الشباب ملئوا أركان مدرج فلسطين بجامعة هندسة عين شمس بملايين الرسائل المتفائلة، فرغم اعتذار المطرب رامى عصام فى اللحظات الأخيرة لظروف المرض بعد أن كان من المقرر أن يشارك فى اليوم إلا أنه كان يكفى أن تنظر أمامك وتجد على هشام وآية محسن، اللذين تتراوح أعمارهما بين الرابعة عشرة والخامسة عشرة، واللذين تملأهما روح الثورة والوطنية وإلى جوارهما تجد حسن شاهين بطل معركة الدفاع عن "ست البنات"، وفى المنتصف الدكتورة منال عمر التى قدمت مبادرة "أنت مش لوحدك" لعلاج مصابى الثورة نفسيا، وبجوارهم أحمد نيازى الذى كافح فى حركتى لا للمحاكمات العسكرية للمدنيين وحركة "كاذبون"، وبين هؤلاء ينتشر شباب التكتل، ليذكروا جميعا كيف استطاعوا أن يمروا بالأزمات الثورية التى تعرضوا لها وهم محتفظون بالابتسامة والأمل فى الثورة لتعرف أن الثورة لن تقف مهما واجهت من محن.
"عندما نجد طالب الطب أصبح لا يرى الحياة على أنها مجموعة درجات فى الشهادة، ويحاول أن يخدم بلده، ونرى طلبة المدارس يشاركون فى الحياة السياسية، ونجد الملايين من أطفال الشوارع يقفون بجوار الثوار لدعمهم ونجد مواطنة مثلى لم تكن تقرأ الجرائد أصبحت مهتمة بكل شىء حولها، حينما نحسب النائمين الذين أيقظتهم الثورة يجب أن نتفاءل، ونتأكد أن الثورة ستنجح"، هذا ما أكدته الدكتورة منال عمر، وأضافت "حينما تجد من يهاجمك ويقول عليك أنك ممول بسبب دفاعك عن حقوقه قبل حقوقك، فيجب أن تعرف أنه بداخله يعرف أنك تفعل الصواب، ويريد أن يفعل مثلك، ولكنه لا يستطيع ويشعر بداخله بغضب من هذا العجز، فلهذا يحول الغضب لهجوم عليك ويصفك بالخائن، لأنه لا يريد أن يشعر أن هناك شخصا يفعل ما لا يستطيع هو فعله دون مقابل، ولو كان هناك مقابل للموت الذى يلاقيه الثوار فليقولوه لنا دعاه التمويل".
أحمد نيازى الذى شارك مع حملة "لا للمحاكمات العسكرية" و"كاذبون" وتعرض معهم لهجوم وصل إلى حد مواجهة الموت فى العديد من الأماكن التى كانوا يحاولون تقديم صورة مختلفة لأهلها كشف عن سر استمراره وعدم يأسه طوال هذه المدة، حيث يقول: "حينما كنت أعود بعد كل مرة نتعرض فيها لهجوم، كنت أفكر فى الأمور من جهة مختلفة، وأقول أنه طالما هناك من يحاول إيقافنا فبالتأكيد نحن مؤثرون، وإذا كان هذا الشخص الذى اعتدى علينا غير موجه فبالتأكيد نحن أثرنا فيه وحركناه، وأنه لم يستطع أن يرد علينا بالمنطق مثلما نحاوره نحن بالمنطق، فيحاول إخراسنا بالقوة وهذا كان يقدم لى دفعة جديدة للتفاؤل والاستمرار وهذا ما جعل الحركة بالكامل تستمر وتنجح حتى الآن".
وعلى الجانب الآخر كان حسن الذى كاد يتعرض للموت دهسا بالأحذية، لأنه حاول أن ينقذ بنت مصرية من تحت أقدام العسكر، ليتعرض هو وهى للتشويه من جهات عديدة، وتحت مبررات واهية يقول "حينما تؤمن أن هناك قضية واضحة تعمل من أجلها وأن هناك وطنا لن يرضى بغير الحرية فلا سبيل أمامك سوى التفاؤل والأمل".
الشباب استمروا فى تبادل الجرعات التفاؤلية التلقائية لأكثر من 3 ساعات قبل أن يقرروا إنهاء اليوم بثانى فيديوهات "ابتسم أنت ثورى" الذى عرض مجموعة من طرائف الثورة على لسان أصحابها.
فى حين أكدت يسرى هلال أحدى أعضاء تكتل طلاب مصر لـ"اليوم السابع": "نستعد الآن للمزيد من نشاطات "ابتسم أنت ثورى" فى الفترة القادمة، وأتمنى أن يتحرك الجميع ويعيش بمعنى الحملة لا أن يكون يوما أو فاعلية تحدث وتنتهى، ونحن نحاول أن نطور الفكرة لتشمل وضع حلول مبتكرة وجديدة للوضع الثورى، وهو ما كنا نحاول تقديمه فى هذا اليوم، ولكن لم نستطع، لأن الوقت سرقنا فى الحديث الذى كان أكثر من رائع، ونتمنى أن يشاركنا الجميع من خلال صفحة التكتل عبر الفيس بوك لوضع المزيد من الأفكار والمقترحات لتنظيمها فى الفترة القادمة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة