"الجار قبل الدار" تاه فى أزمة البحث عن سكن

الجار قبل الدار" مثل شعبى تناقله المجتمع من جيل إلى جيل، إلا أن أزمة السكن جعلت البحث عن مسكن لا تتيح التفكير فى مواصفات المنطقة أو الحى الذى وجدت فيه الشقة، أو فى قدم البناية أو حداثتها أو من هم جيران المستقبل، إن الحصول على مسكن صار غنيمة لا يجب أن تضيع، وتقول نادية ممدوح أن الجيرة مهمة جدا لأن الجار يسعفك قبل أسرتك، وتجد عنده الأمن والصحبة الطيبة التى قد تكون بعيدة المنال إذا كان الأبناء يسكنون بعيدا عن الأهل، ولأن زوجى دائم السفر فأجد جيرانى حصن الأمان بالنسبة لى، ولأبنائى فإذا خرجت أذكر هذا لأحدهم حتى يهتم بمسكنى لحين عودتى، وتضيف عواطف إبراهيم إنها قد تضطر للخروج أحيانا بسرعة ولا تجد إلا جيرانها الذين يسعفونها ويرعوا أبنائها إلى أن تنتهى من مشوارها، بينما تشكو عايدة عبد الله من سلوك بعض جاراتها التى لا يحلو لها إلا أن تقوم بتنظيف السجاجيد، إلا فوق الغسيل النظيف المبتل مما يجعله متسخا ويستلزم غسله مرة أخرى، ورغم المحاولات العديدة فى إثنائها عن تلك الأفعال السيئة والتى تؤذى جيرانها إلا أنها تصر على تكرار تلك التصرفات، وتشاركها الحديث مروة إسماعيل التى تقول إن لى جيرانا لهم بعض الطباع الحسنة إلا أنهم اعتادوا طبعا سيئا يضيع حق الجيرة، حيث أنهم مشغولون بالقيل والقال ودائمى الوقوف مع حارس العقار ليعرفوا أخبار الجيران ومن زارهم وماذا احضروا من أثاث جديد أو أين سافروا، أو أين قضوا العيد مثلا، وأكيد هذا الطبع لا أحد يحبه فكل منا له حياته التى يرغب فى أن تكون مثار حديث بين الآخرين، وخاصة إذا لم يحك هو بنفسه أو أنه لا يحب أن يطلع على خصوصيته أحد، وتشير لبنى حسن إنها تسكن فى عقار خال تقريبا إلا جار واحد فقط، وزوجته تحسد أى إنسان على أى حال حتى وإن كان أقل منها شأنا إلا إنها لا تحمد الله عما فى يديها ودائما هى تنظر لما هو فى يد الآخرين، ويذكر المهندس عبد القادر عبد المنعم أنه كان يبحث عن مسكن ليتزوج فيه وكانت الظروف المادية محدودة جدا، وكان مرتبط بمنطقة معينة يسكن فيها لأنها القريبة من عمله، وفى ظل هذه الصعوبات لم يهتم بمن هم جيرانه فى العقار وأى الوظائف يمتهنون، وذلك اعتمادا على أنه سوف يعزل نفسه وأسرته عن الجيران ولن يكون هناك مجال تعامل بينهم أو احتكاك، إلا أنه اكتشف أن وجهة نظره خاطئة، حيث إن هناك نقاط مشتركة تجمع بين جيران المنطقة أو الحى، كما أن هناك نقاط تشترك أكثر بين جيران العقار الواحد، أولها الحرص على أمن العمارة ونظافتها إلى جانب جمع الموارد الخاصة بالعقار من فواتير مياه أو مصعد أو راتب الحارس، ولأن جيرانه لم يكونوا متعاونين مما أساء إلى شكل العقار ونظافته غير أن هناك شقق تم سرقتها من نفس العقار، وهذا ما يجعله يفكر فى البحث عن مسكن آخر، ولكن من خلال تطبيق المثل القائل "جارك القريب أحسن من أخوك البعيد" أى أن البحث عن جار ضرورة قبل البحث عن المسكن.