أكرم القصاص - علا الشافعي

سليمان شفيق

الوطن يصلب من جديد

الأربعاء، 11 أبريل 2012 09:57 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
القيامة ليست عيدا، واحتفالات وطقوسا فحسب، بل هى إيمان قاطع بالانتصار على الموت، تجسد ذلك فى مشهد قيامة الملايين من الأقباط المسلمين والمسيحيين تشييعا لقداسة البابا الراحل وانتصارا على موته، ولكن بعض الذين لم يعوا درس القيامة من ضعاف النفوس لم ينتظروا حتى إلى انتهاء الحداد الرسمى وهرولوا نحو القدس المحتلة، كاسرين بذلك قرار المجمع المقدس والبابا الراحل بعدم زيارة القدس إلا مع أشقائهم المسلمين بعد التحرير.
الغريب أن بعض رجال الدين المسيحى -من غير الأرثوذكس - يبررون ذلك بالقول: «إن الرئيس الفلسطينى أبو مازن طالبهم بذلك»، ومع كامل احترامى لهم ولأبو مازن فإن المسيحية لا تعرف فريضة تسمى الحج لبيت المقدس لا فى الإنجيل المقدس، ولا فى أقوال الرسل، ولا فى أقوال آباء الكنيسة، إلا إذا اعتبر هؤلاء أن أبومازن من آبائهم الروحيين!! ولذلك حسنا فعل نيافة القائم مقام البطريرك الأنبا باخوميوس حينما سارع بإصدار بيان أكد فيه على أن جميع القرارات التى أخذها البابا الراحل الأنبا شنودة الثالث لم يتم تغييرها أو الرجوع فيها وأن المجمع المقدس والمجلس الملى العام وهيئة الأوقاف القبطية اتخذت قرارا بالإبقاء على جميع القرارات التى اتخذها البابا شنودة الثالث دون المساس بها أو تعديلها وأهمها قراره بشأن عدم زيارة فلسطين، ومن جهة أخرى فإن هرولة البعض نحو ذلك التطبيع المشين يعد ضربا من قصور النظر السياسى، لأنه حينما اتخذ البابا الراحل ذلك القرار، كان يحول دون اتهام الأقباط بالخيانة من بعض المتطرفين المتأسلمين، فما بالك وهؤلاء المتأسلمون فى سدة الحكم الآن!!
كلنا نعلم أن يهوذا خان معلمه بثلاثين من الفضة، ولكن اليهوذيين الجدد من دعاة التطبيع يخونون معلمهم البابا والكنيسة بأبخس الأثمان، فهم لا يدركون درب الآلام الذى يسير عليه الوطن، ولا إكليل الشوك الذى سوف يوضع فوق رأس الدولة المدنية، فالإخوان المسلمون أصابهم السعار، وأنصار أبوإسماعيل يرفعون الرايات السوداء فى مواجهة الحقيقة، والجنرال عمر سليمان يخترق الصفوف من ثغرة التضاد ما بين المدنيين والدينيين، وسدة الحكم فى مصر ترتهن لملوك النفط وأمراء النخاسة، وأصحاب اللحى يحجون إلى البيت الأبيض طلبا للتبرك وكرسى الحكم، ويتزامن توقيت انتخابات الإعادة الرئاسية مع صدور الحكم على مبارك وعائلته وحاشيته، مما يهدد بثورة بركان الشعب الغاضب الذى سوف تلتهم حممه الجميع، وسفهاء الأقباط لا يعلمون ماذا يفعلون وماذا يحاك لهم، ولا يقبلون بأقل من أن يكونوا كباش الفداء.
ربى لا تغفر لهم لأنهم جميعا يعلمون بأنهم بالوطن يعبثون!!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة