تايم: نتانياهو يعد العدة لهجوم إسرائيلى منفرد ضد إيران

سلطت مجلة "تايم" الأمريكية الضوء على النتائج التى خرج بها رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو من زيارته الأخيرة للولايات المتحدة الأمريكية والتى تحدث عنها أمام الكنيست الإسرائيلى، أول أمس الأربعاء، حيث قالت إن نتانياهو يستعد لتحرك إسرائيلى منفرد ضد إيران.

وقالت المجلة فى تقرير أوردته على موقعها على شبكة الإنترنت "إن نتانياهو كان يستهدف أمرين بذهابه إلى واشنطن فى وقت سابق من الشهر الجارى ، يتمثل أولهما فى مواصلة حملته التى بدأها قبل 15 عاما لوضع ملف البرنامج النووى الإيرانى فى صدارة أجندة الأولويات الدولية، وهو الهدف الذى نجح رئيس الوزراء الإسرائيلى فى تحقيقه كما أبلغ الكنيست، أما الهدف الثانى لنتنياهو فقد تمثل فى حصوله على اعتراف واشنطن بأحقية إسرائيل فى شن هجوم منفرد على إيران إذا ما رأت أن مصالحها تستدعى ذلك، وهو الأمر الذى تفهمته واشنطن على نحو عميق بحسب تصريحاته الأخيرة أمام الكنيست".

إلى جانب ما سبق، يعمل نتانياهو، بحسب المجلة الأمريكية، على حشد التأييد لرفض النصائح الأمريكية الداعية إلى ضبط النفس ومن ثم الهجوم بشكل منفرد ضد إيران، حيث يسترشد رئيس الوزراء الإسرائيلى على موقفه هذا بمواقف ثلاثة من أسلافه، حين قرر ديفيد بن جوريون إعلان الدولة الإسرائيلية عام 1948 على الرغم من نصيحة وزير الخارجية الأمريكية له آنذاك بعدم التعجل، وكذلك عندما قرر ليفى إشكول شن حرب الأيام الستة عام 1967 رغم تحذير الرئيس الأمريكى الأسبق ليندون جونسون من هذه الخطوة، وأخيرا عندما اتخذ مناحم بيجن قرار ضرب المفاعل النووى العراقى أوزيراك عام 1981 دون الرجوع للرئيس الأمريكى آنذاك رينولد ميجان.


وأكدت مجلة "تايم" الأمريكية أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو بصرف النظر عن حصوله على اعتراف أمريكى بحق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها، فقد أوضح أمام الكنيست أن الهجوم الإسرائيلى المحتمل قد يستهدف قطاع غزة الفلسطينى الذى أطلقت منه ميليشيات المقاومة ما يزيد عن 200 صاروخ خلال الأسبوع الماضى تجاه المناطق الإسرائيلية، وهى الصواريخ التى تمد بها إيران تلك الميليشيات، مما دفع نتانياهو للقول بأن "غزة هى إيران".

ولفتت المجلة إلى تصريحات نتانياهو فى هذا الشأن، والتى أوضح فيها أنه عاجلا أم آجلا فإن القاعدة الإرهابية لإيران فى غزة سيتم اقتلاعها، مشيرة إلى أن تصريحاته فى هذا الصدد تنم عن أن الهدف الأول لإسرائيل هو طهران، كما أنها أثارت الجدل حول ما إذا كان يتحدث بجدية مطلقة بشأن التحرك الإسرائيلى المنفرد ضد طهران أو أنه يقوم فقط بتسليط المزيد من الضوء على الملف الإيرانى بهدف زيادة واستمرار الضغوط الدولية عليها.

وقالت المجلة إن السؤال الذى يطرح نفسه بشدة فى هذا الإطار يدور حول مدى فاعلية الهجوم الإسرائيلى على إيران، لافتة إلى تحذير أحد القادة العسكريين الإسرائيليين لمجلس وزراء نتنياهو المصغر فى سبتمبر الماضى من أن هجوما للقوات الجوية الإسرائيلية على إيران لن يؤدى إلى تعطيل برنامجها النووى لأكثر من شهور أو عام على أقصى تقدير، وأن إسرائيل ليس لديها القدرة على تنفيذ "هجوم ذى مغزى" ضد إيران.