بمناسبة عيد الأم وبعد تكريمهن..

الأمهات السجينات: "ربنا يبارك لأهل الخير اللى سددوا ديونا ورجعونا لأهلنا"

الثلاثاء، 20 مارس 2012 06:02 م
الأمهات السجينات: "ربنا يبارك لأهل الخير اللى سددوا ديونا ورجعونا لأهلنا" جانب من الاحتفال
كتبت فاطمة خليل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
15 أما مصرية مثالية من "الغارمات" اختارتهن مؤسسة "مصر الخير"، لتكريمهن فى احتفالية أمس الاثنين، بمناسبة عيد الأم، وذلك بعد أن ضحين بحريتين واخترن طريق السجن فى سبيل سعادة أبنائهن، فهن نساء غارمات لم يستطعن سداد الديون التى استدانوها لتزويج بناتهن أو علاج أبناؤهن ولم يستطعن سدادها فكانت أبواب السجن فى انتظارهن.

أربعة من هؤلاء الأمهات فزن بالمراكز الأولى للأم المثالية وهن: سميحة عفيفى "الجيزة"، بشرى محيى "الدقهلية"، وعين الحياة مراد "القاهرة"، وسعدية كامل "المنيا" ويسرية أحمد سليمان"القاهرة"، بينما كرمت مصر الخير أيضاً عشرة من الأمهات وخمسة آخرين مازلن داخل السجون وجار إطلاق سراحهن، حيث إنهن يمثلن رمزا للصبر فى مواجهة الفقر وظروف الحياة الصعبة.

"اليوم السابع" التقت الأمهات الغارمات الفائزات بجائزة الأم المثالية، ليحكين عن رحلتهن وكيفية نجاتهن من السجن.

الحاجة سعدية كامل حامد عيسوى 64 سنة، الأم المثالية الفائزة بالمركز الأول، قالت والدموع تترقرق من عينيها بعد فرحتها بخروجها من السجن وعودتها لأبنائها، فهى تعول بنتين وثلاث أولاد منهم ولد معاق ذهنيا، "مفيش كلام أقدر أقوله غير الله يباركلكم أنكم رجعتونى لعيالى تانى".

سعدية كانت مسجونة بسجن القناطر الخيرية تم الحكم عليها بالحبس 12 سنة من 2007 وحتى 2019، وكان زوجها السائق يعول الأسرة إلى أن توفاه الله فى عام 1993 ومن بعدها تولت هى رعاية الأولاد، وكانت تبيع حلويات على باب المنزل التى كانت تسكن فيها، وكثرت عليها المصاريف وخاصة مصاريف علاج ابنها المعاق ذهنياً.

وتقدم شخصان للزواج من ابنتيها وقامت بشراء أجهزة كهربائية، رغم عدم قدرتها على الصرف على علاج ابنها، وكثرت الديون عليها،و أصبحت لا تستطيع السداد فتم حبسها، وقامت مؤسسة "مصر الخير" بمساعدتها وخروجها من السجن، حيث تم سداد مبلغ 11 ألف جنيه وإنهاء القضايا التى عليها وخروجها من السجن.

مصطلح "الغارمات" ليس مصطلحاً غريباً عن مجتمعنا فيرجع إلى أن هناك الآلاف من الأمهات داخل السجون يقبعون خلف القضبان بسبب عجزهن عن سداد الديون التى تراكمت عليهم نتيجة شراء أجهزة منزلية أو غيرها بمبالغ قليلة قد تبدأ بألف جنيه ولا تزيد على 5 أو 10 آلاف جنيه أو أقل.

ثانى الأمهات اللاتى كرمن بلقب الأم المثالية بالمركز الثانى "عين الحياة مراد" (55 سنة)، وهى أرملة وتعول ولدين (عماد 35 سنة متزوج، يوسف 17 سنة أعزب)، تعيش مع أولادها فى شقة بالإيجار وليس لديها مصدر دخل سوى معاش الزوج 450 جنيها، يخصم 225، والباقى 225 ولا يكفى للمعيشة.

حالتها لم تختلف عن باقى الأمهات، حيث أخذت تبكى حينما سمعت اسمها فى التكريم مع كلمات أغنية "ست الحبايب" لفايزة أحمد، وعن قصتها قالت "دخلت السجن فى إيصالات أمانة بعد أن قمت بشراء أجهزة كهربائية بالقسط لزواج ابنى، وقامت المؤسسة بسداد الدين والإفراج عنى، حيث كان محكوما علىّ بـ 4 سنوات و3 شهور، حيث بلغت إجمالى المديونية 5900 جنيه وتفاوضوا مع الدائنين لتقليلها".

المركز الثالث للأم المثالية فازت به سميحة عفيفى مرسى، (65 سنة)، وهى أرملة وتعول 8 أبناء، 5 بنات و3 أولاد تعيش فى غرفة بدون حمام – وبلا عائل سوى ابنها العاجز لديه بتر فى الساق اليمنى الذى يقوم بغسيل السيارات ويقوم بالصرف على الأسرة.

كان محكوما عليها بالسجن 5 سنوات و6 أشهر، حيث قامت بشراء تليفزيون وثلاجة وقامت ببيعهما كاش للصرف على أسرتها ولم تستطع السداد ودخلت السجن، وقضت خمس سنوات بالسجن مقابل دين لا يتعدى 5000 جنيها، إلى أن قامت مؤسسة مصر الخير بالإفراج عنها، حيث كان إجمالى المديونية عليها 11 ألف جنيه، تم التفاوض مع الدائنين وتم الاتفاق على أنهم يحصلون على مبلغ 940 جنيها، وإنهاء الموضوع وسداد ديونها وإنهاء القضايا التى عليها.

بشرى محيى الدين، 49 سنة، فازت بالمركز الرابع للأم المثالية، وهى متزوجة، هجرها زوجها ليعمل فى ليبيا تم سجنها ثلاث سنوات وثلاثة أشهر، كان أولادها متوزعون لدى خالتهم وعمهم.

بشرى ترك لها زوجها ثلاثة أبناء فى مراحل التعليم المختلفة، فقامت بالعمل على ماكينة خياطة صغيرة بالمنزل من أجل الإنفاق على أولادها، وعندما أقبلت ابنتها على الزواج وتقدم شخص لخطبتها قامت بشراء أجهزة كهربائية من أجل تجهيزها بالتقسيط، وكانت تسدد بانتظام وبعد فترة ولقلة الدخل أصبحت لم تستطع السداد، فتم حبسها، حتى قامت مؤسسة مصر الخير بإخراجها وإعادتها مرة ثانية إلى أسرتها ولم شملها، حيث سيتم تكريمها كأم مثالية بالإضافة إلى عمل مشروع ماكينة خياطة لها لكى تديره بعد خروجها من السجن.

كما كرمت المؤسسة أيضاُ كلا من كوثر محمد على داود وروحية محمود فهمى وشربات عبد الموجود حسن وفاطمة محمود حسين وعفاف على سعيد، وفاطمة حسن ابراهيم ومنال محمود عنانى ونادية احمد يونس وناهد احمد حسن واعتماد محمد عبد اللطيف.

ومن ناحية أخرى سيطرت وفاة البابا شنودة الثالث على أجواء احتفال مؤسسة مصر الخير بالأمهات الغارمات، حيث استهل جميع المشاركين الاحتفالية بالوقوف دقيقة حداداً على روحه، وأكد المشاركون أنه كان يمثل رمزا للوحدة الوطنية والحفاظ على النسيج المصرى الواحد.






















مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة