محمد الدسوقى رشدى

الثلاثى المنتظر

الجمعة، 23 مارس 2012 07:56 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مثلما تضبط أنت هاتفك المحمول على الوضع الصامت، مع قليل من الاهتزاز المسمى بالـ«Vibration»، تكفّل القدر فى الشهور الأخيرة بضبط وضع مصر على وضع الانتظار، مع كثير من الارتباك والحيرة، وهذا هو أسوأ ما فى مصر الآن.. الانتظار.

صحيح أن هذا الانتظار المخلوط بالحيرة كشف وفضح لنا جماعات وتيارات وأحزابا وشخصيات كنا نظنها فى السابق- من فرط صمتها طواعية أو كرها- كثيرة الاحترام، قادرة على الإنجاز والحوار، فوجدناها أكثر انغلاقا، وأكثر سعيا نحو مكاسبها الشخصية من مبارك ورجاله وحزبه الوطنى، وصحيح أن هذا الانتظار لا يتناسب أبدا مع الوضع الثورى الذى أطاح بمبارك ونظامه، ولكنه فى نفس الوقت كان فرصة لإعادة اكتشاف مواطن الخلل والفساد والنفاق فى التيارات السياسية المختلفة.

القدر شارك فى تطوير وضع الانتظار، وجعله ثلاثيا بعد أن كان ثنائيا، وبدلا من أن تنتظر مصر رئيسا منتخبا، ودستورا جديدا، أصبحت تنتظر بالإضافة إلى ذلك البابا 118، ووضع الانتظار هنا حمّال أوجه.. ربما يكون فرصة لبداية جديدة على نظافة ونهضة جديدة على أيدى أهم ثلاثة أضلاع فى مصر «الرئيس، البابا، الدستور»، وربما تكون تلك الفرصة سلاحا ثلاثيا ينغرس فى قلب هذا الوطن محملا بفيروسات العهود الماضية، بكل ما كانت تحمله من فساد، واحتكار للسلطة.

نحن فى انتظار رئيس منتخب.. نريده كذلك، ضيفا على القصر الجمهورى بدعوة من أصوات الشعب المصرى الكائنة فى صناديق انتخابية شفافة ونزيهة، والنزاهة هنا لا تعنى عدم تزوير الأصوات أثناء الفرز، بقدر ما تعنى عدم تزييف إرادة الناخبين بحملات دعائية تقول بأن نصرة هذا المرشح نصرة لشريعة الله.

لا نريد رئيسا يقول للناس سوف تندمون إذا لم تنتخبونى، أو ماذا ستقولون لربكم إذا لم تنتخبونى؟! مثلما يفعل حازم صلاح أبوإسماعيل، ولا رئيسا يلقى بالوعود والأحلام التى يعلم مسبقا أنه غير قادر على تحقيقها مثل العوا وموسى وشفيق.. كل ما نريده هو رئيس ننتخبه لأن برنامجه وخططه القابلة للتنفيذ قد أقنعت الناس بأن تمنحه أصواتها بعيدا عن تأثيرات الدين، وعصبيات الجماعات والأفكار والتيارات.

الدستور الجديد.. نريده دستورا معبرا عن مصر، يفتح الباب لتأسيس نظام ديمقراطى حقيقى يجعل كل المواطنين على قدم المساواة، ويحطم كل الحواجز التى يمكن فرضها عل حرية الإبداع والتفكير وتداول السلطة، لا نريد لفرصة وضع الدستور الجديد أن تضيع بسبب أطماع تيار معين يضحك علينا بالقول إن أطياف مصر كلها ستشارك فى وضع الدستور الجديد، ثم يفاجئنا بحجز 75 مقعدا فى الجمعية التأسيسية التى ستضع الدستور لنفسه.

البابا 118 الذى ننتظره نريده مدركا لمصريته قبل مسيحيته، قادار على أن يضع يده فى يد الجميع من أجل سلامة الوطن، وقادرا على أن يضرب مثلا فى عدم خلط الدين بالسياسة، وقادرا على أن يتعامل مع مشاكل إخوتنا الأقباط بعقل وحكمة، بداية من أزمات الطلاق والأحوال الشخصية، وانتهاء بإعادة صياغة وضع أقباط المهجر، ولا نريده خاضعا أو تابعا لأى سلطة سياسية، أو نافخا فى نار الفتنة، أو متاجرا بأحلام إخوتنا فى الوطن.

إذن.. لا تنسى بجانب ما تبذله من جهد من أجل تحويل وضع الانتظار هذا إلى وضع استعداد وتجهيز، أن تدعو الله أن يمنح هذا الوطن رئيسا ديمقراطيا بجد، ودستورا لا يفرق بين أخ فى الوطن وأخيه، ولا يقمع حريات لصالح سلطة معينة، وبابا لا يظلم أحدا من أبناء شعبه ولا يخشى فى الحق لومة لائم.





مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب مصدر السلطات

مقال رائع شامل كامل يضع النفط فوق الحروف لمستقبل مصر بعد الثوره

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب مصدر السلطات

فعلا الثوره كشفت مواطن الخلل والفساد والنفاق واصبح المواطن العادى يدركها بنفسه

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب مصدر السلطات

ومعك اتمنى ان يكون الرئيس والبابا والدستور ثلاثى نعمه على البلاد والعباد

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب مصدر السلطات

ويبقى البرلمان احد الغاز هذه المعادله الشائكة الحل خاصة بعد اصراره على 50% من الدستور

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب مصدر السلطات

لماذا هوجمت الثوره المصريه بكل هذه الضراوه رغم سعيها للحريه والعداله - انه الاستبداد

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب مصدر السلطات

( الاعلان الدستورى والبرلمان اولا ) ثيت انهما اكبر نكبه اصابت مصر بعد الثوره

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب مصدر السلطات

( الاعلان الدستورى والبرلمان اولا ) فكك اوصال البلد ومزق شعبها وهدم كيانها ومستقبلها

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد عبد الخالق

أنت تحارب طواحين الهواء

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب مصدر السلطات

هل يصلح برلمان تنبعث من داخله روائح الطائفيه والاستبداد الدينى

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب مصدر السلطات

هل يصلح برلمان يهاجم الديمقراطيه وحقوف الانسان والوحده الوطنيه

بدون

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة