أنور عصمت السادات

11 فبراير "عصيان فى العيد"

الأربعاء، 08 فبراير 2012 09:45 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مر عام ولا تزال الثورة تائهة، رغم أنها ثورة شعب بأكمله هب فقضى على نظام ديكتاتورى فاسد فى ثورة بيضاء نقية، رويت بدماء خيرة أبناء مصر، ولا تزال تروى بمزيد من الدماء وتحبو فى طريقها الملىء بالعثرات فى سبيل تحقيق أهدافها ومساعيها.

احتفلنا معًا فى مثل هذا اليوم بسقوط نظام مبارك وتطلعنا جميعًا لمستقبل أفضل، ومضينا يسوقنا الأمل أن يأتى هذا اليوم علينا مرة ثانية ومصر فى أبهى صورها، وتبدل الحلم الجميل بكابس بشع، لنجد أنفسنا الآن أمام فوضى ومؤامرات واضطرابات ودعوا لعصيان مدنى فى يوم كان من المفترض أن يكون عيدًا لمصر والمصريين.

ولا أدرى هل يتحمل الوضع الحالى عصيانًا مدنيًا؟ ألا يكفى ما نحن فيه من عصيان، فالغالبية العظمى من الشعب تعيش حالة العصيان المدنى غير المباشر منذ تنحى الرئيس السابق، بالإضرابات والاعتصامات والاجتماعات، مضافًا إليها الانفلات الأمنى والبلطجية والفوضى، وعجلة الإنتاج الوقفة أصلا على مدار العام الماضى أضف إليها ما تشاء من مآس وكوارث يومية، وإلى من سيتم توجيهه؟ إلى المجلس العسكرى لنريحه أكثر ويستجم إلى أن يفكر بشأنه ويتخذ قرارا، أم إلى مؤسسات الدولة المنهارة التى لم يتشكل فيه سوى مولود شرعى وحيد وهو "برلمان الثورة"، أم ضد القوانين التى سقطت وغيرها غير المفعلة فى شتى ربوع مصر فى ظل ما نمر به من أزمات وتدهور فى مختلف مجالات الحياة.

لقد ضيعنا الثورة فى غياهب الفوضى والتخبط، وتبخرت نسائم الحرية، وتناثرت أشلاء الديمقراطية ما بين فئران خرجت من جحورها لتلتئم بشراهة كل ما ضحى الشعب من أجله، وآخرين من السياسيين والمثقفين والمفكرين وغيرهم ممن يفترض أنهم قادة ورموز انشغلوا للأسف بالبحث عن موقف وتحقيق الشهرة ولو على حساب المبادئ والقيم النبيلة وتغيرت جلودهم فأجادوا أدوارهم وسايروا الشارع من أجل السلطة لا من أجل مصر.

تصاعدت وتيرة الأزمات السياسية والاجتماعية والأوضاع الاقتصادية، وبهذا الشكل للأسف نتجه جميعًا إلى نفق مظلم، تركنا أولوياتنا وتفرغنا للتغنى بالثورة، وانكسر حاجز الخوف فأصبح الكل يستسهل طريق التهور، وصار فوض الرأى والمطلب شعارا والتطاول رمزًا، ولا أحد يبكى هيبة الدولة التى بضياعها سوف تأكلنا نيران الفوضى داخليا وخارجيا.

حققنا المستحيل وقدمنا مبارك ونجليه ونظامه للمحاكمة، ولنترك القضاء يقول كلمته دون تخوين أو تشكيك، ولنبدأ العمل قبل أن تغرق بنا مصر، ولندع حرب الشعارات ونتفرغ لساحة البناء والتعمير والإنشاءات، ولا ننشغل بتفاهات لا ناقة لنا فيها ولا جمل.

مضى عام وأصبحنا على المحك فإما نهضة وإما انتكاسة، وإما فرحة بالثورة وثمارها الحلوة، وإما ندم على ضياعها وجنى ثمارها المرة، وإما عالم يشاهدنا ويصفق لنا وإما فرجة علينا وتسلية بناء وسخرية منا، والأمر بأيدينا، والوقت لم يفت، فهيا نتكاتف ونعمل ونعيد الثورة روحها وبريقها ومعالمها التى طمسنا بأفعالنا منها الكثير.








مشاركة

التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

سعيدة رمضان صحفية

هجرة السلام

عدد الردود 0

بواسطة:

شيرى

كفانا عصيان

عدد الردود 0

بواسطة:

م/محمد عبدالله الصعيدي

أحسنت والله

عدد الردود 0

بواسطة:

سعيد خليفة

انتبهوا ياسادة مصر تضيع

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة