مع أول أيام فتح باب الترشيح لرئاسة الجمهورية الذى طال موعده كثيرا عما حلم به الشباب بعد أحداث ثورة 25 يناير، وتنحى الرئيس السابق محمد حسنى مبارك يدق جرس الاستعداد لمشاركة جموع الشعب المصرى فى هذا الحدث الأول من نوعه.
يختار الشعب رئيسه بإرادته لأول مرة، وهذا يجعل البعض يشعر بخوف مما هو قادم عليه نظرا لأهمية هذا الرئيس فهو الرئيس الأول لمصر بالانتخاب، وذلك بمشاركة عدد هائل من المرشحين، وسيحاول كل هؤلاء تقديم برامج انتخابية لإقناع الناخبين بشخصه وصلاحيته لأن يكون رئيس جمهورية مصر..
وأصبح لكل فرد فى المجتمع المصرى حلم ورؤية لرئيسه القادم فمنهم من يريد الرئيس ودودا طيبا، وآخر يطلبه قوى وحكيما فى نفس الوقت، وبعض الناس يريدون رئيسا طيبا وعطوفا وغير متعالٍ، وآخرين يريدون رئيسا دمه خفيف ومتبسط مع شعبه.
يقول عم محمد مسعود (يعمل ماسح للأحذية): "أريد أن يكون الرئيس متواضعا يعمل على حل مشكلة البطالة والأزمة السكانية فى مصر، ودمه خفيف نعرف نكلمه على راحتنا ومايكونش بيننا وبينه حاجز".
أما مروة حمدى (19 سنة) طالبة بكلية تجارة جامعة القاهرة تقول: "لابد أن يكون الرئيس القادم يهتم بأفكار الشباب ومناقشتهم فيها حتى يستفاد من مختلف الأفكار، فهناك شباب لديهم أفكار تنموية تساعد على حل الكثير من المشكلات التى تعانى منها مصر، إضافة إلى ذلك مطلوب رئيس قوى الشخصية وحكيم".
ويشير أحمد سلام (20 سنة) طالب بكلية إعلام جامعة القاهرة إلى أن الرئيس لابد أن يحلل أخطاء السابقين له حتى لا يكررها ويعمل أولا على إنهاء المحاكمات والقصاص من قتلة شهداء عام 2011، وأن يتصف بالحزم والالتزام بما يقوله أثناء عرض برنامجه الانتخابى، لأن الشعب هو من يقوم بمحاسبته بعد ذلك.
ويقول كريم سمير (19 سنة) طالب بكلية علوم جامعة طنطا: "لابد أن يلتزم الرئيس بالصدق والمصارحة مع الشعب واتخاذ القرارات السريعة فى الوقت المناسب حتى لا تتفاقم المشكلات دون حلها".
أما محمد بدر الدين (28 سنة) يعمل سائق تاكسى يقول: :على الرئيس القادم أن يهتم بمحدودى الدخل ويقوم بعمل مشروع كبير يعمل على استيعاب أكبر عدد ممكن من الشباب العاطلين حتى يقوم بحل مشكلة البطالة والأزمة الاقتصادية الموجودة بمصر فى وقت واحد باستغلال الطاقات المختلفة".
وتقول مها صلاح (30 سنة) لا تعمل: "لابد أن يتصف الرئيس القادم بالحكمة والعقل فى اتخاذ القرارات، وذلك نظرا لاحتمالية وجود بعض الأفراد من حوله يحثه على فعل ما لا يرضى الشعب المصرى".
وقد اجتمع رأى مجموعة من الطلاب والتى تتراوح أعمارهم بين 15 إلى 17 سنة حول أهمية أن يتصف الرئيس بحبه الشديد للعلم حتى يستطيع النهوض به، بالإضافة إلى الذكاء.
أما عم أشرف محمد (50 سنة) يعمل بائعا للسجاير، يريد أن يتصف الرئيس القادم بالكرم والشهامة وحسن الخلق والعدل وقوة العزيمة وعدم التردد فى اتخاذ القرار.
ويقول شريف أحمد (33 سنة ) يعمل محاسب فى إحدى شركات الأدوية لابد أن يكون صغير السن ولديه خبرة فى فنون الإدارة ولديه رؤية سياسية واضح بحيث يعلن من البداية انتمائه لأى من الأحزاب السياسية الحالية حتى يعرفه الشعب .
بينما تختلف ناريمان أحمد ( 25 سنة ) مع فكرة وضع صفات محددة للرئيس القادم ونختار على أساسها ، قائلة الأساس هو اختيار الرئيس القادم حسب برنامجه الانتخابى الذى يعرضه مع دراسة الشخصية من جميع النواحى والأفكار التى يتحدث عنها ثم الاجتهاد فى معرفة هل هذا الأسلوب والبرنامج الذى يتبعه هو الذى يقوم على حل المشكلات التى نعانى منها .
ويرشح محمد المحمدى (30 سنة) محاسب فى شركة استيراد وتصدير، لابد أن يتطابق برنامجه الانتخابى مع طبيعة المجتمع المصرى، فعليه أن يتضمن هذا البرنامج الاستقلالية لمصر، وأن إرادة الشعب هى التى يعمل الرئيس على تحقيقها وعدم قبول أى تدخل أجنبى فى شئوننا الداخلية.
وتطلب هبة خالد (28 سنة) تعمل فى إحدى شركات الطيران، أن يتصف الرئيس بإيمانه القوى بالديمقراطية، وأن يعمل على التعددية السياسية والدينية والفكرية وتداول السلطة.
وتقول جينا موريس (24 سنة) لابد أن يؤمن الرئيس القادم بأن مصر دولة مدنية تفصل بين الدين والسياسة، والعمل على عدم انحياز الحكومة إلى تشريعات تعطى مزايا لطبقة من المجتمع دون الأخرى.
أما سعدية محمود (34 سنة) لابد أن يكون دمه خفيف، ويتضمن برنامجه حلا لمشكلة العشوائيات والعمل على بنائها من جديد حتى لا ينتهى بنا الحال إلى انفجار سكانى من أطفال الشوارع والبلطجية، و"عاوزين رئيس شهم وكريم يفك أزمة الناس الغلابة".
بينما تخشى الدكتورة عزة عزت الكاتبة والباحثة من تحقيق مقولة سقراط وهى: "إن الثمن الذى يدفعه الطيبون مقابل عدم مبالاتهم بالأمور السياسية هو أن يحكمهم الأشرار"، وهو يمثل ثمن باهظ دفعه الشعب المصرى من قبل لعقود كثيرة نظرا لعدم إدراكهم للأمور السياسية، ورغم اهتمام بعض عامة الناس بالأمور السياسية بعد أحداث ثورة 25 يناير والتى ظهرت ملامحها فى المشاركة فى الاستفتاء ثم البرلمان، إلا أن هذا الاهتمام بدأ يتسم بالمفاهيم الخاطئة لبعض الأمور، حيث بدأ كل تيار سياسى أو دينى فى قيادة العامة والبسطاء ليشكلهم وفق أهوائه الشخصية.
والجميع يتفق على أن ملابسات اختيار رئيس الجمهورية هذا العام تختلف بشكل جذرى عن كل ما سبقنا من أعوام، مما يجعلنا نضطر للتأثر بالسمات السائدة عالميا والتى تبنى على مجموعة من القيم التى قد تناسب المجتمعات الغربية.
وكل ما أخشاه هو انخداع معظم البسطاء فيسيئون الاختيار، ولا يمكننا الحصول على الرئيس الذى نريد بل سوف نحصل على الرئيس الذى نستحقه، وذلك بسبب غفلة الكثيرين عن ألاعيب السياسة والدعاية التى لم تتغير عن أسلوبها التقليدى، ولكنها تعود اليوم فى ثوب عصرى قد ننخدع فيه أو على الأقل ينخدع فيه 40 % من الأميين ومثلهم من قليلى الوعى السياسى، بالإضافة إلى الغرق وسط الأخبار والشائعات.
وتضيف عزة إلى أن الحملات الدعائية التمهيدية لمرشحى الرئاسة بدأت باستخدام شتى الأساليب للترويج لمرشحيهم مما أدى إلى إضافة صفة القدسية على بعض الأشخاص قبل أن يتولى الرئاسة، بالإضافة إلى عدم تغيير محتوى ومضمون الرسائل الدعائية السابقة.
ومن الأمور اللافتة للنظر أن ازدحام الساحة بالمرشحين يعد عاملا آخر مشوشا قد يصعب مهمة الناخب الذى سيكون عليه الاختيار بين عدد كبير من المرشحين، ولكن فى حالة البحث فى الأسئلة التى تدور فى ذهن المواطنين نجد أن الشخصية الكاريزمية مازالت أمام أعينهم، ولكن فى حقيقة الأمر نحن لا نحتاج إليه، ولكننا نحتاج إلى رئيس مدير ناجح أو موظف كبير يجيد فن الإدارة ويحسن اتخاذ القرارات بشكل سليم، فى الوقت المناسب بمعنى أن المطلوب ليس زعيما أو قائدا، ولكن مجرد رجل سياسى يصلح ليكون حاكما أو رئيسا، بحيث يدير دفة أمور البلاد لفترة محددة من قبل ثم ينسحب ليتولى الأمور رئيس آخر.
ولكن من حسن حظنا عدم وجود الزعامة الكاريزمية التى يلتفت حولها الجميع ونخضع لها وننساق إلى تسليمها قيادتنا ببساطة، وذلك لعدم وجود الظرف التاريخى أو الحدث الكبير الذى يخدم إحدى الشخصيات المطروحة لتولى الرئاسة فى مصر لخلق هذه الكاريزما.
وقد يتفق معى البعض أننا كشرقيين وكعرب نميل إلى فكرة الرئيس البطل الأسطورى، وفى حالة عدم إيجاده نميل إلى اختراعه بخلق القصص والخيالات حتى نشبع بداخلنا الرغبة فى الانتماء إليه والفخر والاعتزاز به، وهذا ما قد يعيدنا أيضا إلى سيرتنا المعتادة فى فكرة الرئيس الأب إذ ئغنه ليس من السهل التخلى هكذا عن عادتنا القديمة، والشعب المصرى يختار رئيسه غالبا على قيم مجتمعية يأتى فى مقدمتها التدين.
وتؤكد أن النخبة والمثقفين عليهم ودور كبير فى توعية المواطنين ومناقشة وتحليل كل شخصية بصورة حيادية حتى يتعرف العامة على سمات كل مرشح على حدة دون ضغوط أو تشويش، وفى هذه الحالة يمكننا الحصول على المرشح الذى نستحقه.
ولكن يبقى السؤال هل سوف نخرج هذه المرة عن عاداتنا التليدة فى تمجيد وإطلاق المسميات على من نختار؟ هذا ما نعرفه بعد إعلان النتيجة.
الشهامة والكرم والدم الخفيف من أهم صفات رئيس مصر القادم
الأحد، 11 مارس 2012 06:49 م
الدكتورة عزة عزت
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مش مهم
الدم الخفيف
يعنى كل يوم يطلع يقولنا نكتتين كده ع التليفزيون
عدد الردود 0
بواسطة:
ابو الليل
صدقونى
عدد الردود 0
بواسطة:
ملك
اليوم السابع
احسنت اللة يعطيك العافي