إسحق ليفانون: إسلاميو مصر يريدون سلاما فى الثلاجة مع إسرائيل

الأحد، 25 مارس 2012 11:19 ص
إسحق ليفانون: إسلاميو مصر يريدون سلاما فى الثلاجة مع إسرائيل السفير الإسرائيلى السابق فى مصر إسحق ليفانون
(د ب أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رأى السفير الإسرائيلى السابق فى مصر إسحق ليفانون أنه لن يكون هناك قرار إستراتيجى فى مصر بشطب معاهدة السلام مع إسرائيل، مؤكدا أن "الإخوان والسفليين فى مصر يريدون سلاما فى الثلاجة مع إسرائيل" .

وقال ليفانون لصحيفة "الرأى" الكويتية فى عددها الصادر اليوم الأحد، إن "مصر تفهم أن الاتفاقية إستراتيجية لكل المنطقة وذات أهمية فى استقرار المنطقة"، مضيفا أن الإخوان المسلمين الذين فازوا فى الانتخابات المصرية يبرهنون حتى الآن أن لديهم مرونة أكثر من قبل".

وروى ليفانون أحداث اقتحام السفارة الإسرائيلية فى مصر بعد الثورة الذى دام 13 ساعة، مشيرا إلى أن القوات المسلحة المصرية التى كانت فى المنطقة لم تتدخل لمنع المتظاهرين من الاقتحام وأن الأمر احتاج اتصالات بين إسرائيل ومصر والولايات المتحدة لإجلاء الموظفين والحراس الذين كانوا فى السفارة لحظة الاقتحام.

واعتبر أن على الفلسطينيين أن "يتخلوا عن حلمهم بدولة فلسطينية فى الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية كما تنازلت إسرائيل عن حلم إسرائيل الكبرى".

وقال ليفانون إن "الانطباع الذى كان سائدا هو أن نظام مبارك راسخ وقوى، وهناك سيطرة أمنية كاملة، صحيح أنه كانت هناك تظاهرات وعدم إصلاح فترجمت طوال المدة السابقة على أنها عملية عدم ارتياح عادى".

وأوضح أنه "لم يكن هناك أحد فى إسرائيل وغير إسرائيل يعتقد أو يتوقع انهيار حكم مبارك بهذه السرعة، نحن كنا نرصد بوادر عدم ارتياح من خلال المشاكل الاجتماعية والاقتصادية"، مؤكدا أن "العداء لإسرائيل كان موجودا فى عهد مبارك، فكل النقابات العمالية فى مصر رفضت أى علاقة رسمية أو غير رسمية مع إسرائيل والإسرائيليين".

وقال ليفانون: "لما جاءت الثورة خلال 18 يوما تمكن شباب ميدان التحرير من خلع مبارك وبقوة هو ونظامه، وهذا فى تاريخ الثورات أمر عجيب، ولكن فى الوقت نفسه الذين أزاحوا مبارك لم يكن لديهم القدرة بعد 375 يوما على الثورة على إحضار البديل الذى يحقق آمالهم وتطلعاتهم".

ونفى أن "يكون فى بداية اشتعال الثورة المصرية أى علاقة لها بمظاهر عدائية لإسرائيل"، وقال إن "الثورة كانت ضد الظلم الاجتماعى والفقر والبطالة والفساد وغيرها من المشاكل الاجتماعية الداخلية، ولم يندد بالإمبريالية مثلا أو بالولايات المتحدة أو إسرائيل لم يكن لها خط إيديولوجى، أى أن الشعب كان يريد تغيير النظام لتغيير أوضاعه الحياتية اليومية الصعبة وليس لذلك علاقة مع إسرائيل واستمر ذلك فى الأشهر الأربعة الأولى، ولكن ما أن تغلغل الإخوان المسلمون وبعض الفلسطينيين هناك بدأت تخرج أصوات قوية تندد بإسرائيل والولايات المتحدة، وأصبح الوضع الأمنى صعبا حتى يومنا هذا".

ورأى ليفانون أنه "بعد عام من الثورة تمكنت إسرائيل ومصر من الحفاظ على علاقات مستقرة" واصفا ذلك بأنه "نجاح كبير فى ظل العاصفة".

وأوضح ليفانون أن "التعاون بين إسرائيل والقيادة الأمنية والعسكرية والسياسية فى مصر قبل الثورة كان على أعلى المستويات، أما فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية على مستوى العلاقات الثقافية والاقتصادية والزراعية والتبادل التجارى وغيرها كانت صفرا على الشمال" كما قال: "لم يكن هناك أى نوع من أنواع التعاون باستثناء التعاون الأمنى والسياسى مع نظام مبارك".

ونفى ليفانون وجود خبراء إسرائيليين فى الزراعة والاقتصاد يعملون فى مصر وقال: "لم تكن هناك أى علاقات مع وزارات الزراعة والاقتصاد المصرية فى المرحلة التى كنت فيها سفيرا قبل الثورة، وكذلك السفير الذى كان من قبلى لم يتمكن من التقدم فى هذا الاتجاه".

وردا على مطالبة عدد من نواب البرلمان المصرى بإعادة النظر فى اتفاقية كامب ديفيد، قال ليفانون: "لن يحدث ذلك أبدا، أولا هذا ليس من صلاحيات البرلمان البحث فى هذه الاتفاقية، بل هى فى يد الرئيس المصرى وفى حال عدم وجود رئيس مثل اليوم هى فى يد المجلس العسكرى".

وعن الوفود الإسرائيلية التى تتردد على مصر وتلتقى مع كبار الأمنيين والعسكريين المصريين، أوضح: "ما زلنا نترقب ما يحدث من عدم استقرار فى الساحة المصرية حيث القيامة قائمة، ولكن بعد قتل القذافى وما حدث فى ليبيا وبدء وصول أسلحة من هناك إلى الأنفاق المؤدية إلى قطاع غزة، أصبحت الأمور غير محتملة".

وتابع: "شاهدنا بعض المجموعات تعمل من خلال صحراء سيناء، وشاهدنا أن الرئيس مبارك فى آخر أيامه فى السلطة قام بفتح معبر رفح على فترات. ولكن ما أن جاءت الثورة حتى تم فتحه بصورة أكبر وزادت نسبة فتحه بالمقارنة مع الماضى، بالإضافة إلى عملية نسف أنبوب الغاز 13 مرة".

وكشف ليفانون النقاب عن أن "إسرائيل تدفع لمصر سنويا مليار دولار لقاء الغاز المصرى"، نافيا أن تكون الأسعار اقل من سعر السوق.

وقال: "هذا غير صحيح، نحن ندفع لمصر أعلى سعر، ولكنهم يقولون إنهم تحدثوا مع الروس الذين يتلقون أسعارا أعلى، ولكن نحن قلنا لهم إن الغاز الروسى حتى يصل أوروبا يقطع 4 إلى 5 آلاف كيلومتر وهذا يحتاج مصاريف لذلك السعر أعلى وهذا غير موجود لدينا".

وعن حقيقة السعر، قال ليفانون: "أنا أعلم كم السعر ولكن محظور النشر. ولكنه أكثر من مناسب ومجد ومربح لمصر، وهناك احتمال بعد عامين أن يتم فتح الاتفاقية والنظر فى الأسعار، ولكن اليوم المشكلة فى نسف الخط من قبل بدو سيناء والخسائر التى تتكبدها إسرائيل ومصر معا".
وأضاف أن "البدو فى سيناء يقسمون إلى ثلاثة أقسام، منهم البدو الذين كانوا يعيشون أصلا فى سيناء وهناك البدو الفلسطينيون الذين نزحوا إلى سيناء، وهناك البدو الذين رحلوا إلى سيناء من الدلتا، وهم جميعا فى صراع داخلى بينهم وخلافات قبل وبعد الثورة على السيطرة والحركة فى سيناء، ونحن كنا نعمل تنسيقا أمنيا مع مصر كى لا تقع مشاكل أمنية بين البلدين" ، مؤكدا أن "مستوى التنسيق باق وموجود حتى بعد الثورة بين إسرائيل والأمن والجيش المصرى ولكن على المستوى الثنائى لا يوجد".

وحول سيناريوهات الوضع والعلاقات مع مصر، قال ليفانون ان "مصر دولة مهمة فى الشرق الأوسط ولدينا اتفاقية سلام معها سنبذل كل جهدنا للحفاظ عليها. هذا هو الموقف الإسرائيلى مع مرونة فى التعامل فى القضايا المختلفة"، مؤكدا أن "إسرائيل تتابع عن كثب الوضع فى مصر والقضية ليست قضية سيناريوهات".

وتابع: "علينا أن ننتظر بعض المراحل المهمة، وفى مقدمتها ما هو الدستور المصرى الجديد، وهل سيتركون للرئيس الصلاحيات كما هى أم سيقومون فى البرلمان بسحب بعضها، لأن فى مصر قضايا الحرب والسلام أى العلاقات الخارجية والأمنية فى يد الرئيس ولكن إذا قرر مجلس الشعب الجديد أن يسحب هذه الصلاحيات يختلف الأمر، ثانيا علينا أن ننتظر لنعرف من هو الرئيس".

وأوضح ليفانون أنه "من خلال اتصالاتى وعلاقاتى مع الكثير من الدبلوماسيين والأشخاص لم أجد أحدا يرغب فى العودة إلى أيام الحرب بين إسرائيل ومصر، هذا مع إمكانية أن يتشاحنوا معنا فى بعض القضايا الخاصة بالفلسطينيين، قضية هنا وقضية هناك، ولكن لن يكون هناك قرار إستراتيجى بشطب المعاهدة، لأن مصر تفهم أن الاتفاقية إستراتيجية لكل المنطقة وليس بين مصر وإسرائيل وهى ذات أهمية فى استقرار المنطقة".

وتابع: "ماذا سيحدث فى المستقبل الله أعلم، ماذا سيفعل الإخوان المسلمون؟ حسب رأيى الشخصى عليهم أن يبرهنوا على مرونة فى تفهم الوضع المصرى الصعب وهذا ما يجرى، وعليهم أن يدركوا أن كل فشل سيحدث فى مصر سيتحمل الإخوان المسلمون مسئوليته، لذلك من مصلحتهم أن تنجح مصر وتواصل مسيرتها، ولا يمكن أن تنجح مصر فى ظل الخلاف مع إسرائيل".

وبخصوص معبر رفح وإصرار إسرائيل على مواصلة خنق القطاع ومحاصرة غزة والتمسك باتفاقية 2005 التى كانت موقتة، قال ليفانون: "لقد بحث مرارا وضع معبر رفح ووافقت إسرائيل على عودة المراقبين والشرطة الأوروبية كما كان، لكن حماس مصرة على تغيير هذا الاتفاق ليصبح ثنائيا مع مصر فقط وهى وحدها تديره من الجانب الفلسطينى".

وكيف تنظر إسرائيل إلى "الربيع العربى" وهل هذا ما يؤخر الشروع فى مفاوضات حقيقية مع الفلسطينيين؟ أجاب ليفانون: "من الحكمة أن تنتظر إسرائيل ما ستؤول إليه الأوضاع فى مصر وسورية وليبيا وتونس واليمن، وبالطبع القضية الفلسطينية جزء لا يتجزأ مما يجرى فى المنطقة".

وأضاف أنه "من المحتمل أن يكون حل القضية حلا إقليميا وليس ثنائيا، إذا لم يتفق الإسرائيليون والفلسطينيون فمن المحتمل أنه من داخل المبادرة العربية واحد يضغط على الثانى وهناك من يضغط على الكل ونتمكن من حل القضية الفلسطينية، لذلك من الحكمة أن تنتظر إسرائيل إلى أن تظهر نتائج هذا الربيع العربى الذى لم يكن لإسرائيل ضلع فى حدوثه".

وأوضح السفير السابق أنه "فى حال تصرف الحكام الجدد فى العالم العربى بحكمة وشرعوا فى حل مشاكلهم الاقتصادية والاجتماعية والتفكير الجدى فى مستقبل دولهم وتركوا الشعارات ضد أمريكا وإسرائيل، أظن أن الشرق الأوسط سيتجه نحو الأفضل بما فى ذلك حل القضية الفلسطينية وإلا لن تجدى نفعا تلك الشعارات".

وأضاف أن "إسرائيل فى أى وضع من الأوضاع ستبقى قوية فى المنطقة"، مشيرا إلى أنه "من خلال المتابعة للوضع على الساحة المصرية تحديدا، فإن الاتجاه نحو حل المشاكل الداخلية والاقتصادية والاجتماعية مؤشر جيد ومهم" وقال: "اليوم هناك شفافية أكثر ووضوح خاصة أنه منذ قيام الدولة المصرية لم تجر انتخابات بهذه الشفافية، ولم تصل فى أى يوم من الأيام نسبة المشاركة فى الانتخابات المصرية إلى 65 بالمائة، مصر أصبحت دولة ديمقراطية مثل أوروبا وإسرائيل، واختفت النسب المضحكة 99 بالمائة و95 بالمائة".

وقال: "إذا التقط الإخوان المسلمون الفرصة ولم يعودوا إلى الخلف كل الأوضاع سوف تتغير للأفضل، وهم يبرهنون حتى الآن أن لديهم مرونة أكثر من قبل، فهم يفهمون أنهم إذا فشلوا اليوم، فلن يتمكنوا من النجاح فى الانتخابات المقبلة".

وأضاف: "سمعنا فى وقت مبكر من السلفيين والإخوان أنهم ملتزمون باتفاقية السلام، ولم نكن نتوقع ذلك، السلفيون قبل الأخوان أعلنوا التزامهم بالاتفاقية. هذا جيد لكن الالتزام شىء والعلاقات شىء آخر، قد أقول لك أنا ملتزم بالهدوء ولكن لا أريد أن أدعوك لزيارتى".

وتابع: "هم يريدون سلاما فى الثلاجة، والسؤال هل كان السلام فى عهد مبارك يغلي؟ لا. قبل الثورة المصرية كنت اخطط لإقامة أمسية ثقافية بإحضار أديب يهودى من أصل عراقى كتب كتابا تمت ترجمته إلى اللغة العربية. لم يوافق أى فندق أو ناد أو قاعة على تأجيرنا لساعة فقط".
وادعى ليفانون أن الفلسطينيين وخاصة الرئيس الراحل ياسر عرفات أضاعوا الكثير من الفرص لتحقيق السلام وخاصة عرض إيهود باراك.

وردا على سؤال حول أن عرض باراك لم يكن عرضا مكتوبا وإنما شفهى، قال "كان على عرفات القبول به، لأن الدارج فى منطقة الشرق الأوسط أن الرجال يرتبطون بكلمة" مشيرا إلى أن "المفروض القبول بما عرض ثم تحسين ذلك من خلال المفاوضات وليس الرفض أما كل الضفة الغربية أو لا اتفاق".

وانتقد ليفانون السلطة الفلسطينية، مدعيا أن المطالب الفلسطينية لم تتغير وقال: "إذا بقى الفلسطينيون متمسكين بما يسمونه (الثوابت الفلسطينية) لن يجدوا حكومة إسرائيلية توافق على هذه الثوابت وخاصة عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى داخل إسرائيل".

وأشار إلى أن هناك خلافا كبيرا فى المواقف وخاصة فى قضية القدس وقال إن "القضية معقدة ومتداخلة وتحتاج إلى حسن النوايا من أجل التقدم، لا تضعوا قضية اللاجئين عقبة، لأن لدينا لاجئين نحن أيضا فاليهودى المصرى لا يستطيع العودة إلى مصر، أنا كنت هناك قبل أشهر فى ظل الكراهية والحقد دائما على اليهود، واليهودى الليبى لا يستطيع العودة إلى ليبيا، أنا لبنانى هل يمكن أن أعود مع وجود حزب الله؟ عودة اليهود القادمين من الدول العربية أحلام".

وأوضح أنه "كما غيرت إسرائيل مواقفها خلال العشرين عاما الماضية على العرب أن يغيروا مواقفهم، وهنا لابد ألا يتجاهلوا أن اليهود كانوا يطالبون بإسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات واليوم اختفى هذا التوجه".

وأعرب عن اعتقاده بأنه "لابد من ليونة فلسطينية فى هذه القضية وإلا الأمر صعب جدا، على الفلسطينيين أن يتنازلوا عن بعض من حلمهم بدولة فلسطينية فى الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية، كما أن تنازلت إسرائيل عن حلم إسرائيل الكبرى".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة