تعتبر مشكلة انحراف الشباب من أبرز المشكلات التى تعانى منها المجتمعات فى العالم، بما تخلفه من تأثيرات نفسية واجتماعية على شخصية الشاب، وما تتركه من آثار سلبية وخطيرة على المجتمع فى مجالات الجريمة وانتشار المخدرات والفساد والانحلال الأخلاقى وغيرها من المظاهر السلوكية السلبية، ويرجع مكمن الخطورة فى الانحرافات السلوكية للمراهقين إلى تحولها إلى جنوح، ومن ثم إلى سلوك إجرامى متأصل فى الفرد البالغ، وهذا ما تناولته دراسة قام بها الدكتور محمود حسن إسماعيل وآخرون بجامعة عين شمس، وتحمل عنوان "تعرض المراهقين للدراما الأجنبية وعلاقته بالانحرافات السلوكية لديهم، دراسة ميدانية فى إطار نظرية تأثير الشخص الثالث"، حيث أوصت بضرورة تصنيف الأفلام الأجنبية لتوضيح مدى ملاءمتها لكل مرحلة عمرية وتعريف الأبوين الطرق المناسبة لمنع أبنائهم المراهقين والأطفال من التعرض لتلك المواد الإعلامية، وكذلك ضرورة تفعيل دور الجهات الرقابية للحد من مشاهد الانحرافات السلوكية المقدمة فى الدراما الأجنبية بالقنوات الفضائية من خلال الاختيار الدقيق لنوعية الأفلام المعروضة على ان تتولى هذا الأمر لجان رقابية متخصصة ، وذلك لابد أن يكون من خلال تضافر جهود جميع المؤسسات الاجتماعية للوقاية من الانحرافات السلوكية للمراهقين ومعالجة أسبابها، ضمانة لهم بتنشئة سليمة سوية تجعلهم أفراد صالحين ومفيدين للمجتمع.
وقد اهتمت الدراسة فى التعرف على تصورات المراهقين للتأثيرات المدركة للانحرافات السلوكية المقدمة بالدراما الأجنبية بالفضائيات العربية على الذات وعلى الآخرين فى ضوء نظرية تأثير الشخص الثالث، وخرجت الدراسة بمجموعة من النتائج تبعث الحذر من الانسياق وراء مشاهدة تلك النوعية من المواد الإعلامية، حيث وجد أن ما يقرب من 65% من أفراد العينة البحثية يفضلون مشاهدة موضوعات الرعب بالدراما الأجنبية والتى تعرض على الشاشات العربية، وهناك 30% تقريبا يفضلون مشاهدة الموضوعات البوليسية، و64% منهم تستهويهم مشاهدة موضوعات الخيال العلمى، كما أن هناك 75% من المراهقين الذين شملتهم العينة البحثية يعتقدون بتشابه الدراما الأجنبية مع الحياة الواقعية إلى حد ما.
65% من المراهقين يفضلون دراما الرعب الأجنبية على الفضائيات العربية
الأحد، 25 مارس 2012 12:40 ص