"الشباب مش لاقيه شغل، والبنات مش لاقيه جواز" هى العبارة الأكثر انتشارا فى أوساط الطبقة المتوسطة فى المجتمع المصرى، وبالرغم من زيادة نسب البطالة، وارتفاع إحصاءات العنوسة، إلا أن البنات يرفضن الاقتران بمهن بعينها، فهناك الكثيرات اللاتى يرفضن شابا جاهزا ومستعدا ماديا ويملك عملا دائما، إلا أنه يرفضنه.
"اليوم السابع" التقت مجموعة من الفتيات فى سن الزواج، وجميعهن أكدن أنهن يملكن قوائم كاملة من الأعمال المرفوضة لعريس المستقبل، فى الوقت الذى تنوعت فيه أنواع وأسباب الرفض، وكشفن عن أعمال ربما يراها الجميع مميزة، ولكنهن يرونها أعمالا سيئة لأسباب خاصة بهم، ويفضلن عدم الزواج بأشخاص يعملون بها.
"بالتأكيد هناك قائمة لأعمال مرفوضة تمام وعلى قمتها يأتى ضابط الجيش وضابط الشرطة، وتستكمل القائمة بأى عمل يشمل مخاطر ولا يوجد به ساعات محددة للعمل"، هكذا أجابت شروق مجدى التى تدرس فى العام الرابع بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وعلى الرغم من أن هذه الأعمال يعتبرها الكثيرون مرموقة ومحببة لدى البنات قالت: "أنا لا أتحمل أن أعيش فى ظل حالة الخوف وعدم الاستقرار الموجود فى هذه المهن".
بينما ينظر بعضهن لنجوم الفن على أنهم فرسان الأحلام، فقد كان لمنة محمد، خريجة، هذا الرأى، حيث قالت "فى بداية المرفوضين عندى يأتى المطربون أو الممثلون، وأرى أن الأطباء معظمهم مغرورون مثل الضباط، وهى صفة لن أقبلها فى زوجى أيضا".
أما ولاء الشريف التى تدرس فى فنون تطبيقية وتعمل كخبيرة تجميل تؤكد أنها لا تستطيع أن تتزوج رجلا يعمل بنفس مهنتها التى تراها مهنة حريمى، ولا تصلح للرجال أبدا حتى لو كان مستواه رائعا، وتأتى بالنسبة لى على قمة الأعمال المرفوضة، ويأتى معها فى قائمة المرفوضين العاملين فى الملاهى الليلة ومقدمى الطلبات بها".
"مستوى البنت الثقافى والمادى والاجتماعى يعتبر محددا رئيسيا، فمثلا مهنة الكوافير التى يرفضها البعض فى الأماكن الراقية ستعتبر فى أماكن شعبية كثيرة "شخص كسيب"، ومدربى الرقص الذين يتم رفضهم فى الأماكن الشعبية من الممكن أن يتقبلهم أخريات فى شرائح أعلى لو كان مستواهم جيدا، وفى أوساط أخرى ربما يرضى البنات بتاجر المخدرات لو كان يملكا مالا"، هذا ما أكدته سلمى سمير التى تعمل بالعلاقات العامة فى أحد مكاتب القاهرة، وتابعت: "هذا على الجانب العام، أما على الجانب الشخصى فالمهن العمالية على اختلافها مرفوضة تماما أو مقدمى الخدمات فى المطاعم حتى لو كانوا أصحاب مستوى مرتفعا، وهذا حدث معى شخصيا بعد أن تقدم لى مقدم طلبات فى أحد المطاعم الفاخرة، وكان مستواه المادى مرتفعا، ولكننى رفضت قبل حتى أن أعرف حجم راتبه".
سارة أحمد الطيب التى مازالت تدرس فى كلية التجارة وضعت قائمة غير متصلة وقالت بالترتيب: "المعلم والطبيب أو صاحب الأعمال الحرة، فأنا أشعر أن المعلمين ماديين جدا، وأسلوب الحياة المعتمد على الاستيقاظ مبكرا للحاق بالطابور والحصة الأولى لا يناسبنى، وأيضا الطبيب يعمل طوال اليوم وحياته الاجتماعية غالبا ما تكون مهددة، أما صاحب الأعمال الحرة فإن أعماله تتطلب الدخول والخروج فى أى وقت من اليوم ومواعيده غير محددة".
أما مى عادل دبلوم تجارة قالت أقبل الزواج من شاب يعمل بأى مهنة حلال وكسيب، ولكنى أرفض الزواج من كوافير أو بياع فى محل حريمى، لأنه فى هذا الوقت يتعامل مع البنات والسيدات فقط وهذا لا يعجبنى.
النجاح والمال الحلال كان هو المعيار لشيماء طنطاوى وقالت: "بعيدا عن أى شىء حرام لا يوجد شىء معين مرفوض، والمعيار هو النجاح، فمن الممكن أن يكون دكتور فاشل، أو موظفا صاحب عمل بسيط، ولكنه ناجح". طالما العمل شريف فلا يمكن أن يوجد ما يعيب أى شخص فى التعامل معه أو استقباله كعريس.
بنات يرفضن الاقتران بعرسان بسبب نوع العمل رغم ارتفاع نسبة العنوسة
الخميس، 15 مارس 2012 10:00 ص