"الطب، الهندسة، اقتصاد وعلوم سياسية" كليات يتسابق الأهل لإلحاق أبنائهم بها باعتبارها كليات قمة، والطالب يظل يذاكر أملا فى الحصول على مجموع يؤهله لأى من هذه الكليات.
ويقول الدكتور محمد الطيب، أستاذ الصحة النفسية وعميد كلية التربية بجامعة طنطا سابقا، جميل أن يرى الآباء أبناءهم متفوقين ويحصلون على أعلى الدرجات ويلتحقون بأفضل الكليات كما يظن البعض، ويلقبونها بكليات القمة، فترى الكثيرين يلهثون للحاق بها، ولكن من أهم أسس التعليم أن ينمى الطالب قدراته فى المجال الذى يحبه، ومن ثم يكون محبا فى بذل المجهود ليكون متميزا فى المجال الذى اختاره.
ويقول الطيب، إن دراسة الطالب لما يحب يجعله على قمة الملتحقين به، بما يعنى لو افترضنا أنه يوجد طالب متفوق فى كلية الآداب مثلا، ويحصل على أعلى الدرجات فيما يدرس، بالتأكيد سوف يكون متميزا عن طالب اضطر للالتحاق بكلية الطب مثلا، بغرض الالتحاق بإحدى كليات القمة تنفيذا لرغبة أبويه، إن الطالب الأول سوف يكون له مستقبل مادى واجتماعى أفضل بكثير ممن دخل كلية قمة غير راغب فيها، ومن ثم سوف يتخرج فيها كواحد من المئات الذين سوف يتخرجون فيها ولا يكونون مبدعين فى مجالهم، وهذا يناقض المثل الذى يتبعه الصينيون والذى يفيد المعنى "كن رأسا لكلب ولا تكن ذيلا لأسد"، أى لابد أن يحرص الإنسان أن يكون دائما فى المقدمة.
ويوضح الطيب إلى أن فكرة كليات القمة فكرة كارثية تدمر أى طموح عند الطلاب، بل إنها نوع من "لى الذراع"، ومن الأفضل أن يترك الأبوان للأبناء هامشا من الحرية يختار فيها ما يدرس وفى أى مجال ينتسب لتنمية مهاراته، وفى هذه الحالة عندما يلتحق كل طالب بالمجال الذى يهواه فإن جميع الكليات سوف تكون سواء لا تتميز إحداها عن الأخرى، بل إن التفوق يكون مطلقا وفى كل المجالات.
العميد السابق لتربية طنطا: السعى وراء كليات القمة قد يدمر طموح الطلبة
الثلاثاء، 27 مارس 2012 03:58 م