"فى حب الفوتوغرافيا" مبادرة لمواجهة "العداء ضد الصورة"

السبت، 25 فبراير 2012 11:02 ص
"فى حب الفوتوغرافيا" مبادرة لمواجهة "العداء ضد الصورة" الكاميرا صديق وليس عدواً
كتبت إيناس الشيخ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أخرج الكاميرا الخاصة به، ووقف خلف فتحة صغيرة بإحدى جدران الدور الرابع لجراج العتبة، ركز نظره خلف العدسة وهم بالتقاط صورة لتمثال "إبراهيم باشا" من زاوية أخرى رآها بعين الفنان، ليفاجأ بضغطة على كتفه وصوت ينبعث من خلفه محذراً "ممنوع التصوير هنا يا بيه"، التفت ليفاجأ بأحد عساكر أمن الجراج يمنعه من ممارسة حقه الذى وجده "مصطفى الشرشابى" العاشق للتصوير، حقاً مشروعاً للجميع، ليخرج من هذا المكان بعد محاولات فاشلة لإقناع العسكرى بحق التعبير بالصورة دون جدوى أو أى قابلية للتفاهم.

"ممنوع التصوير يا بيه، وبتصورنا ليه حضرتك"، كانت من الجمل التى طالما سمعها "الشرشابى "58 عاماً الذى قضى حياته فى حب التصوير، ليس من قبل الشرطة أو الأمن فقط، بل من البسطاء فى الشارع الذين اعتبروا عدسة الكاميرا عدواً لهم دون سبب واضح، لينتهى به الأمر بعد سنوات من الرفض غير المبرر للتصوير أمام مشكلة قرر أن يطلق عليها "ظاهرة العداء للفوتوغرافيا"، من هنا أخذ يفكر فى طريقة يغير من خلالها هذه الظاهرة التى طالما عكرت صفو فنه وحبه للتصوير.

وكانت مبادرة "فى حب الفوتوغرافيا" هى الطريقة التى توصل إليها الشرشابى للإقناع الناس أن الكاميرا صديق وليس عدواً، وأن الصورة هى المرآة الحقيقية لما بداخلهم من مشاعر يمكن من خلالها تغيير المجتمع أو مقاومة الفساد أو رسم بسمة غابت عن الوجوه لزمن طويل.

بالفعل اتخذ من مجموعة من الشباب فريقاً محباً للتصوير، ونزل معهم إلى شارع الجمالية، أخرج قطعة القماش الكبيرة التى تشبه خلفية أستوديو التصوير وقام بتعليقها فى منتصف الشارع بواسطة حبال، ووضع أمامها مقعدا صغيرا وجلس فى وضع استعداد للتصوير، المشهد لفت أنظار المارة وأهل الشارع فالتفوا حوله فى محاولة لمعرفة "إيه الحكاية" فواجههم بابتسامة قائلاً "تحبوا تتصوروا؟" نظروا لبعضهم فى قلق، ثم جلسوا واحد تلو الآخر أمام الكاميرات التى ملأت أيدى شباب الفريق، بعد عدة دقائق أقبل الجميع على الأستديو المتنقل وبدأت حملة التصوير فى الشارع، وتعالت ضحكاتهم فى مزاحمة حول "مين اللى يتصور الأول" ليتحول الشارع إلى ورشة تصوير كبيرة لكن هذه المرة وسط ترحيبهم بالكاميرات.

وقف "الشرشابي" مع فريقه فى سعادة أمام نجاح الفكرة البسيطة التى غيرت مفهوم هؤلاء البسطاء عن الكاميرا، وقرروا فى سعادة زيارة هذا الشارع أسبوعيا، فى الأسبوع الثانى مد أعضاء الفريق حبلاً بطول الشارع علقوا عليه الصور التى تم التقاطها الأسبوع الماضى بواسطة "مشابك الغسيل"، وسط فرحة كبيرة من أصحاب الصور الذين رغبوا فى تكرار التجربة مرة أخرى وحلت جملة "أنا متصورتش" محل العبارة الشهيرة بتصوروا هنا ليه؟"، وبعد حوالى 5 زيارات متتالية تحول شارع الجمالية إلى شارع محب للفوتوغرافيا، وتغير السلوك العدائى للصورة بشكل كبير.

"التصوير قربنا من بعض" هكذا عبر "الشرشابى" عن فرحته بنجاح التجربة لـ"اليوم السابع"، وقال: "هدفنا من البداية كان تغيير السلوك العدائى تجاه الفوتوغرافيا التى هى حق مكفول للجميع، وإرساء مبدأ جديد وهو حب الصورة وهو ما نجحت هذه الفكرة البسيطة فى تحقيقه بشكل فاق توقعاتنا".

"منتهى سعادتى كان عندما عاتبنى أحد الأطفال بلهجة حزينة قائلاً: "أشمعنا أنا متصورتش" يكمل الشرشابى، فقمت بإعطائه كاميرا وبدأت أعلمه التصوير، وهو ما أحاول فعله الآن بورش التصوير المجانية التى أنظمها مع فريقى بشكل أسبوعى فى "بيت السحيمى" والدعوة عامة للجميع، ذلك إلى جانب حملات "فى حب الفوتوغرافيا المستمرة والتى بدأنا بنقلها إلى مكان جديد هو شارع "درب شغلان"بمنطقة الدرب الأحمر.

وفى نهاية حديثه لـ"اليوم السابع" قال: "بحلم ألغى جملة "ممنوع الاقتراب أو التصوير" من قاموس الوجود، مصر مليئة بالمناظر الخلابة التى تستحق التخليد، ويكفى ملامح أهلها السمحة التى تعطى للصورة ألف معنى، ورأى أن "النظام اللى خايف من واحد ماسك كاميرا يبقى نظام عامل عملة".


























مشاركة




التعليقات 7

عدد الردود 0

بواسطة:

هانى بشاى

ده كله كويس بشرط

بشرط عدم المساس بالحرية الشخصية .

عدد الردود 0

بواسطة:

عبد الله

حق الأخرين

عدد الردود 0

بواسطة:

باسم القداح

التوعيه مع عدم الاخلال بحقوق الاخرين

عدد الردود 0

بواسطة:

Refat Arfat

فى حب الفوتوغرافيا

وأنا بضم صوتى لأخر كومنت

عدد الردود 0

بواسطة:

Hasan Amin

رجل أحب الفوتوغرافيا ..

عدد الردود 0

بواسطة:

zein dawood

الخوف من التصوير خوف من التوثيق :)

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد الشرشابي

طول عمرك فنان

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة