تحفة فنية ومعمارية نادرة يحيط بها الغموض نتذكرها عند رؤية ما لحق به من شائعات عن انتشار الأشباح "والعفاريت" و"عبدة الشيطان" الذين سكنوا "قصر البارون" فى التسعينات وتركوا آثار عباداتهم الغامضة على جدرانه، حتى انتهى به الحال مهجوراً يحمل على بواباته لافتة "ممنوع الدخول القصر تحت الترميم" التى تآكلت بدورها على البوابة الصدئة من قلة الزائرين ومرت عليها السنين دون أن يلتفت لها أحد، ودون أن تظهر ملامح الترميم على أى عمود أو زاوية من زوايا القصر، إلى أن قرر شباب جمعية "الورشة" بكلية الفنون الجميلة خوض التجربة، وإصدار كل التصريحات اللازمة لدخول القصر المهيب لإعادة إحيائه بفرشاتهم ولوحاتهم التى احتلت معرض الكلية بعد انتهاء جولتهم به، احتفلوا بافتتاحه أمس بقاعة داخل "كلية الفنون الجميلة" تحت اسم "فى حضرة البارون".
"قصر البارون" وما ثار حوله من شائعات لفت نظرهم وبدءوا فى دراسته، فى إطار عمل لجنة "التوثيق الخارجى" التى كونها شباب جمعية "الورشة الفنية" وأعضائها من طلبة كلية الفنون، بهدف إحياء الأماكن الأثرية النادرة فى مصر والتى انتهى بها الحال مهجورة بفعل الإهمال، فزاروا قصر "سعيد حليم" وقصر "السكاكينى" وجزيرة الوراق، وباب الوزير وانطلقوا يعيدون بفرشاتهم الألوان لهذه الأماكن التى تآكلت ألوانها وظهرت عليها ملامح الزمن القاسية، رسموا اللوحات وعرضوها فى معارضهم الخاصة ثم بدأت مهمتهم مع "قصر البارون" الذى حاولوا بلوحاتهم لفت الانتباه له بعد أن غابت عنها الأنظار ووقف على أبوابه الحراس بحجة الترميم الذى لم تظهر ملامحه على القصر رغم مرور أكثر من 10 سنوات على إعلان ترميم القصر.
أصدروا التصريحات بصعوبة ودخلوا حديقة القصر وسط مضايقات رجال الأمن الذين سمحوا لهم بالرسم داخل الحديقة بعد أن بدا الأمر مستحيلاً بشرط ألا يتجاوزوا الحديقة للدخول إلى القصر الذى غطت جدرانه شعارات "عبدة الشيطان" الذين سكنوه لفترة طويلة من الزمن قبل أن تضع السلطات يديها عليه مرة أخرى، انتشروا فى الحديقة وبدأ كل منهم فى تناول جزء من القصر على اللوحات البيضاء التى سرعان ما غطتها الألوان والرسومات التى تتناول كلاً منها القصر من منظور مختلف، وتُظهر جميعها جمال وروعة "قصر البارون" والفن المعمارى الراقى فى كل تفصيلة من تفاصيله، حتى انتهوا من أعمالهم بعد عدة أشهر هى فترة روشة العمل بحديقة والتى قرروا وضعها فى المعرض.
"ندى عصام" وقفتا سعيدين وسط اللوحات تستقبل مع زملاؤها فى جمعية "الورشة" التهانى من الحاضرين على أعمالهم الفنية الرائعة من الرسم والتصوير، وفى كلمة خاصة لـ"اليوم السابع" عن المعرض قالت "ندى": الفكرة بدأت من رغبتنا فى كشف الغموض عن القصر المهجور الذى يقف فى شارع صلاح سالم كتحفة فنية رائعة ممنوعة من العرض، وهذا المعرض هو نتاج ورشة العمل داخل حديقة القصر التى استمرت لعدة أشهر من العمل الشاق، واخترنا هذا السم الغامض تعبيراً عن الغموض الذى يحيط "بقصر البارون".
أضافت "ندى": هدفنا من هذه اللوحات التى شارك فيها عدد كبير من طلبة الكلية وأعضاء جمعية "الورشة" هو لفت النظر لجمال القصر، وجمال الأماكن التى اندثرت فى مصر، وهو هدف جمعية الورشة فى التوثيق من خلال الفن، ونحلم بأن يعاد افتتاح "قصر البارون" والسماح للجميع بدخوله، كما نحلم بإلقاء الضوء على عدد كبير من التحف المعمارية فى مصر وهى رسالتنا التى سنظل نعمل لاستكمالها بالفن.
بالصور.. طلبة الفنون الجميلة يزيلون الغموض بفرشاتهم عن "قصر البارون"
الجمعة، 16 مارس 2012 05:36 م
قصر البارون طلبة الفنون الجميلة يحيون قصر البارون من جديد
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة