د. رضا عبد السلام

مذبحة بورسعيد.. الآن حصحص الحق!!

الجمعة، 03 فبراير 2012 10:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أطلق الحكم صافرة نهاية المباراة معلناً فوز المصرى البورسعيدى على النادى الأهلى بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، وهى نتيجة تاريخية بكل المقاييس، كان يفترض أن يستتبعها إقامة الأفراح وليالى الملاح فى بورسعيد، ففوز المصرى بهذه النتيجة الثقيلة والمستحقة على نادى القرن ليس بالأمر البسيط، ولهذا كان يفترض ألا تنام بورسعيد لشهور ليس حزناً على القتلى، ولكن فرحاً بهذا النصر الكبير.

إلا أن ما حدث عقب إطلاق الحكم لصافرته أكد على حقيقة مهمة "يستحيل دحضها" وهى أن ما حدث عقب المباراة وخلالها "كان مدبراً وبفعل فاعل"، وإلا فلم حدث ما حدث رغم فوز المصرى على الأهلى. لذا، فى كل يوم نكتشف أن المخلوع صادق فيما وعد به منذ عام بالضبط. ألم يعدنا بالفوضى فى حال تخلينا عنه؟! فهاهو وكلابه يروّعون المصريين بين الحين والآخر!!

كان بإمكاننا تفسير ما حدث من تصرفات همجية لو كانت النتيجة فى صالح الأهلى، ولكن الكارثة هى أن الأهلى خرج مهزوماً بالثلاثة ومطرودا منه لاعب!! لذا كان أولى بجماهير بورسعيد أن تواسى جماهير الأهلى وتبدأ احتفالاتها بهذا النصر التاريخى على الأهلى.

إذاً، ما حدث الأربعاء الماضى فى بورسعيد جعلنا نجزم بأن "مصر لا يراد لها الخير". فبعد أن انتعشت البورصة، وبدأ الاقتصاد يستعيد عافيته، والأمن يعود تدريجياً إلى الشارع، فاجأنا أذناب مبارك بتلك الجريمة التى أودت بحياة العشرات من زهور مصر. مؤكد أن البورصة ستشهد هبوطاً حاداً خلال الأيام القادمة، ليعاود المصريون مكابدة الخسائر بالمليارات، ويتواصل نزيف الاقتصاد، ويعود الفزع إلى قلوب الملايين. هذا هو بالضبط ما يريده فلول نظام المخلوع!!

فهؤلاء خسروا كل شىء، خسروا النعيم والمجد والعز الذى أغرقهم فيه المخلوع. الآن لم يعد لديهم شىء ليتباكوا عليه، خاصة أن نتائج الانتخابات الأخيرة قضت على آخر آمالهم، إذاً هم أحرقوا كل مراكبهم.

ولهذا هم على استعداد كامل لحرق البلاد والعباد، وإشاعة الفوضى، حتى يتحقق ما وعد به العارف بالله "حسنى مبارك"!!

لا شك أن المسئول الأول عما نحن فيه هو من بيده مقاليد السلطة، وأقصد هنا المجلس العسكرى والشرطة، خاصة أننا رأينا وبأم أعيننا رجال الأمن يفسحون الطريق للمهاجمين، وعلى عينك يا تاجر، فما جدوى وجودهم إذاً إذا لم يتحركوا لحماية المعتدى عليهم!!

واضح تماماً أن الجميع نفض يده من مصر ومن شعب مصر، فالمجلس العسكرى والقوات المسلحة – هى الأخرى – وكما أشاهد فى مدينتى، مدينة المنصورة، قد اختفت تماماً من شوارعنا، اعتقاداً بأن الشرطة قد ملأت الفراغ بشكل كامل، وهو ما لم يتحقق. فيبدو أن الجميع يريد أن يؤدب شعب مصر: فرجال الشرطة (إلا من رحم ربي) يريدون تأديبنا بعدما فعلناه بهم خلال الثورة، وهاهم أذناب نظام مبارك يعيثون فى الأرض فساداً بلا حسيب أو رقيب، وها هو القضاء الواهن يميت قضايانا، حتى كدنا نفقد الأمل فى استمرار ثورتنا.

لقد تآمر الجميع على مصر. وعليه، فإننى أتوجه برسالتى تلك إلى المؤسسة الوحيدة، التى تعتبر الممثل الشرعى الأول لشعب مصر، ألا وهى "مجلس الشعب". على مجلس الشعب التحرك فوراً "إما لانتخاب رئيس مؤقت" يدير شئون البلاد لحين انتخاب رئيس جديد، على أن يعود جيشنا العظيم إلى ثكناته، وأعظم الله أجرهم. أو أن يتم الشروع فوراً فى وضع جدول زمنى "مختصر" لانتخابات الرئاسة.

أما على صعيد الوضع الأمنى، فأقترح قيام مجلس الشعب بإصدار قانون عاجل "يسمح لخريجى كليات الحقوق والشريعة والقانون (وخاصة المتفوقين منهم ممن لم يعينوا فى الهيئات القضائية) بالانضمام إلى جهاز الشرطة". فالشرطة تعانى من شرخ عميق، وسيتطلب زمناً ليتعافى، إلا أن أوضاع البلاد تقتضى الحسم. لذا، فإن تغذية جهاز الشرطة بهؤلاء الخريجين، وتدريبهم لشهرين أو ثلاث سيحقق التوازن فى المعادلة، فضلاً عن القضاء على جانب من البطالة، وإضفاء الجانب الإنسانى على عمل هذا الجهاز المهم.

لابد للشعب أن يستشعر بأن حكومات ومجلس ما بعد الثورة يختلف عما قبلها، وإلا فإن ما حدث فى بورسعيد سيحدث غداً فى أى مدينة من مدن الجمهورية، وربما بشكل أكثر حدة. لو أرادت الشرطة تهدئة الأوضاع لتحركت بشكل أكثر كفاءة وجمعت البلطجية والمسجلين، فالقوائم موجودة وجاهزة، "فقط المطلوب التنفيذ". لو حدث هذا سيهدأ الشارع المصرى نسبياً، وسنفوت الفرصة على أعداء مصر الجديدة.. فهل من مجيب؟!!








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة