"بالفن نقدر نعمل كل حاجة من أول الرسم والغنا لحد العلاج النفسى"، هكذا وجد لنفسه طريقاً يثبت من خلاله فكرة طالما حاول إثباتها حتى ساعده عمله بمنظمات المجتمع المدنى والمؤسسات الأهلية على ممارسة "العلاج بالفن" لعدة فئات رأى "شريف القزاز"، أنها بحاجة إلى ما يفوق الرعاية النفسية، فحاول بطرق بسيطة ممارسة نوع جديد من العلاج النفسى بواسطة الفن التشكيلى الذى اتخذ منه لقباً أساسياً لعمله، فالفن التشكيلى هو عمله وطريقة حياته فى الوقت نفسه.
"شريف القزاز" فنان تشكيلى شاب درس التربية الفنية وعلم النفس معاً، فأنشأ مجموعة فنية أطلق عليها اسم "بصمة" من خلالها يرسم اللوحات ويصنع الأشغال الفنية الرائعة ويعرضها بالمعارض الخارجية، وهو ما ساعده على ممارسة "العلاج بالفن" لأطفال الشوارع والمعاقين والمسنين والأيتام واللاجئين وغيرها من الفئات التى وضعتها ظروف الحياة داخل مشاكل نفسية معقدة يحاول "شريف" تبسيطها من خلال فنه.
"اليوم السابع" التقت "شريف" للحديث عن التجربة الجديدة، وقال "شريف": "الفكرة فى ذهنى منذ انتهائى من دراسة علم النفس، وهو ما دفعنى للبحث عنها وعن طرق تطبيقها فى العالم، وما أثار دهشتى هو الاعتراف بالعلاج عن طريق الفن فى كل مكان فى العالم إلا فى مصر والعالم العربى بشكل عام، وهو ما شجعنى على محاولة تطبيقها فى مصر من خلال عملى مع منظمات المجتمع المدنى التى تخصص برامج تأهيل لأطفال الشوارع والأيتام والمعاقين وغيرهم".
يكمل شريف: "أطلقت عدد من ورش العمل مع فئات مختلفة فى جمعية "جزويت" و"الفرير" فى المنيا مع الأطفال، وجمعية "سلامة موسى" وغيرها من الورش، وما توصلت إليه هو طرق مختلفة للتعامل مع كل فئة من أجل تحقيق نتيجة مثالية مكملة لدور الطبيب النفسى".
وعن طريقة التعامل مع كل فئة على حدة يقول "شريف": "عملى ينحصر فى خطين، خط تنموى وخط فنى والهدف هو معالجة مشاكل نفسية، فمثلاً بالنسبة لأطفال الشوارع لجأت للمسرح، فمن خلال قصة بسيطة يمثلها الأطفال أعالج مشاكل الفئات العمرية المختلفة مثل السرقة أو العنف أو المخدرات، وذلك عن طريق تأليف قصة بطلها سارق وتصوير معاناة الشخص الذى تمت سرقته فى القصة، وهو ما يمثل إسقاطاً على هذه المشكلات من خلال المسرحية مما يؤدى إلى شعور الطفل بخطورة المشكلة ويدفعه لحلها بالتدريج".
أما بالنسبة لمشكلات أخرى فاستخدمت العمل الجماعى من خلال رسم جداريه واحدة ومن خلال العمل الجماعى أقوم بتحديد مواصفات كل شخصية سواء منطوى أو عنيف أو متعاون ومن هنا يبدأ حل المشكلة.
أما بالنسبة للمعاقين فيرى "شريف" أن ما يناسبهم هو ورش النحت والخزف التى تساعدهم على الحركة، وتنشيط أطرافهم الضعيفة كما تشعرهم بالمزيد من الثقة بأنفسهم بعد إنجاز العمل.
وعن المسنين يقول "شريف": "أفضل ما يناسب المسنين هو الرسم وصناعة الحلى وهو ما يشغل فراغهم القاتل ويعيد إليهم إحساسهم بوجود قيمة لحياتهم، كما أحاول الخروج من هذه الأعمال بمعرض أستضيفهم فيه لإدخال الفرحة والثقة داخل أنفسهم، وما نصل إليه من هذه الورش المختلفة هو وجود طريقة مناسبة من خلال الفن لكل فئة على حدة يمكن بها معالجة الكثير من المشكلات بداخلهم "وكله بالفن".
"شريف" الذى ساعد الكثير من أصحاب المشكلات النفسية بطرق بسيطة، أضاف الكثير على لقبه "كفنان تشكيلى"، واستطاع توظيف فنه فيما يخدم المجتمع بمنهج جديد يحلم بتطويره وتطبيقه كمنهج هام فى العلاج النفسى.
"بحلم ابنى مركز كبير وهسمية ولادنا للفنون والتنمية الشاملة"، هكذا أنهى شريف حديثه لـ"اليوم السابع"، متمنياً أن يستطيع تحقيق حلمه فى إنشاء مركز مصرى للعلاج بالفن، والتغلب على العقبات المادية والتفكير فى الربح من أجل هدف أسمى هو مساعدة الآخرين.
"بالفن هنحل كل المشاكل" شعار "شريف" للعلاج النفسى "بالفن"
الثلاثاء، 27 مارس 2012 06:37 م
إخراج ما بداخل الإنسان أحد عوامل العلاج
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة