تعليقاً على أزمة منظمات المجتمع المدنى..

معهد واشنطن: مصر أخطأت فى قراءة الرسائل الأمريكية

الأربعاء، 08 فبراير 2012 10:44 ص
معهد واشنطن: مصر أخطأت فى قراءة الرسائل الأمريكية الرئيس الأمريكى باراك أوباما
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
علق معهد واشنطن الأمريكى لدراسات الشرق الأدنى على تطورات التحقيقات التى تجريها مصر مع عدد من منظمات المجتمع المدنى المصرية والأمريكية، وقال إن استخدام القاهرة لمطرقة القضاء ضد تلك المنظمات يعكس قراءتها الخاطئة للرسائل القادمة من واشنطن.

فبينما لا يوجد سر فى أن عناصر النظام المصرى سواء قبل الثورة أو بعدها، قد تم إغضابها بما تتصور أنه تدخل أمريكى فى شئون البلاد الداخلية عن طريق العمليات التى تقوم بها المنظمات غير الحكومية، إلا أن صفقة ضمنية سمحت لتلك المنظمات بالعمل على مدار سنوات حتى بدون تسجيل.

ولعل واحدة من المفارقات الكبرى فى الأزمة الحالية هو أن الثورة التى استفاد بعض من قاموا بها من التدريب الذى قدمته المنظمات الأمريكية قد انقلبوا الآن على تلك المؤسسات نفسها.

والسبب، كما يقول المدير التنفيذى للمعهد روبرت ستالوف، بسيط. فالحكام الحاليون فى مصر مقتنعون كما هو واضح بأن واشنطن تحتاجهم أكثر من حاجتها لحسنى مبارك على مدار الثلاثين عاما الماضية. وانطلاقا من هذا المنطق، فإن الولايات المتحدة ربما تكون راغبة فى الشراكة مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى هندسة رحيل مبارك، لكن مع صعود الإسلاميين وتراجع البديل الليبرالى، فلا يوجد من تشاركه واشنطن فى مصر فى مرحلة ما بعد المجلس العسكرى.

وبالنسبة للمجلس العسكرى، الذى يتحمل مسئولية المواقف التى تقوم بها الحكومة المدنية الانتقالية، فإن الدليل على ذلك يأتى فى الموقف المعتدل نسبيا من جانب واشنطن عندما تمت مداهمة مكاتب منظمات المجتمع المدنى فى ديسمبر الماضى . لكن إذا كان الاستقرار الإقليمى والحفاظ على العلاقات مع إسرائيل أولوية بالنسبة للولايات المتحدة، فكان يجب أن ترسل واشنطن رسالة واضحة وبشكل علنى، وهو أن الفشل فى حل أزمة منظمات المجتمع المدنى سريعا قد يؤدى إلى خرق خطير فى العلاقات بين الولايات المتحدة ومصر. لكن كانت نتيجة عدم إرسال هذه الرسالة هو أن المجلس العسكرى استنتج أنه لن يدفع ثمنا لتصرفه مع المنظمات الأمريكية.

واعتبر ستالوف أن تحويل قضية المنظمات غير الحكومية للقضاء يمثل انتكاسة أمريكية فى الشرق الأوسط، إلى جانب انتكاسة أخرى وهى الفشل فى إصدار قرار مجلس الأمن بشأن سوريا. ورأى أنه على الرغم من عدم وجود صلة بين تلك القضيتين، إلا أنهما تحملان دلالة مشتركة وهى أن إدارة أوباما ترسل رسائل لخصومها بأن ثمن سوء السلوك لن يكون كبيراً.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة