مؤرخ بريطانى: واشنطن لا تستطيع المخاطرة بقطع المعونة عن مصر

الجمعة، 09 مارس 2012 11:07 ص
مؤرخ بريطانى: واشنطن لا تستطيع المخاطرة بقطع المعونة عن مصر جون ماكين
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الكاتب والمؤرخ البريطانى تيموثى جارتون آش إن أمريكا لم تكن ترغب فى قطع المعونة العسكرية عن مصر، لأن تلك المعونة مفيدة للاقتصاد الأمريكى، وتستفيد منها شركات تصنيع الأسلحة وتوفر عدداً من الوظائف للأمريكيين، ولا يمكن المخاطرة بذلك فى العام الذى سيشهد انتخابات الرئاسة الأمريكية.

جاء ذلك فى سياق مقال للكاتب بصحيفة الجارديان البريطانية تحت عنوان "أمريكا والشرق الأوسط والقصة الغريبة لسام لحود" عن قضية المنظمات المتهمة بتلقى تمويل أجنبى فى مصر، واتهام 16 أمريكيين فيها أبرزهم سام لحود، مدير المعهد الجمهورى فى مصر، ونجل وزير النقل الأمريكى راى لاحود.

وتساءل الكاتب عن سر الموقف الأمريكى الهادئ فى التعامل مع تلك القضية برغم تهديدات قطع المعونة السنوية عن مصر التى تقدر بــ 1.5 مليار دولار، ويقول مثلا، إن السيناتور الجمهورى جون ماكين، الذى قام بزيارة مصر لبحث تلك الأزمة ضمن وفد من أعضاء مجلس الشيوخ تبنى نبرة هادئة على غير عادته، فماكين الذى يوصف بأنه إنديانا جونز السياسة الامريكية، ويعد آفة الحكام المستبدين، تصرف بشكل هادئ مع مصر التى لا تزال خاضعة للحكم العسكرى.

فبينما قال ماكين، على حسابه الخاص على تويتر، للرئيس الروسى المنتخب فلاديمير بوتين، فى ديسمبر الماضى، "عزيزى فلاد إن الربيع العربى قادم إلى بلد قريب منك"، نجده يعلق على لقائه مع المشير طنطاوى ويصفه باللقاء البناء.

ويوضح جارتن أنه ليس خبيرا فى شئون الشرق الأوسط ليتحدث عن سر الموقف الأمريكى، لكنه توجه إلى الخبراء لسؤالهم فوجد عدة تفسيرات.

وأضاف: هناك من قال إن ماكين كان يهدف إلى إخراج الأمريكيين من مصر أولا، ولذا لم رفض مقترح خفض أو قطع المعونة، وقال فى مقابلة مع "سى إن إن" شروط اتفاق كامب ديفيد لا تتفق مع قطع المعونة، وهو ما يعنى أمن إسرائيل الذى يعد التزاما معنويا وتاريخيا حيويا من أمريكا يستلزم استمرار تعاونها مع الجيش المصرى.

وأشار إلى أن أمريكا تتعامل مع مصر منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد على أنها مقاول من الباطن للحفاظ على أمن إسرائيل، وبالتالى فإن أهميتها تزداد فى الوقت الذى تواجه فيه إسرائيل الآن مخاطر كبيرة بعد فوز الإسلاميين فى الانتخابات التى أجريت فى دول الربيع العربى. كما أن هناك المرور عبر قناة السويس وغيرها من المصالح الاستراتيجية الأمريكية فى مصر، التى ينظر إليها باعتبارها شديدة الأهمية لدرجة لا يمكن المخاطرة بها فى الوقت الذى تشعر فيه إسرائيل بتهديد مياشر من الإسلاميين، ومن إيران النووية أيضا.

وهناك نقطة أخرى لم يتحدث هنا الكثيرون، وهى أن المعونة العسكرية التى تقدمها الولايات المتحدة لمصر مفيدة للاقتصاد الامريكى؛ لأنها تستخدم فى تصنيع أسلحة أمريكية، وتساعد فى توظيف عدد من الأمريكيين، وهو أمر لا يمكن التضحية به أيضا فى العام الذى سيشهد إجراء انتخابات الرئاسة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة