كانت حياتهم رسالة.. وموتهم أيضا رسالة.. توقظنا تضعنا أمام أنفسنا بل وتسألنا.. من منا يملك الشجاعة ليُكمل ما بدأوه؟ من منا لديه المثابرة ليسير على نفس الدرب؟ من منا مثلهم سيفنى عمره لأجل هذا الوطن حتى آخر أنفاسه بالدنيا..
بدأ العام بوفاة الساخر والقلم النابض بحب مصر – جلال عامر – والمُحفز المتفائل – إبراهيم الفقى – وها هى مصر الآن تودع البابا شنودة – بابا العرب – صاحب الكلمة الطيبة والمحبة.
كل منهم قائد فريد من نوعه بمجاله.. بل رمز له .. بموتهم تجـّرعت القلوب دموع الحزن على فراقهم.. وانتحبت مصر لموت ثلاثة من خيرة أبنائها.. رغم كل الآلام التى تملؤنا جميعا، إلا أنها ليست النهاية، نعم ! مازال هناك غد ينتظرنا لنحياه.. لستُ أدعو إلى تناسى حزننا لأجلهم .. ولستُ أنادى بدعاوى تفاؤل غير مُبرر.. ولكنى على يقين من أنهم لو كانوا بيننا الآن لنادوا من منكم سيُكمل طريقنا الذى بدأناه ! هم لا يريدوننا أن نغرق فى أحزاننا عليهم.. بل هم وكذلك الوطن فى حاجة لمن يُكمل طريقهم.. يُطبق مبادئهم التى عاشوا وماتوا لأجلها.
أستاذى وأبى الروحى جلال عامر.. فارق الحياة وهو يحلم بالمصريين كلمة واحدة هدفا واحدا على قلب رجل واحد .. وأستاذى إبراهيم الفقى .. عاد من سفره الطويل ليصنع بأيد أبناء مصر حاضرا قويا على أسس تنموية سليمة.. كذلك البابا شنودة – رمز التسامح والمحبة – عاش حياته مؤمنا بأن المصريين واحد.. لا فرق بين مسلم ومسيحى بل بذل قصارى جهده لدرء الفتن التى كادت تفرق بين أبناء الوطن.
كل منهم صاحب رسالة عظيمة.. أفنى حياته لأجلها .. وبموتهم صاروا رمزا بل قدوة لنا.. وسارت مبادئهم وأحلامهم وسيرتهم العظيمة لنا نحن- بين أيدينا - أمانة ! نعم أمانة تنتظرنا كى نحملها ونُكمل الطريق.. هم الآن وكذلك كل أبناء مصر الشرفاء الذين رحلوا عنا رمز ربما تباين شكله.. ولكن مضمونه واحد بداخل كل مصرى منا – العمل لأجل هذا الوطن – وإكمال الطريق الذى بدأوه ليصل بنا وبمصرنا لبر الأمان ثانية.
الكاتب جلال عامر
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
م/ محمد
إستغاثه
عدد الردود 0
بواسطة:
شيرين عبدالله
مات الساخر وعاشت المسخرة