السيد الطنطاوى

لا تظلموا بورسعيد مرتين

الإثنين، 06 فبراير 2012 09:42 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ليست مدينة بورسعيد هى المدينة الوحيدة المظلومة فى مصر، وإنما كل المدن والقرى والنجوع مظلومة منذ زمن طويل، كما أن أبناءها بالضبط مظلومون ليس كما يزعم كثيرون من 60 سنة فى ظل حكم العسكر، وإنما ظلموا من قبل على مدار التاريخ، وآن الأوان لإنصافهم، ولن يتم هذا الإنصاف والعدل فى ظل حالة التشنج والتشرذم والتباعد ما بين قوى الشعب بعضهم وبعض وبينهم وبين مؤسساتهم الوطنية، إما بفعل فاعل محرض داخلى وخارجى وإما بمزاجنا نحن وبعقولنا نحن أو بحسن نيتنا التى تؤدى فى كثير من الأحيان إلى جهنم والعياذ بالله "فالطريق إلى جهنم مفروش بالنوايا الطيبة"، أو تؤدى إلى استمرار الظلم الواقع علينا، وما حدث فى مدينة بورسعيد المظلومة مرتين.. مرة أيام المخلوع ومرة بعد خلعه وبعد انتهاء مباراة الأهلى والزمالك، نرى أن كثيرا من الجهات شاركت فى هذه المذبحة قبل المباراة وأثناءها.

ولا نريد أن نتعجل لجنة تقصى الحقائق التى شكلها مجلس الشعب أو تحقيقات النيابة، ولكن كل الشواهد تدل على أن هناك أطرافاً مشاركة بالتحريض وبالفعل فى هذه الجريمة الفضيحة، أولها البرامج الرياضية التى لا هم لها إلا جذب المشاهدين وجلب الإعلانات بأى ثمن وتلميع مقدميها حتى ولو على جثث المتفرجين الألتراس لا يهم إن كان أهلاويا أو زملكاويا أو بورسعيديا أو غيره، والطرف الثالث هم الجمهور نفسه "الألتراس" بتعصبه لناديه وإقصاء كل من يشجع النادى الآخر، والطرف الثالث هو الأمن الذى تقاعس عن أداء واجبه قبل المباراة بفترة طويلة بدراسة الأوضاع لاتخاذ القرارات السليمة فى هذا الجانب، واتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنب مثل هذه الأحداث المروعة، أما الطرف الرابع والأهم هنا هو الجانب المستفيد من هذه الجريمة وتوابعها الدموية وما خلفته من شهداء بلغ عددهم 74 شاباً ليس من مشجعى الأهلى فقط، بل منهم مشجعون بورسعيديون، هذا الطرف أشارت إليه معلومات وبيانات نشرتها وأعلنتها وسائل إعلامية من أن الفاعل هو المتضررون من الثورة وهم هنا أقطاب الحزب الوطنى وفلول النظام السابق ورجال أمانة سياسات جمال مبارك، ولن يرضوا أن ينعم الشعب المصرى بحريته وديمقراطيته وأن ينعم بنتائج ثورته التى قام بها.

الخوف كل الخوف من الفترة الحالية والتى سيتم خلالها تسليم الحكم لسلطة مدنية منتخبة وبعد نجاح تجربة انتخابات مجلس الشعب دون وقوع خسائر تذكر ومع طرد الشعب لفلول الحزب الوطنى ونبذهم دون إصدار قانون بمنعهم من ممارسة السياسة، هذا النبذ والطرد وضياع مكاسبهم مع قيام الثورة ولد لديهم مرارات وأحقاد لن تخمد إلا بتفعيل القانون عليهم حتى لا نفاجأ بمصائب أخرى على غرار ما حدث فى بورسعيد وحصد أرواح بريئة جديدة، ثم حدوث مظاهرات فى محيط وزارة الداخلية من الشباب وإحداث مزيد من التباعد والقطيعة والبغض بين قطاعات من الشعب بمدنييه وشباب الأمن أو الجيش.





مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

بحب مصر

مبادرة لأبوتريكة

عدد الردود 0

بواسطة:

د / سامي زهران

احسنت يا استاذ سيد

كلام سليم ومنطق مقبول لكن من يقرا ومن يسمع ؟

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة