من نجوم إلى غيوم

يبقى النجم الشهير نجما إلى أن يأتى بأفعال وكلمات لا تليق بمكانته فيهبط من علياء نجوميته ويتحول إلى غيمة لا تمطر ولا تترك ضوء الشمس يمر.. أى بلا أى فائدة وضررها أكثر من نفعها.

ونجوم الرياضة هم الأكثر شهرة وشعبية فى العالم خلال السنوات الأخيرة لاسيما لاعبى كرة القدم فى البلاد العربية التى تفتقد بحكم سطحية الثقافة الرياضية الأبطال من الرياضات الأخرى إلا عددا محدودا جدا.

كنت دائما أزهو وأفتخر بكل لاعب كرة قدم عربى تسوقه الأقدار الطيبة للاحتراف فى أندية أوروبا الكبرى.. ولازلنا وبعد مائة عام من احتراف حسين حجازى رائد كرة القدم المصرية فى فولهام الإنجليزى عام 1911 نتذكر ذلك الماضى الجميل.. ونذكر قصص احتراف صالح سليم فى النمسا ومجدى عبدالغنى فى البرتغال ومجدى طلبة فى اليونان وهانى رمزى فى ألمانيا وأحمد حسن بين تركيا وبلجيكا وأحمد حسام ميدو فى أكثر من فريق ودولة فى أوروبا.

ورغم أننا لا نمتلك التاريخ الطويل ولا الأعداد الوفيرة للنجوم المحترفين فى أوروبا قياسا بالمغرب والجزائر مثلا أو قياسا بنيجيريا والكاميرون وساحل العاج وغانا إلا أننا كثيرو الحديث بالفخر عن نجوم مصر المحترفين فى أوروبا.

وحرصت شخصيا على السفر إلى أوروبا غير مرة للقاء نجومنا المحترفين فى أوروبا لتقديم الحلقات التى تستعرض مشوارهم ووضعهم فى أعلى مكانة عند الجماهير.

ولكننى لم أهضم أبدا انفصال معظم اللاعبين المحترفين عن مجتمعهم بشكل يعكس عدم إدراكهم لدورهم الوطنى والاجتماعى بل والاقتصادى تجاه البلد الذى قدمهم للعالم.. ولم يحرص أى منهم رغم الملايين الوفيرة التى كسبوها على عمل مؤسسة أو صندوق أو جمعية من أجل الخير فى مصر اللهم إلا مؤخرا من الصقر أحمد حسن.. وله كل التقدير.

وأخيرا جاء التصرف الصبيانى الأرعن من النجم محمد زيدان بعد انتقاله من بروسيا دورتموند إلى ماينز فى ألمانيا.. وهو الانتقال الذى تزامن للأسف مع مذبحة جمهور الأهلى على أيدى جمهور المصرى فى بورسعيد وسقوط أكثر من 150 بريئا نحتسبهم عند الله شهداء.

فوجئ الجميع باحتفالات زائدة من زيدان بعد أن منحه الله كرما زائدا بإحراز الهدف تلو الآخر من مباراة إلى أخرى.

الاحتفالات عكست عدم ارتباط زيدان ببلده ولا بكوارث بلده ولا بمشاعر أهل بلده.
وهنا مربط الفرس فى تحول النجوم إلى غيوم.