كان ذلك فى أحد الأيام التى تلت جمعة الغضب، الجو شديد البرودة والليل يرخى سدوله على التحرير، ومبارك مازال يعاند، وفجأة جاءنا أحد الأصدقاء مؤكداً أن البرادعى قادم للميدان دعماً للثوار. وعلى الفور سرى الدفء فى أوصالنا نحن مجموعة الشباب التى تحلقت بالقرب من المتحف. كان مجرد ذكر اسم الرجل كفيلا ببعث الأمل لدى قطاعات ملتهبة الحماس تتعطش لقائد، وهو ما بدا جلياً حين عاد الرجل ليستقر بمصر فى 19 فبراير 2010.
وقتها زحف الشباب من محافظات مختلفة ليستقبلوه بالمطار رافعين الأعلام ومرددين الهتافات، فإذا بالمدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية يلقى بدلو من المياه الباردة على مظاهرة الترحيب بقوله: «لستُ المخلِّص، لستُ المسيح المنتظر» وكأنه من العار أن يظهر قائد يلهم الجموع شرارة التغيير، وكأن وجود زعامة فى اللحظات الفارقة من تاريخ الأمم بدعة مصرية. ثم زاد الرجل المتحمسين من شعر الإحباط بيتاً حين قال: «لن أخرج فى مظاهرة يقل عدد المشاركين فيها عن مليون» ونسى أن المشكلة ليست فى أن تتكرم وتتعطف وتشارك فى مليونية مكتملة، بل أن تناضل ليخرج المئات أولاً.
قامت الثورة وكان البرادعى ضميرها الذى لا يساوم، ولكن بعد سقوط النظام اكتفى الرجل بالاستجمام فى حديقة فيللته، وابتعد عن الفرن المشتعل بالأحداث متخيلاً أنه أرضى ضميره تجاه بلد عظيم فى مفترق طرق حين يبعث بـ«تويتة» بين الحين والآخر عبر صفحته على موقع تويتر. لم يشتبك البرادعى مع طين الواقع، ظل خياله مسكوناً بالنمسا والريف الأوروبى حيث النقاء والجمال والوجوه الصابحة والناس المستحمية. لم يعد يجرى حوارات مع وسائل إعلام مصرية أو عربية، أقام سورا من العزلة حول نفسه، حتى الثوار المتحمسون الذين التفوا حوله كانوا يبذلون جهداً فائقاً لإقناع الشعب بأن الرجل معنا ومازال موجوداً على الخط! البرادعى الذى استنكرنا جميعاً حملة نظام مبارك لتشويه سمعته، هو نفسه الذى تحول إلى أيقونة لخذلان أنصاره، وأستاذ رائد فى فن إحباط معجبيه. فجأة ولأسباب غامضة، قرر عدم الترشح للرئاسة، لم يتحدث إلينا مباشرة، بل اكتفى بمجموعة من الصحفيين والإعلاميين يخرجون علينا ليتحدثوا باسمه!!! وحين قرر أن يحكى تفاصيل القرار ذهب إلى الصحافة الغربية وقال: انسحبت بسبب الوحل السياسى!
هل تنتظر يا دكتور أن نصبح بدقة سويسرا وشفافية السويد ونزاهة الولايات المتحدة لتتكرم وتتفضل وتدخل السباق الرئاسى؟ والغريب أن يدعو الصالون الثقافى للدكتور علاء الأسوانى إلى حملة مليون توقيع تدعوه للتراجع عن قراره على غرار ما فعلت الجماهير حين أقنعت عبد الناصر بالعدول عن التنحى! وأخيراً، وخيراً فعل، قرر الرجل المشاركة بقوة فى مهرجان برلين، ووقف مع أنجلينا جولى نجمة السينما العالمية وصاروخ الأنوثة الفتاك ليطبع قبلة على خديها... يااااه أخيراً ابتعد عن وحل المصريين وقرفهم!
عدد الردود 0
بواسطة:
ممدوح عبد الرحمن
للأسف عنده حق
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد محمد
ضدقت
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري أزهري بيقدر د البرادعي
هنيئا للكاتب رضا المجلس العسكري
عدد الردود 0
بواسطة:
نبيل سعد
البرادعي الرومانسي
عدد الردود 0
بواسطة:
amiralayam
واحنا كمصريين قرفنا منك ومنه ..
بأفكاركم التحررية اللي مفتوحة علي البحري ..
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
ما هو إنت مش فاهم
عدد الردود 0
بواسطة:
إسلام
شباب؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
ام اكرم
ياساتر منك
عدد الردود 0
بواسطة:
أيوب
المصريين و القرف
المصريين يشعرون بالقرف من بعض و من أنفسهم
عدد الردود 0
بواسطة:
Belal ELsisi
!!!!