مركز رعاية"ليلة القدر" ..من دار أيتام إلى بؤرة إجرام

الخميس، 12 أبريل 2012 06:24 م
مركز رعاية"ليلة القدر" ..من دار أيتام إلى بؤرة إجرام صورة أرشيفية
كتبت نهى عبد النبى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نقلا عن اليومى
الكحكة فى إيد اليتيم عجبة ،هكذا يتعامل المجتمع مع الأيتام ، فهم إما أبطال إعلانات التسول على شاشات التلفزيون ، وإما ينامون فى بيوتهم الفقيرة بلا غطاء، وإما يتم الاعتداء على طفولتهم فى دورأيتام تخرجهم إلى المجتمع فى شكل مجرمين مبتدئين ، سريعا ما يتطورون فى مهمتهم الجديدة حتى يحصل كل منهم على لقب : مجرم محترف .

دار "ليلة القدر للايتام "بمدينة 6 أكتوبرالتى أنشأها الصحفي الراحل مصطفي أمين من النوع الأخير، حيث تحولت من دار أيتام إلى دارإجرام

يدخل اليتيم إلى الدار مثل الورقة البيضاء الجاهزة للكتابة عليها ، فيواجه صعوبة الحياة والإهمال بالداخل فتحدث له العديد من المشكلات النفسية والاجتماعية ، ومع غياب الرقابة يبدأ فى توجيه مشكلاته إلى زملائه فى البداية ثم إلى المجتمع ، فأبواب الدار تفتح صباحا للأيتام للخروج ،ولا تغلق إلا بعد عودتهم ليلا ، لتتركهم فى أحضان الشارع طوال اليوم ، بعضهم يعمل بلطجيا ويفرض "إتاوة " على السائقين فى موقف السيارات الذى يتواجد أمام سور الدار، والبعض الاخر متهمون في جرائم سرقة بالإكراه ، ومن لم يسلك سلوك الجريمة يكره الحياة والدراسة والدار ويحمل كراهية شديدة للمجتمع .

نرمين عيد 16 سنة أحدى فتيات الدار طالبة فى الصف الثالث الاعدادى تقول "أنا لا أحب الدراسة ولا المدرسة ، فلماذا أتعلم وما الجديد الذى سوف يحدث فى حياتى بالتعليم ،ورغم كل ما يدور فانا أحب الدار لأنها تؤوينى وأتمنى أن أتزوج من الدار لأننا نخاف من أى شخص من خارجها ".
وتوضح نرمين " أحيانا تواجهنا مشاكل في الدار كفتيات منها مضايقة الأولاد لنا وتحرشهم بنا ، والطريقة الوحيدة هى أننا ندافع عن أنفسنا بإيدينا لاننا شكونا أكثر من مرة لمسؤولى الدار ولم يأت أحد من الإدارة لأنقاذنا.

وتضيف نرمين : نحن نعيش في فوضي فكل منا يفعل ما يريد، الشباب احتك بالشارع ويعملون في نشاطات مخالفة ومعظمهم يعمل مع السائقين أمام الدار نظير أجر وآخرين يعملون بإحدى المصانع بأكتوبر .

و تقول ياسمين طارق16 سنة طالبة من أبناء الدار :عندما نمر بمشاكل نفسية نتحدث من أخواتنا الاكبر منا سنا فى الدار،وكانت آخر المشكلات محاولة انتحار أختنا رحمة السيد وهى توجد حاليا بمستشفى الشيخ زايد بعد ما شعرت بالضيق فألقت بنفسها من الطابق العلوى .

ومن جانبها قالت أدارة مدرسة أحمد زويل ، الذى يدرس فيها بعض طلاب الدار : أولاد الدار لديهم عداء تجاه المدرسين وزملائهم و، وأرسلنا أكثر من شكوى لمسؤولى الدار، ولكنهم لم يهتمون ولم نعرف حلا يوقفهم عن تصرفاتهم ، خصوصا أن الإدارة العامة تمنع فصل أى طالب من الايتام ،وفي حالة وجود خلاف بين أحد أبناء الدار وتلاميذ المدرسة يقوم أبناء الدار بشن حرب شرسة علي تلاميذ المدرسة وعقابهم جميعا ، ونحن أيضا نعاني من سلوكهم لكننا نقف مكتوفي الأيدي.

وأكدت الأخصائية الاجتماعية رحاب محمود أن البنات فى الدار لديهم مشاكل كثيرة، بسبب عدم الأشراف ، وكثيرات منهن يعانين من مشكلات نفسية وحساسية مفرطة لوضعهن الأجتماعي كأيتام ولقطاء .

وترجع رحاب السبب في هذا إلي إختفاء الأم البديلة التي كانت بمكانة أم حقيقية لهؤلاء الأطفال تقوم بتربيتهم من الصغر وحتي سن الرشد، أما الآن فأختلط الأمر ووصل إلي أنه لا توجد عزلة بين الأولاد والبنات وتتعرض بعض الفتيات منهن للتحرش .


ويقول رمضان محمد 30 سنة سائق بالموقف المواجه للدار: بلطجية الدار يخرجون صباحا إلى موقف السيارات ،ويحصلوا من السائقين علي الإتاوات ، ومن لا يدفع لهم يحطمون سيارته، ويمنعونه من الوقوف فى الموقف مرة أخرى ، كما أنهم يحملون أسلحة بيضاء وشفرات ، كما قاموا أيضا بسرقه تليفونات بعض السائقين وسحبوا من البعض الاخر أجزاء من سيارتهم وقاموا ببيعها ومن يعترض يقومون بضربه .

وأضاف رمضان أن بلطجية الدار لا يتعرضون للسائقين فقط بل يتعرضون ايضا للركاب والمارة فى وقت متأخر ، كما أنهم يضايقون الفتيات بالمعاكسات .

ويحكى السائق رجب سليمان 28 سنة قائلا : كنت أقف فوق الرصيف ودهسوا زميلى بالسيارة لانه رفض أنه يدفع لهم الإتاوه وحطموا له سيارته ، وهم يحملون الاسلحة البيضاء.

محمد سلطان 37 سنة أحد السائقين يقول : منذ 7 سنوات كنا بنعطى الأطفال بعض المال لأنهم كانوا بيصعبوا علينا وهم صغار، ولكن بعد ما تعدى معظمهم الـ 18عاما تحولوا إلي بلطجية ، ووصل عدد الأولاد الذين يقفون امام الدار إلى 30 أو 40 ويخرجون بشكل دوريات .

وفى بعض الأوقات يتكتلون لسرقة سيارة ، ويدخلون في مفاوضات مع مالكها لاسترجاعها بعد دفع 500 جنيه .

مرسى محمد 31 سنة سائق يضيف :نحن لا نشعر بالأمان ودائما مجبورون على دفع فلوس لبلطجية الدار حفاظا على سيارتنا وأنفسنا ، والشرطة لا تفعل لنا أى شىء ويقولون لنا "أتصرفوا معاهم أو موتوهم".





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

6 اكوبر

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة