أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات

البابا شنودة وطنياً

الثلاثاء، 20 مارس 2012 08:09 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان قدر البابا شنودة الذى وافته المنية يوم السبت الماضى، أنه اعتلى كرسى البابوية للمسيحيين الأرثوذكس، فى توقيت عرفت فيه مصر تقلبات سياسية هائلة، وتحديدا بعد حرب أكتوبر عام 1973، وتركت هذه التقلبات أثرها العميق حتى يومنا هذا، وقيمة وقدر هذا الرجل العظيم تظهر من القراءة الشاملة لهذه المرحلة بما حوت من تحولات.

شهدت سبعينيات القرن الماضى تقلبات، أدت الى مخاطر فى العلاقة بين المسلمين والمسيحيين، وعرفت مصر خلالها ملامح فتن طائفية غير مسبوقة، بدأت بأحداث الخانكة عام 1972 والتى أدت الى احتراق كنيسة مبنية دون ترخيص، وحدث صدام بين المسلمين والمسيحيين فى المنطقة، ومعها بدأ توتر العلاقة بين البابا شنودة والرئيس الراحل أنور السادات، وبلغت ذروتها بقرار السادات بتحديد إقامة البابا فى دير وادى النطرون فى سبتمبر 1981، وكان القرار ضمن قرارات أخرى للسادات باعتقال كل معارضيه من اليسار إلى اليمين والتيارات الدينية.

كان أسوأ نتائج حادث الخانكة والذى تلاه عشرات الحوادث المماثلة هو تفتح الحديث على مفاهيم خطيرة مثل «الأغلبية المسلمة» و«الأقلية المسيحية»، وجر البعض هذه المفاهيم إلى أرضية دينية، وبدا هذا البعض وكأنه يسعى إلى إعادة تثقيف بسطاء المصريين تحت مظلة دينية، لكنهم فى الحقيقة كانوا يضربون قيمة التسامح والعيش المشترك، الذى كان يمضى دون تفرقة بين المسلمين والمسيحيين على أساس دينى.

كانت محاولة قلقلة العلاقة بين المسلمين والمسيحيين ملعبا، تصورت الأطراف الخارجية أنها ستصول وتجول فيه بحرية كاملة، وكان البابا شنودة على وعى كبير بهذا الخطر، مما جعله بقيمته ضمن الصف الوطنى الذى يناضل من أجل وطن مستقل، وكانت كلمته المعبرة عن ذلك: «إذا كان الأقباط سيتسببون فى فرض سيادة أمريكا على مصر، فليمت الأقباط وتحيا مصر».

كانت كلمته السابقة استكمالا لموقف رائع هو رفضه لاتفاقية كامب ديفيد ورفضه السفر مع السادات لإسرائيل عام 1977، ورفضه القاطع بالسماح للأقباط الأرثوذكس بالسفر إلى القدس للحج، طالما تقع تحت الاحتلال الإسرائيلى، وقاوم فى ذلك جميع أنواع الضغوط السياسية والأمنية، وآخرها مطلب من السلطة الفلسطينية، وكانت كلمته الشهيرة ردا على هؤلاء: «لن أدخل القدس إلا مع شيخ الأزهر».








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

Bishoy Kamel

راهب الوطن

عدد الردود 0

بواسطة:

اسامة الابشيهي

لقد افضي الى ما قدم

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد كردوشة

خاتمة مشرفة بين الدموع والشموع ...

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري مش فاهم حاجة

الي تعليق رقم 2 الرائع

عدد الردود 0

بواسطة:

العنود من السعودية

عزاء واجب

عدد الردود 0

بواسطة:

المناهري

الى رقم 4 - مامعنى دقيقة حداد ولماذا دقيقة وماذا عساهم أن يقولوا ؟

عدد الردود 0

بواسطة:

رضـا فـرجانــى...

وداعا أيها الحكيم ...

عدد الردود 0

بواسطة:

مجدى

الى تعليق رقم 5

عدد الردود 0

بواسطة:

سامح سيف

الى تعليق(6)

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد الشيخ

ولا عزاء لمن هاجم أو يهاجم سفيرة المحبة والتسامح أ/ العنود

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة