عندما أنجبت زوجة عم إبراهيم فتياته الثلاث حمد الله على نعمته، وسعد بزهراته الثلاث عبير وهالة وأصغرهن رقية، وسعى مع زوجته فاطمة وهو الموظف الحكومى على تربية بناته تربية حسنة ليدخله الله وزوجته جنته ويوسع رزقه، لهذا كان يحرص إبراهيم على تربية فتياته بالحكمة والموعظة الحسنة، وكان يسعى مع زوجته لتوفير كل احتياجات البنات الثلاثة وبالفعل عملت فاطمة زوجته على شراء ماكينة للخياطة وباتت تحيك لكل فتيات وسيدات المنطقة الاتى يقطن بها والمناطق المجاورة أيضا حتى توفر دخل يساعد عم إبراهيم على تغطية نفقات الحياة وكانت الأسرة تعيش يومها بلحظات السعادة تارة ولحظات ضيق تارة أخرى، ولكن فى النهاية تحاول الأسرة تجاوز محنتها.
وذات يوما أشرقت الشمس وسطع النهار واستيقظ الجميع من نومه ليبحثوا عن يومهم والذى يشبه أيامهم الأخرى، ولكن ذلك اليوم كان به شىء مختلف كانت الشرفة لا تخترقها أشعة الشمس كما تعودت الأسرة، والمطبخ لا تنبعث منه رائحة الشاى والحليب، حتى أصوات التلاميذ الذاهبين لمدارسهم لا ينبعث منه رنين التفاؤل ككل يوم، فهذا اليوم يختلف عن سابقه ولكن هذا اليوم خيمت رائحة الحزن على المنزل لقد دخل عم إبراهيم على زوجته ليجدها وقد فارقت الحياة لتترك زوجها والثلاث فتيات بمفردهم.
بعد انتهاء العزاء علم إبراهيم أن زوجته كانت مريضة ولم تريد إخباره أو بناتها حتى لا تشغل بالهم أو تجعلهم ينزعجوا من أجلها وفضلت فاطمة الصمت والصمود والعناء بمفردها حتى لحظاتها الأخيرة والتى واجهتها دون أن تشعر أحدا كم عانت من المرض دون إخبار أسرتها المكلومة.
ويقول عم إبراهيم لقد كانت فاطمة نعم الزوجة الحسنة تركتنى أنا وفتياتى وهن فى أعمار مختلفة الكبيرة فى المرحلة الإعدادية والوسطى فى المرحلة الابتدائية أما الصغيرة فتبلغ 5 سنوات من العمر، وحرصت ألا أتزوج لأجلس بجوار بناتى أعمل على تربيتهن التربية الحسنة التى طالما تمنيت من الله أن يكن عليها ومرت الأيام وأنا بين وظيفتى ورعايتى لبناتى حتى زوجت الكبرى بعدما انتهت من دراسة فى كلية التربية وتخرجت الثانية فى كلية الهندسة والثالثة تدرس فى كلية الطب.
حاولنا نحن الثلاث حتى كبرت ابنتى الصغيرة التوفيق بين أعمال المنزل والعمل والمذاكرة، وكنا نبدأ يومنا فى الخامسة صباحا لترتيب المنزل وإعداد طعام الفطور والغذاء، ونبدأ النصف الثانى من اليوم فى المذاكرة والإعداد لليوم التالى، وخلال هذه الرحلة حاولت أن أكون لهن نعم الأم الحنون وكان دورى فى منتهى الصعوبة لأننى كنت أبا وأما فى نفس الوقت حتى لا تشعرن بفراق والدتهن، ولكن ولله الحمد وفقنى الله فى رعايتهن وتربيتهن حتى صرن على خلق رفيع وأدعو الله أن يوفقهن فى تربية أبنائهن .
وعن أهم ما واجهه من صعوبات قال: فترات المراهقة بالنسبة لبناتى كانت ثقيلة فى هذه المرحلة دائما ما تحتاج البنت لأمها فى أشياء خاصة بها، واستطعت تجاوز هذه المرحلة بمساعدة سيدات العائلة، كما أننى واجهت صعوبة أخرى فى أن نتجاذب أطراف الحديث وقت أن بدأت الابنة الكبرى تشعر بشى ما تجاه شاب - طلب بعد ذلك الزواج منها - وبالرغم من صداقتنا فإنها لم تعترف لى بإعجابها لهذا الشخص إلا عن طريق إحدى خالاتها. وأنا الآن استعد لزواج ابنتى الثانية والحمد لله أننى وفقت لأداء رسالتى، وسوف أظل أؤدى باقى الرسالة مع ابنتى الثالثة وأحفادى بإذن الله فأنا سعيد بما قدمته لهن وأشد على يد كل أم ربت وسهرت الليالى لرعاية أبنائها.
فى عيد الأم.. وردة لعم إبراهيم الذى سهر الليالى لتربية بناته الثلاث
الأربعاء، 21 مارس 2012 07:37 م
صورة ارشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ام ندى
وردة لعم ابراهيم
عدد الردود 0
بواسطة:
رشا فواد احمد
جزاك الله خيرا
عدد الردود 0
بواسطة:
كريم
a
عدد الردود 0
بواسطة:
ناصر علي الزيلعي
المدراسه