لا تولد الفتاة أما ولا يولد الولد أبا، فالفتاة تحاول وتتعلم وقد تخطئ حتى تتقن دورها كأم، وكذلك الولد، ولكن ما يحدث فى الواقع أن الأب ينخرط فى عمله خارج المنزل بشكل كبير ومن هذا يحصل على شعوره بالقيمة والقبول والنجاح والإنجاز، ويسعى للمزيد من العمل أملاً فى المزيد من النجاح، ووسط كل هذا ينسى أن نجاحه الأول هو فى وسط أسرته، وأن أهم وأصعب مهمة موكلة إليه هى مهمته كأب، وذلك وفق ما أكدته الدكتورة نبيلة السعدى أخصائية التواصل بالمركز المصرى للاستشارات الأسرية.
وتضيف دوره كأب فى الأسرة يتطلب منه المشاركة فى الكثير من الأمور المتعلقة بحياة ونشاطات زوجته وأولاده، فالرجولة بالدرجة الأولى هى تحمل المسؤولية، والرجل يحتاج إلى أن يجرب ويتعلم ممارسة دوره كأب، ولا يتناسى هذا ويضعه جانباً، والموضوع بحاجة إلى جهد ومثابرة ووضعه من ضمن الأولويات، كما أن هناك حاجة إلى أن يتم تعديل نظام القيم عند الرجل الشرقى بشكل خاص وهو أن يدرك أن انخراطه فى حياة أولاده لا يمكن أن ينقص من طموحه وأحلامه.
يحتاج الأبناء للأب فى التأهيل والتعليم والتدريب، فالمفتاح هو علاقة الأب مع أبنائه، ومن المؤكد أن العلاقة تحتاج إلى وقت والوقت الذى يقضيه الأب مع أبنائه يجب أن يكون وقتاً له قيمة، وأن يركز الأب ليس فقط على الوقت الذى يقضيه مع أولادة بل على نوعيته، فنوعية الوقت هامة جداً وهى التى تؤثر فى حياة الأولاد، ومن خلال ذلك الوقت الذى يقضيه الأب مع أولادة والمزيد من الانخراط فى حياتهم يمكنه الإطلاع على ما يجرى فى حياتهم وبالتالى يكون قريباً منهم.
الأب يقوم ببناء علاقة خاصة مع أبنائه ويخرج نفسه من دائرة الفكرة المسيطرة علينا جميعاً، وهو انحصار دوره فى توفير الحياة الكريمة لأبنائه وعندها يكتفى الأب بعلاقة من خلال الأم مع الأبناء.
وفى حالة غيابه للعمل خارج البلاد فإنه عند عودته يسعى جاهداً لتعويض هذا الغياب وإعطائهم الأولوية، وحتى لو كانت زوجته ربة المنزل، ومن المعتقد أن لديها كل الوقت لتقوم بكل المسؤوليات وهى متفرغة تماماً لأولادها، والأب يمكن أن يسدد الاحتياجات العاطفية فى حياة أولاده وبطريقة مختلفة، ورغم أنه يبذل جهدا أكبر من الأم فى سد هذه الاحتياجات، لأنها تقوم بذلك بشكل تلقائى بسبب طبيعتها ولكن هذا لا ينفى أهمية دور الأب فى ذلك.
وتنصح نبيلة الأم بأن تفسح المجال لزوجها بالانخراط فى حياة أبنائه، ولا تشعره دائما بأنها الخبيرة فى أمور الطعام والدراسة والنشاطات بل تجعله يتفاعل مع أولاده ولا تقف أمامه.
الدكتورة نبيلة السعدى أخصائية التواصل بالمركز المصرى للاستشارات الأسرية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
اشرف
شكر
زادك اللة علما على علمك المفيد