"القاهرة" تغرق تحت تلال القمامة.. وقسم شرطة الشرابية تحول إلى مقلب "زبالة" والأهالى يستغلون المبنى فى تربية "المواشى".. وعمال النظافة يضعون روشته فعالة للقضاء عليها فى مصر.. وسور مجرى العيون "وكر"

الجمعة، 13 أبريل 2012 11:29 ص
"القاهرة" تغرق تحت تلال القمامة.. وقسم شرطة الشرابية تحول إلى مقلب "زبالة" والأهالى يستغلون المبنى فى تربية "المواشى".. وعمال النظافة يضعون روشته فعالة للقضاء عليها فى مصر.. وسور مجرى العيون "وكر" القمامة تغطى الشوارع
كتب إسلام النحراوى تصوير محمد إبراهيم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يقتصر انتشار القمامة فى العشوائيات، كما تعودنا، بينما وصلت إلى الأماكن التاريخية والهيئات الحكومية، وعلى رأسها سور مجرى العيون، الذى اختفت ملامحه الأثرية، وتحول إلى "وكر"، ولم يختلف المشهد كثيرا داخل قسم شرطة الشرابية، بل ازداد سوءا، بعد تحوله إلى "مقلب" للقمامة، و"رتش" للبناء، بعد أن كان "مقلباً" للمجرمين وأصحاب السوابق.

مستوى القمامة فى القاهرة ضرب كل المقاييس، وأصبح يدق ناقوس الخطر، خاصة بعد احتلال تلال القمامة الوحدات السكنية التى يعيش فيها المواطنون، بعد أن انفجرت شوارع العاصمة بمخلفات عجزت المحافظة عن مواجهتها، ولجأت إلى حبسها داخل قسم شرطة الشرابية، دون تحديد مدة العقوبة، لتصبح القضية غير مكتملة، بعد حبس دليل الجريمة، وترك المتهم الأصلى فى تلك القضية.

انتقل "اليوم السابع" ليتجول داخل قسم شرطة الشرابية، الذى كان يصعب دخوله قبل ثورة يناير، لتكتشف مفاجأة، وهى ليست تحول قسم الشرطة إلى "مقلب" للزبالة، ولا أن الأهالى استغلت الغرف التى كانت مخصصة لحجز المتهمين فى تربية الحيوانات والمواشى، ولكن حينما تجد سيارة شرطة تابعة لوزارة الداخلية بها ضابط شرطة و4 أمناء مهمتهم منع دخول أى شخص إلا فى حالة إلقاء المخلفات والقمامة وبقايا الحيوانات داخل مبنى القسم الذى احترق أثناء أحداث يناير.

حينما تقترب من شارع شركات البترول بالشرابية، وأنت تقود سيارتك، فعليك أن تغلق الزجاج بإحكام قبل أن تصل إلى قسم شرطة الشرابية بعدد من الكيلو مترات، وتسير ببطء؛ لأن دخان القمامة المحترقة الذى يطل من فتحات القسم يغطى سماء المنطقة، وإذا كنت تسير على الأقدام، فعليك أن تتخذ طريقاً آخر، هروبا من الأدخنة والقمامة العفنة التى تنتشر رائحتها على المارة.

فى البداية قال جمال عيد "السايس"، إن أهالى المنطقة وعمال النظافة استغلوا احتراق قسم الشرطة، وقاموا بتحويله إلى "مقلب" زبالة، بعلم رئيس الحى، الذى خصص هذا المبنى لتجميع القمامة، مشيرا إلى أن الأهالى استغلوا غرف القسم فى تربية الحيوانات، دون اعتراض أى مسئول، مؤكدا أن بعض أصحاب شركات البترول الموجودة فى المنطقة، تقدموا بعدة بلاغات، تفيد تضررهم من الرائحة الكريهة التى تنبعث من المبنى، فضلا عن حالة الشلل المرورى التى أصابت شارع شركات البترول الرئيسى، نظرا لتراكم القمامة على جانبى الطريق.

وعن شارع سور مجرى العيون أكد عشرى محمد، صاحب "عربية عصير"، أن المتسبب فى تدمير هذا التراث، هم عمال النظافة، وأصحاب السيارات، الذين يلقون القمامة فى تلك المنطقة، نظرا لانعدام الرقابة، مطالبا محافظ القاهرة ومدير الأمن، بوضع رقابة على تلك المنطقة، لما لها من تراث لابد من الحفاظ عليه، على أن يقوم بضبط أى مخالف يقوم بإلقاء المخالفات.

وأضاف الحاج سعيد، أحد عمال النظافة، المسئول عن نظافة المنطقة، إنه يقوم بنظافة الشارع الرئيسى، ودون الاقتراب إلى سور مجرى العيون، نظرا لكثرة تلال القمامة التى لا يستطيع التعامل معها، خاصة أنها تحتاج إلى العشرات من العمال، فضلا عن معدات خاصة بالحى والمحافظة؛ للقضاء على القمامة، مشيرا إلى أن مسئولى الحى يقومون برفع القمامة كل أسبوع، إلا أن إضراب عمال النظافة زاد من صعوبة المهمة، وعاد بالسلب على المنطقة.

وعلى الجانب الآخر التقينا بعدد من عمال النظافة، لمعرفة الروشتة الفعالة لإنهاء أزمة القمامة فى مصر. فى البداية قال على محمد، أحد العمال، إذا أردنا القضاء على القمامة فلابد من توفير عدة شروط، أولها معالجة ضعف راتب عامل النظافة الذى لا يتخطى 600 جنيه، بالإضافة إلى معالجة الغياب الأمنى الموجود فى الشارع المصرى الذى يدفع العامل إلى عدم التصدى للأهالى فى حالة إلقاء القمامة، فضلا عن توفير مشروع علاجى للعمال ضد الأمراض والأوبئة، التى تصيبهم نتيجة تعاملهم من القمامة، وتوفير الرقابة اللازمة، والقبض على أى سيارة أو موان يقوم بإلقاء القمامة فى الأماكن غير المخصصة لذلك، وزيادة عدد العمال لسد احتياجات الشارع.







































مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة