وعبر السمرى خلال الأمسية عن سعادته بها قائلا: إنه لم ينظم أية أمسيات شعرية منذ إصدار الديوان، لأنه فضل أن يأخذ الديون فرصته فى القراءة دون ترويج، وهو ما حدث بالفعل حيث أوشكت الطبعة الأولى من الديوان على النفاد بعد أشهر قليلة من طرحه فى المكتبات، موضحا أن هذا لا يحدث كثيرا فى شعر الفصحى فى الأيام العادية، ومؤكدا أن دهشته تضاعفت مع ظروف النشر الملتبسة الآن وغلبة الطابع السياسى على الإبداعى فيما يتم طرحه من كتب وإصدارات.
وأضاف السمرى، أنه كان من المقرر أن تعقد هذه الأمسية منذ فترة لولا سفر محمد أبو ذكرى لفرنسا، مؤكدا أنه سعيد بالقراءة على أنغام أبو ذكرى، لأنه من الموسيقيين القلائل الذين يتميزون بانفتاح الخيال وعمق الجملة الموسيقية وبساطتها فى آن واحد، كما أن هناك انسجاما وتلاحما بين الشعر والموسيقى، لأن الشعر هو أقرب الفنون لحالة التجريد الموسيقى، ومن هنا يكون أقرب للوصول للعقل والوجدان، وامتزاج الشعر مع الموسيقى يجعله أكثر روعة، لأن الموسيقى أحد مكونات الشعر، كما أن الشعر أحد ملهمات الموسيقى فالاستفادة هنا مزدوجة.
وقال الناقد أحمد حسن عوض، أن مثل هذه الندوات ضرورة ثقافية وجدانية ملحة يتجاور فيها الشعر والموسيقى وهما من أجدر الفنون على كشف الأعماق الوجدانية للإنسان وتمده بالطاقة العاطفية التى تجعله قادرا على استئناف حياته اليومية بشكل جيد، وفيما يخص تجربة وائل السمرى، قال "حسن" إنه لا يعتبر نفسه ناقدا لشعر السمرى فقط، إنما كنت مؤنسا له فى رحلته الشعرية التى استمرت أكثر من عشر سنوات كان يراقبه فيها، موضحا أن السمرى لا يستسلم لفكرة السهولة المجانية وينشر كل ما يكتبه وإنما يصر على محاكمة نصه بمنطق صارم ولو نشر كل ما كتب لكان له على الأقل 3 دواوين أفضل مما يكتبه كثير من الشعراء الآن، لكنه استبقى القصائد ذات الجودة الفنية الرفيعة وهذا ما انعكس بشكل ملحوظ على كل الحاضرين فى الندوة الذين استشعروا أنهم يستمعون لصوت بالغ التميز والرهافة فى مشهد الشعر المصرى الحديث.
من جانبها أبدت الكاتبة ضحى عاصى، مديرة مركز شبابيك الثقافى، إعجابها الكبير بالأمسية، وبحالة الشعر والموسيقى معا، وأعلنت أن عدد متابعى الأمسية على راديو المقطم الذى كان ينقل الحفل مباشر أن عدد المتابعين للأمسية وصل لرقم قياسى لم يتجاوزه حتى فى الندوات السياسية التى أقيمت فى المركز لكبار السياسيين والمثقفين، وأبدت سعادتها بأن أمسيات الشعر حجزت لنفسها مكانا عند الجمهور مثل الندوات السياسية ما يدل على أن هناك طفرة كبيرة فى المستوى الشعرى من ناحية وفى تلقى الجمهور ووعيه من ناحية أخرى.









