"أم تعبت وسهرت الليالى مش زى أى أم وطفل تانى فرحة الدنيا لما ببوس إيديها وأتمنى الجنة من تحت رجليها".. كان هذا هو النشيد الذى غناه فريق فرسان فى احتفالية تكريم أمهات "المحفزين"، حيث بدأ اليوم بمسيرة كبيرة ضمت كل أعضاء الفريق وكذلك عدد من المحفزين فى مدينة الرحاب، حيث انطلقت من أمام الجامع الأحمر إلى نادى الرحاب الرياضى ليبدأ يوم تكريم الأمهات.
مسيرة التحدى التى جابت شوارع مدينة الرحاب بلافتات ضخمة، وغنوا خلالها أغانى تشرح أهداف فريق فرسان ومنها: "عمرى ماهنسى صاحبى لما خدنى من إيدى فى مرة وكان كلمنى عن تيم غير صفاته وكل حياته شباب فكر فى الخير بشكل تانى شالوا كلمة الإعاقة من قاموسهم متقولش معاق ده هو المتحدى".
وبعد وصول أمهات المحفزين وأبنائهم للنادى بدأت الاحتفالية، حيث نظم فريق فرسان عددا من الأنشطة والألعاب، وكانت أول فقرة لعبة السلم والثعبان، والتى كان أحد أعضاء الفريق يسأل الابن المحفز سؤالاً وكلما يجيب الابن إجابات صحيحة تتقدم الأم فى اللعبة وإذا أخطأ فى اجابته تتراجع.
وثانى الألعاب التى نظمها فريق فرسان فى الاحتفالية، لعبة الأسئلة والتى يسألون من خلالها الأبناء أسئلة ويجيبون فى ورقة ثم يتم طرح الإجابات، بحيث تعرف كل أم إجابة ابنها بنفسها، وثالث الألعاب كانت لعبة الكور، وكذلك لعبة النصيحة، بحيث كل أم تنصح ابنها نصيحة ثم يعرف كل ابن نصيحة والدته بالتخمين.
هشام مجدى، مؤسس فريق فرسان، قال، لـ"اليوم السابع"، إنهم أرادوا أن يحتفلوا بعيد الأم بشكل مختلف من خلال تكريم أمهات المحفزين، لأنهن أكثر الأمهات تعباً، فأردنا أن نقول لهن شكراً على مجهودهن.
وأوضح أن الهدف من فريق فرسان هو تغيير كلمة معاق واستبدالها بكلمة متحدى أو محفز، مضيفاً أننا لانجعلهم يشعرون بأنهم مختلفون عنا فى شىء، بل ندمجهم فى كل أنشطتنا، والتى كان آخرها مثلاً تحدى صعود الجبل، والذى شارك فيه المكفوفين ومتحدى الإعاقة.
وأشار إلى أن الفريق قد بدأ منذ 5 سنوات، حيث كان هو ومجموعة من أصدقائه متطوعون فى جمعية رسالة للأعمال الخيرية، إلا إنهم أرادوا أن يكونوا فريق مع نفسهم، حيث وجودوا أن أكثر فئة مهمشة فى مجتمعنا هى متحدى الإعاقة، وهو ما عمل عليه فريق فرسان خلال العامين الماضيين.
وأضاف أن الفريق أخذ موافقات من رجال الأعمال ليتولوا متحدى الإعاقة من الناحية الرياضية ويرعوهم، كما يبحثون فى الفترة الحالية إمكانية توفير فرص عمل لهم.
أمهات المحفزين كان لهن شعور مختلف خلال تكريمهن، حيث شعرن بسعادة بالغة، حتى كانت دموع الفرح تملأ عيون بعضهن، فهم لم يتوقعوا أن يكون أبنائهن سبباً لتكريمهن.
قالت الحاجة عواطف، والدة دنيا عاطف، إنها تشعر بسعادة بالغة بعد تكريمها، مضيفة أن ابنتها تمتلك طاقات عديدة ولا يصح أن يطلق عليها لفظ معاقة بل على العكس فهى حاصلة على بكالوريوس تجارة جامعة عين شمس، ولديها مهارات عديدة ولكن المجتمع مازال ينظر لابنتها ولمن مثلها نظرة شفقة.
وحكت عن قصة تربيتها لابنتها، حيث قالت إن ابنتها قد ولدت طبيعية ولا تعانى من أى إعاقة، ولكنها أخذت دواء بالخطأ كتبه لها أحد الأطباء وأصيبت بشلل الأطفال وكان عمرها سنة ونصف.
وأوضحت أنها عانت معاناة شديدة مع دنيا، حيث كانت تحملها على كتفها وتذهب بها إلى الأطباء لعلاجها، كما كانت تحملها وتذهب بها إلى المدرسة حتى حصلت على شهادتها، مضيفة أنها تبحث عن وظيفة لابنتها بعد أن تخرجت وتريد أن تحصل على نسبة الـ% من حصول ذوى الاحتياجات الخاصة على فرص العمل.
أم محمد عبد الرحمن الشربينى، الحاصل على بطولة الجمهورية فى رفع الأثقال، قالت ، خلال تكريمها، لليوم السابع، أنها تحلم بأن ترى ابنها أفضل شخص فى الدنيا، وتتمنى أن يحصل على بطولة العالم.
وأوضحت أنها عانت معاناة شديدة حتى تمكنت من تربيته بشكل سليم، حتى أنه يدرس حالياً فى كلية تجارة جامعة عين شمس.
أم فايزة سامى، كانت أيضاً من الأمهات المكرمات، قالت، إنها لا تجد ما تقوله بعد أن حصلت على التكريم، مضيفة أنها تتمنى أن ابنتها تتفوق فى كل شىء، مضيفة "ابنتى حصلت على بطولة الجمهورية لرفع الأثقال فى نادى الشرطة وأتمنى أن تحقق مزيداً من النجاح فى العمل وفى حياتها الخاصة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة