة عن التى تركتها –مهموماً– فى منزل عرفات، الذى غادرته خلسة لحضور هذا اللقاء الذى أعطانى صورة صادقة للتفاعل داخل المرجل الفلسطينى!! فمن حديث فاتر فى منزل عرفات عن ذكريات بيروت وتونس وتفاصيل «تافهة» لذكريات لقاءات واتصالات سرية وعلنية لحديث مختلف عن مستقبل فلسطين، وانتقادات ضد الرئاسة الوليدة، والدستور، وأوسلو 1993.
كنت شاهداً على اتهامات خطيرة متبادلة.. القيادات الليبرالية والمستقلة تتحدث عن غياب الشفافية والديمقراطية، وخطورة أن تنصرف جهود السلطة لآليات بناء الدولة باستيراد أسوأ ما يعتور أنظمة الحكم العربية من فردية، واحتكار، وفساد، فى خلق الدولة الوليدة، فضلاً عن شكوكهم إزاء المسار الدبلوماسى غير العادل.
أما حماس فقد أشار ممثلوها فى اللقاء، لما أفضت إليه أوسلو من توازن هش، وسلام «الهيمنة»، وهو التوصيف الذى لفت انتباهى، وظل عالقاً فى ذهنى حتى قرأته ثانياً فى كتاب صدر عام 2004 للكاتب الفرنسى «ريمون أروان» paix et guerre entr les nations.
شهدت فى هذا اللقاء، غيوماً متراكمة فى سماء غزة، إذ إن الإرهاصات المبكرة للانقسام والضعف فى النسيج الوطنى الفلسطينى، كانت واضحة، وتشير إلى أن ما صنعته الانتفاضة بددته مشاعر اليأس من الوصول إلى حل شامل.
إسرائيل نجحت بالفعل فى زرع فتيل مشتعل فى برميل بارود، من خلال إغراق عرفات، ثم عباس، فى مراحل انتقالية، تسمح لها بفرض إيقاع سلبى للتقدم من خلال توقيع معاهدات تعتمد منطق المراحل والدرجات التى يتوقف كل منها على قدرة السلطة الوليدة على ضمان أمن إسرائيل، أو بالأصح قمع الراديكاليين الإسلاميين والعلمانيين معاً!
المأزق الفلسطينى «الداخلى»، لا يمكن اختزاله فى «ثنائية» فتح وحماس، أو فى ثنائية وهمية افتراضية–أمريكية الصنع– اسمها «المعتدلون، والمتشددون» وهو رجع الصدى لتلك التقسيمة الساذجة للعالم إلى إمبراطورية الخير وإمبراطورية الشر، التى صكها– فى الأصل– ريجان فى خطابه فى أورلاندو فلوريدا، فى 8 مارس 1983، موجهاً حديثه للجمعية الوطنية للإنجيليين عن بديل الحرب الباردة بمعسكريها، وهو ما أحياه بوش بعد أحداث 11 سبتمبر.
دليلى على عدم دقة هذا الاختزال المخل لما يحدث فى فلسطين فى أنه صراع بين المعتدلين والمتشددين، هو أن معظم ممثلى الطيف السياسى الفلسطينى الذين شاركوا فى ذلك اللقاء، هم كانوا بعدها نزلاء ذات السجون!!
لو تأملنا، وتوقفنا قليلاً أمام مبادرة «السجون»، التى أطلقها منذ سنوات، كل من «الفتحاوى» مروان البرغوثى، وعبدالخالق النتشه «الحمساوى»، لأدركنا أن الصراع الفلسطينى–الفلسطينى، ليس صراعاً بين الاعتدال والتطرف، بل صراع بين منطقين فى إدارة وطن لم يولد بعد..
«وللحديث بقية»
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
يا دكتور
عدد الردود 0
بواسطة:
منى
ارجو ان تتحالف مع عمرو موسى
عدد الردود 0
بواسطة:
سمير عرفة
استمر فأنت الرئيس القادم
عدد الردود 0
بواسطة:
ندى الشربيني
ايمن نور
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد مرسي
الى متى؟
عدد الردود 0
بواسطة:
مي
فلسطين ارض الدم والدموع
عدد الردود 0
بواسطة:
عبير النابلسي
فلسطين يا ارض الامجاد
فلسطين يا ارض الامجاد