"رامى صديقى اتعرفت عليه فى ميدان التحرير ويومها أعطانى كمامة للدخان، وعشنا سوا روح الميدان لما كانت بسمته وروحة الحلوة بتخفف عنا كثير، وآخر مرة رأيته فيها أخبرنى أنه يريد إقامة عيد ميلاده القادم فى الميدان قبل أن يلقى الشهادة" هكذا، وصفت جانيت عبد العليم قصتها مع زميلها فى الميدان الشهيد رامى الشرقاوى بعد أن بدأت تعد لتنفيذ آخر طلباته وتحتفل بعيد ميلاده السابع والعشرين مع عائلته وأصدقائه فى ميدان التحرير يوم 15 إبريل.
رامى الشرقاوى مصمم الجرافيكس الذى لم تكن تنقطع ألوان وفرحة تصميماته من حياته استشهد مثلما تمنى يوم 20 ديسمبر فى أحداث مجلس الوزراء، وتقول أخته ريهام الشرقاوى "لقد استشهد بعد أن أخبر جانيت بحلمه فى إقامة عيد ميلاده بثلاثة أيام فيما كانت آخر أحلامه التى طلبها فى الدنيا هى الشهادة".
-ادعى لى أموت شهيد.
- روح يا رامى أنت مش قادر تحرك أيدك ورجلك بسبب الإصابة.
- بس نفذى طلبى وادعى لى.
هذا آخر حوار دار بين رامى والدكتورة هدى عنانى ليستشهد بعدها بثلاثة ساعات فقط، وتقول ريهام "رامى قبل الثورة كان شابا عاديا لا يعرف إلا جلسات القهوة والخروج، ولكن بعد أن نزل يوم 28 يناير تغيرت حياته بالكامل ليملك حلما فى تحقيق الأفضل لبلاده ولو فى سبيل موته، وكان فى آخر أيامه يجمع التوقيعات لإنشاء مجلس رئاسى مدنى ويحلم بانتهاء الحكم العسكرى وعودة حق الشهداء".
على الرغم من أن رامى لن يستطيع الحضور بجسده لحفل عيد الميلاد إلا أن أصدقاءه جهزوا له بالفعل أكثر من مفاجأة حيث قاموا بإعداد فيلم عنه بداية من مولده وحتى استشهاده، مع تورتة مزينة بالعبارة التى لطالما نادى بها "يسقط حكم العسكر" وتضيف ريهام "قمنا أيضا بإعداد حدث على الفيس بوك اشترك به حتى الآن ما يزيد عن 400 فرد وطلبنا أن يكتب كل شخص منهم عبارة يوجهها لرامى سنقوم بطباعتها على بانر كبير ونعرضها فى يوم يد ميلاده لنوجهها له".
رامى الذى كان سيحتفل بمرور 27 عاما على مولده قبل أن تدركه رصاصة غادرة أو "رصاصة عسكرية" كما يقول أهله، لم يكن يحلم بأن يقيم عيد ميلاده فى الميدان كنوع من الرفاهية أو الرمزية، ولكن الحقيقة أن التحرير تحول إلى بيته منذ أن ذهب له فى 28 يناير وتشرح ريهام "رامى لم يترك الميدان يوما واحدا منذ أن ذهب له وفى آخر مرة كان عائدا منه للشرقية قال لأخته رانيا.. أنا شفت حاجا كثير مكنتش شايفها ودلوقتى أنا متأكد أنى مكنتش غلط".
أصدقاء رامى قدموا دعوة عامة ليشاركهم الجميع فى احتفالهم بعيد ميلاده أمام بوابة طلعت حرب فى التحرير قبل أن يكملوا الاحتفال فى مكتبة أبجدية فى التحرير أيضا لتكون مناسبة نحاول فيها تذكرة وتذكر الآلاف الذين أخذهم الغدر، لأنهم كانوا يحلمون لبلدهم بالحرية.
أصدقاء الشهيد "رامى الشرقاوى" يحتفلون بعيد ميلاده بالميدان
الأربعاء، 11 أبريل 2012 12:48 ص